الزاوية الشاذلية الدرقاوية العليوية [1] فرع جزائري لأصل مغربي
تنسب إلى الشيخ الجزائري أحمد بن مصطفى العلوي لقبا (العليوي والعلاوي كنية) الذي ورث سره من العارف الصوفي المغربي "سيدي محمد بن الحبيب البوزيدي" الذي ورثه بدوره من الصوفى المغربي محمد بن قدور الوكيلي الذي أخذه عن الصوفي المغربي أبي يعزة المهاجي الذي أخذها عن العارف الكبير الشيخ العربي الدرقاوي صاحب الطريقة الدرقاوية المغربية التي انتشرت في كل أصقاع العالم، واشتهرت كثيرا في الجزائر؛ ففي نهاية القرن الثامن عشر شكلت الجزائر بالنسبة لدرقاوة بلادًا لنشر دعوتهم والبحث عن مريدين جدد وسط السكان المستائين من حكم العثمانيين، فأصبح شاذلية الجزائر يعرفون بالدرقاويين خاصة بغرب البلاد، وحسب (Rinn رين) "فإن درقاوةَ تلك المنطقة يمثلون الفرع المغربي للشاذلية، وتكاثرت أعداد الشاذليين الدرقاويين بالجزائر؛ فقد تخرج على يد الشيخ العربي عدد من المريدين والشيوخ... منهم من أسس طريقة جديدة خرجت من رحم الدرقاوية" [2]، كما أن التأثير الدرقاوي المغربي على الجزائر كان قويا جدًّا، لدرجة أن عددا من صوفية الجزائر لاسيما الشاذليين والدرقاويين بايعوا مرتين السلطان المغربي المولى سليمان [3] .
تأثير التصوف المغربي في الزاوية العليوية يتضح أيضا من خلال سلسلة الوراثة الروحية للشيخ أحمد بن مصطفى العليوي (ولد سنة: 1869م/ 1286هـ، وتوفي سنة: 1934م/1352هـ) التي تتكون من خمسة عشر شيخا مغربيا متصل السند إلى أن تصل إلى الشيخ أحمد زروق، ثم تنتقل إلى شيوخ مشارقة لتعود إلى القطب أبي الحسن الشاذلي وشيخه عبد السلام بن مشيش.
---------------------
[1] مقتبس من كتاب: عزيز الكبيطي إدريسي "التصوف الإسلامي في الغرب –الأثر الصوفي المغربي في ابريطانيا- الزاوية الحبيبية الدرقاوية نموذجا" منشورات المركز الأكاديمي للثقافة والدراسات المغاربية، الشرق أوسطية والخليجية، مطبعة أميمة-فاس، ط1/2008م.
[2] محمد الخداري "الدور السياسي للطريقة الدرقاوية في العلاقات بين المغرب والحزائر في بداية القرن التاسع عشر" مجلة المناهل/الزوايا في المغرب، ج1/ص:260.
[3] المرجع نفسه، ص:260-261