الصحافة العربية…الواقع والتحديات
تأهيل الصحافة الورقية في الوطن العربي رهين بتطوير مهارات العاملين فيها
أكد رؤساء ومديرو تحرير مؤسسات إعلامية عربية، أن تأهيل الصحافة الورقية في العالم العربي، يظل رهينا بتطوير مهارات وكفاءات العاملين فيها.
واعتبروا خلال مشاركتهم في منتدى إعلامي نظم بإمارة أبوظبي، حول موضوع "الصحافة العربية...الواقع والتحديات"، أن تطوير مهارات العاملين في الصحافة الورقية، أمر بالغ الأهمية في معظم الدول العربية، مشيرين إلى أن كبريات المؤسسات الصحفية العربية تفتقد لبرامج التدريب التلقائي المستمر الذي يمكن أن يتلقاه العاملون فيها.
وأشاروا إلى أن الارتقاء بقطاع الصحافة الورقية رهين ببناء أجيال جديدة من الممارسين لها تكون قادرة على مواكبة التطورات الإعلامية المتسارعة واحترام أخلاقيات مهنة المتاعب.
وفي هذا السياق، اعتبر وحيد عبد المجيد مدير مركز (الأهرام ) للنشر والترجمة التابع لجريدة (الأهرام ) المصرية، أن الصحافة الإلكترونية أثرت بشكل كبير على نظيرتها الورقية حيث إن تحديث المعلومات على مواقع الصحف والمواقع الالكترونية يسبق نشر الأخبار في الصحف الورقية الأمر الذي يسلب أهمية الصحافة المكتوبة.
وأشار إلى أن الصحافة الورقية في الوطن العربي، لابد أن تتطور لتصل إلى صنف الصحافة الاستقصائية التي تتطلب مهارات عديدة، منها الثقافة العامة القوية لدى الصحفيين العاملين بها، والمثابرة والجهد المضني في المواكبة اليومية للأحداث، مضيفا أن "الإعلام الورقي العربي يفتقر بشدة لفئة الصحفيين الاستقصائيين، الأمر الذي يضعف تأثيره على مجتمعات المنطقةالعربية ".
ومن جهته قال سامي الريامي، رئيس تحرير جريدة (الإمارات اليوم)، في معرض تدخله، إن الصحافة الورقية رغم المنافسة الحادة التي تواجهها من قبل نظيرتها الالكترونية التي حققت تقدما خلال السنوات الخمس الماضية في المنطقة العربية، لا تزال تحتل مكانتها لدى القراء العرب، معتبرا أن الصحافة الإلكترونية "تحتاج لثلاثين عاما على الأقل لتحتل مكان نظيرتها الورقية".
أما محمد منير، رئيس تحرير مجلة "ميدل إيست بيزنس- العربية"، فقال إن الصحافة الورقية تحتاج إلى آليات تدبير جديدة لمواجهة طغيان الإعلام الالكتروني، مضيفا أنه يتعين على القائمين على الصحافة الورقية، الاهتمام بتطوير الأداء المتمثل في أساليب النشر والطباعة والإخراج، علاوة على إجراء الدراسات المتعلقة بهذا الشأن والتركيز على الشرائح الموجودة في المجتمعات المستهدفة.
وحول واقع دور النشر العربية، بعد أن ألقت الأزمة المالية بظلالها على العمل الصحفي، قال حسن أحمد رأفت، رئيس مكتب صحيفة "خليج تايمز" في أبوظبي، إن إدارات الصحف يمكن أن تتعامل مع الأزمة المالية وتستغلها في ابتكار أساليب جديدة لتخفيض النفقات من دون اتباع التقليدية منها مثل الاستغناء عن الكوادر العاملة.
وأشار إلى أن أحد أهم الوسائل التي يمكن من خلالها التغلب على الأزمة المالية هي إعادة تبويب الصفحات عبر مزج المحتوى من إعلام متخصص وعام لضمان جذب شريحة معينة من القراء، وفي الوقت نفسه ضمان الاستفادة من حصص الإعلانات.
(عن و.م.ع)