التعريف:
التباع عبد العزيز، عالم صوفي،لم يرث عن أجداده لا مجدا ولا علما، بل ولا اسما عائليا شهيرا؛ فهو أبو فارس عبد العزيز بن عبد الحق المراكشي المعروف بالحَّرَّارْ، نسبة إلى صناعة الحرير، إذ كانت حرفته في أول أمره. اتّبعه خلق كثير من الناس حتى لقب بالتباع.
درس وتعلم بمراكش، وقد بلغ في هذا المجال مستوى جعل كُتَّاب التراجم يصفونه "بالشيخ العالم"، هذا قبل أن تنزع همته إلى الإنخراط في طريق القوم، وفي هذا الصدد تذكر كتب التراجم أنه صحب الشيخ الشهير محمد بن سليمان الجزولي مؤسس الطريقة الجزولية الشاذلية. بل، وتجعل منه وارث حاله، وخليفته في الطريقة "وشيخ المشايخ فيها"[1].
جاء في سلوة الأنفاس للكتاني قوله: وأما التباع؛ فأفعمت أقطار المغرب أنواره، وملأت صدور رجاله معارفه وأسراره، وكان في الإمامة والجلالة بمكانة يعز عن الوصف بلوغ مداها، ويعلو على ارتفاع الشأن وشهرة الصيت نداها، حتى كان يلقب في الأقطار المراكشية بسيدي عبد العزيز الشيخ الكامل، وكان يُقال: "النظرة فيه تغني". ووصفه شيخه الشيخ القطب أبو عبد الله سيدي محمد ابن سليمان الجزولي "بالكيمياء"؛ وذلك أنه خدمه مدة، وفتح له على يديه.[2]
شيوخه:
صحب عبد العزيز التباع الإمام الجزولي، وأخذ عنه، وأقام عنده بزاويته بتافوغالت (الشياظمة)، كما أخذ عنه حين قدومه إلى مراكش. وقد ركزت كتب التراجم على علاقة عبد العزيز التباع بشيخه الجزولي الذي كان لقاؤه به عند زيارة هذا الأخير لمراكش، فاستضافه التباع وقاده إلى منزل والديه بالقصور بدرب بن حارب، وعلى الرغم من أن الجزولي توفي قبل أن يستكمل التباع دراسته عليه، فإنه كان يتوسم فيه الخير والصلاح.
التحق عبد العزيز التباع بشيخه الثاني سيدي محمد الصغير السهلي بعد مقتل الإمام الجزولي، ولازمه بزاويته بخندق الزيتون بأحواز فاس مدة ثمان سنوات يخدمه ويأخذ عنه إلى أن أذن له بالعودة إلى بلده مراكش في قصة مشهورة... فرجع إلى موطنه الأصلي، وذاع صيته وأقبل الناس عليه لتلقي العلم والصلاح.
تلامذته:
تتلمذ على يد صاحب الترجمة العديد من المريدين، منهم:
• الشيخ عبد الله الغزواني المعروف بمول القصور. (من سبعة رجال مراكش).
• الشيخ أبو السرور عياد بن يعقوب الفرجي الدكالي (والد عبد الرحمان المجذوب).
• الشيخ الكامل محمد بن عيسى الفهدي المعروف بالهادي بنعيسى.
• الشيخ أبو عثمان سعيد أمسناو.
هؤلاء وغيرهم من مشاهير مريدي الشيخ التباع، بل أكثر أولياء مغرب العصر الحديث شهرة على الإطلاق، والذين كانوا وراء مبادئ شيخهم التباع في شتى نواحي البلاد، تلك المبادئ التي لا تختلف في شيء عن أصول الطريقة الجزولية، كما وضعها شيخها وشيخ التباع محمد بن سليمان الجزولي.[3]
وفاته:
توفي الشيخ عبد العزيز التباع سنة 914هـ/1509م، ودفن بثلث فحول من حومة المواسين بمراكش، وصار الحي يدعى حي سيدي عبد العزيز، كما أن زاويته انتقلت بعد وفاته إلى الضريح، وقبره إلى الآن مزارة كبرى ضمن مسلك زيارة سبعة رجال الشهيرة، وقد بنيت عليه قبة بإذن من السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي.
الهوامش:
[1]. معلمة المغرب، 7/2256.
[2]. سلوة الأنفاس للكتاني، 2/238، دار الثقافة، الطبعة الأولى سنة 2004م.
[3]. معلمة المغرب، 7/2257.