الرابطة المحمدية للعلماء

العزلة.. تفتح الطريق أمام الأمراض النفسية

حذّر باحثون سويديون في دراسة أجروها مؤخراً من أن عيش الإنسان وحده في المنزل قد يرفع من خطر إصابته بأمراض نفسية وعقلية ومنها الاكتئاب. وحاولوا التركيز على توضيح أن الهدوء والسكينة التي يطلبها أولئك الذين يقطنون منازلهم بمفردهم قد تتحول إلى كابوس مدمّر.

ونشرت مجلة BMC Public Health  في دراسة لها أن أعداد الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم قد تضاعف خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ليشمل واحداً من كل ثلاثة أفراد في الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا.

وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج من خلال تتبعهم لحوالي 3500 شخص متوسط أعمارهم 45 سنة، وذلك طيلة سبع سنوات، حيث سجّلوا خلالها معدل استخدام أولئك المتطوعين لمضادات الاكتئاب، آخذين في الاعتبار الحالة المعيشية وطبيعة العلاقات الاجتماعية ومستوى المنطقة التي يقطنها كل منهم، دون نسيان عوامل الخطر الصحية كالتدخين وقلة ممارسة الرياضة والإفراط في تناول الكحول.

ليتبيّن لهم بعد ذلك ومن خلال مقارنة النتائج أن خطر الإصابة بالاكتئاب - والمُقاس عن طريق الأشخاص الذين تناولوا أدوية مضادة له - كان أكبر بنسبة 80 بالمائة عند الذين يعيشون وحدهم في المنزل، مقارنةً بالأشخاص الذين يعيشون مع عائلاتهم أو أصدقائهم أو أي شكل من أشكال العيش الجماعي.

واتضح للمشرفين على الدراسة أنه بالرغم من أن الرجال والنساء كانوا متساوين في مقدار التعرّض لذاك الخطر، إلا أن العوامل التي أسهمت في زيادة الخطر تلك كانت مختلفة، فعند النساء كان نقص المستوى التعليمي بالإضافة إلى الدخل المنخفض من أهم العوامل التي حفّزت الاكتئاب بين القاطنات بمعزل عن الآخرين، في حين أن أكثر ما أسهم في زيادة خطر الاكتئاب لدى الرجال كان بيئة العمل السيئة ونقص الدعم والتحفيز سواء في العمل أو في حياتهم الخاصة، بالإضافة إلى تناول الكحول بشكل مفرط.

ومالت الدكتورة لورا بولكيروباك، المشرفة على الدراسة، إلى فرضية أن تكون زيادة خطر التعرّض للمشاكل النفسية بين هؤلاء أعلى من نسبة الـ80 بالمائة التي جاءت بها نتائج الدراسة، فقالت: "لا يستطيع عادة مثل هذا النوع من الدراسات تقدير حجم الخطر الحقيقي، إذ يميل الأشخاص المعرّضون للخطر الأكبر عادة إلى إخفاء معاناتهم، ناهيك عن عدم قدرتنا على تحديد حجم حالات الاكتئاب غير المعالجة".

حفصة الخطابي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق