مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةأعلام

الشيخ أحمد بن مسعود الشاوي

هو أبو العباس ويكنى كذلك بأبي الصفاء وأبي العطاء والوفاء سيدي أحمد بن مسعود الشاوي أصلا، الفاسي دارا ومنشأ، المشهور بالحاج الشعير.[1]

لم تذكر لنا كتب التراجم شيئا عن حياته في صغره ولا تعليمه، سوى تاريخ مولده، بحيث ولد سنة خمس وثلاثين وألف للهجرة، كما في نشر المثاني،[2] إلا أن كتب التراجم تذكر أنه كان إنسانا عاديا معدودا  من العوام، صانعا ينسج الكتان، محافظا على الصلوات الخمس في جامع القرويين، ملازما لكراسي الوعظ والإرشاد، ففي سلوة الأنفاس: “كان يلازم سرد بعض الكتب التي تقرأ بالقرووين”[3] مما يدل على أن القرويين كان دائما عبر العصور منارة لتدريس علوم التصوف، فمواظبة الشيخ أحمد بن مسعود الشاوي على العمل والكسب وحضوره لمجالس العلم والوعظ ليس أمرا هينا، بل يجعل المرء يرتقي في سبل العلم والخير إذا جمع بين المعاش والمعاد، فهذا سبب كافي في اجتماع كل سبل الخير مع مرور الزمن، لأن أحب الأعمال ما كان ديمة وإن كان قليلا، فهو أنفع للعقل والروح في تصفية وتجلية مرآتهما،  يقول العارف سيدي أحمد بن مسعود الشاوي: ” حَبب الله إلي سماع أحوال القوم وحديثهم، فجعلت أتردد إلى مجالس الوراق من جامع القرويين، فكنت كلما سمعت شيئا استقر في صدري، وانكببت على العمل به، فَفُتح علي”.[4]

 وهذا ما جعل أبا العباس أحمد بن مسعود الشاوي يظهر أَمرُه آخرا، “وكُشف سره، وأبدى من العلوم الربانية ما لم يكن يُظن به، فيتكلم بما يحير الألباب، ويُدهش الفكر، فانكب الناس عليه، وقصدوا زيارته”.[5] وفي نشر المثاني: “شَهد له الشيوخ بالخصوصية، ووصفوه بالرسوخ والتمكين”.[6]

وذُكر أمره لأبي عبد الله سيدي محمد بن عبد القادر الفاسي، فاستدعاه وفاوضه فيما نسب إليه فوجده بحرا زاخر العباب، وسلَّم له حالَه، وكان رحمه الله فيما ذكره غير واحد كالشيخ أبي عبد الله سيدي محمد بن عبد الرحمان الفاسي في المنح البادية، خاتم أولياء زمانه، فهذه شهادات تدل على رسوخ الرجل في مجال التصوف، وهي عادة الصوفية المتحققين كلما ظهر من ادعى الخصوصية امتحن على يد الصوفية المتكنين ليعلم صدقهم وحقيقتهم وحتى لا يكثر أهل الدعوى الذين لا همَّ لهم سوى حظوظ أنفسهم ومطامح أهوائهم.  

توفي رحمه الله عام خمسة عشر ومائة وألف، ودفن عند ضريح سيدي عبد القادر الفاسي رحمهما الله تعالى ورضي عنهما، آمين.

المصادر المعتمدة

– صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر، محمد بن الحاج بن عبد الله الصغير الإفراني، تقديم وتحقيق: عبد المجيد خيالي، مركز التراث الثقافي المغربي، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى، 1425هـ/2004م، 367.

– نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني، محمد بن الطيب القادري، تحقيق: محمد حجي، أحمد التوفيق، ضمن موسوعة أعلام المغرب، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الثانية، 2008م، 5/ 1895.

– سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس، الشريف أبي عبد الله محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني، تحقيق: عبد الكامل الكتاني، حمزة بن محمد الطيب الكتاني، محمد حمزة بن علي الكتاني، دار الثقافة، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى، 1425هـ/2004م، 377-378.

[1] ينظر ترجمته في:

– صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر، محمد بن الحاج بن عبد الله الصغير الإفراني، تقديم وتحقيق: عبد المجيد خيالي، مركز التراث الثقافي المغربي، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى، 1425هـ/2004م، 367.

– نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني، محمد بن الطيب القادري، تحقيق: محمد حجي، أحمد التوفيق، ضمن موسوعة أعلام المغرب، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الثانية، 2008م، 5/ 1895.

– سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس، الشريف أبي عبد الله محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني، تحقيق: عبد الكامل الكتاني، حمزة بن محمد الطيب الكتاني، محمد حمزة بن علي الكتاني، دار الثقافة، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى، 1425هـ/2004م، 377-378.

[2] نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني، محمد بن الطيب القادري، تحقيق: محمد حجي، أحمد التوفيق، ضمن موسوعة أعلام المغرب، 5/ 1895.، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الثانية، 2008م.

[3] سلوة الأنفاس، 1/ 378.

[4] سلوة الأنفاس، 1/ 378.

[5] سلوة الأنفاس، 1/ 377.

[6] سلوة الأنفاس، 1/ 378.

Science

د.مصطفى بوزغيبة

باحث بمركز الإمام الجنيد التابع للرابطة المحمدية للعلماء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق