الدورة التدريبية الأولى في تحقيق الـمخطوطات بالدار البيضاء

تقرير حول الدورة التدريبية الأولى في تحقيق المخطوطات بالدار البيضاء
نظم مركز دراسات المخطوطات الإسلامية التابع لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي بلندن، بالتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك، جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، والخزانة الحسنية بالرباط، الدورة التدريبية الأولى في تحقيق المخطوطات من 6 إلى 16 جمادى الأولى 1434هـ الموافق 18 إلى 28 مارس 2013م، وتم عقد أشغال الدورة برحاب كلية الآداب ابن مسيك.
شارك في حفل الافتتاح كل من السادة الأساتذة: عبد المجيد قدوري: عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك، وأحمد شوقي بنبين: مدير الخزانة الحسنية بالرباط، والسيد محمد ادنيدني ممثل مؤسسة الفرقان واللجنة المنظمة للدورة، ألقاها بالنيابة عنه السيد محمد دريوش رئيس قسم المشاريع والمنشورات بمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي.
وألقى الدكتور أحمد شوقي بنبين في اليوم الأول محاضرتين:
المحاضرة الأولى، وكان عنوانها: «الكتاب العربي من المخطوط إلى المطبوع» استعرض فيها الأطوار الكبرى التي عرفتها البشرية، وهي ثلاثة أطوار: أولاها فترة ما قبل التاريخ، وثانيها فترة الكتابة، وثالثها عصر الطباعة، ثم وقف على تطور معنى الكتاب، ومعنى المخطوط، وارتباط ظهوره بظهور الطباعة، والأدوات والمواد التي استعملها الإنسان عبر التاريخ لتسهيل عملية الكتابة.
وأوضح السيد بنبين أن تاريخ الكتابة في الإسلام تميزت بمرحلتين: المرحلة الأولى خلال القرنين الأولين من تاريخ الإسلام، مؤكداً على أن أول كتاب دخل به العرب عالم الكتب هو القرآن الكريم، بينما اتسمت مرحلة الانتقال من ثقافة المخطوط إلى ثقافة المطبوع بحالتين أساسيتين هما: الطول والاضطراب، وقد أدى ظهور الطباعة إلى الانتشار الواسع للكتب، وحفظ النصوص المخطوطة من الضياع، وتوحيد الكتب من حيث الجمع والتجليد والتسطير والأوراق وما إلى ذلك مما يعبر عنه بالتوحيد القياسي للكتب، وطبع الكتب المترجمة، وإحداث الدوريات حيث تم نشر الكتب على حلقات، واستخدام علامات الترقيم، وفرض رقابة الدولة، وساعدت أيضا على ظهور فكرة القومية.
المحاضرة الثانية، وكان عنوانها: «أصول التحقيق العلمي» ذكر خلالها الأستاذ المحاضر أن ظهور محاولات تحقيق النصوص ترجع إلى القرن السادس للميلاد عند علماء اليونان، وافتتاح مدرستي برغامة بآسيا الصغرى، والإسكندرية في مصر في القرن الثاني قبل الميلاد، ثم جهود «شارلمان» في القرن الثامن للميلاد في بعث الحركة العلمية بالغرب، (النهضة الأوربية الأولى)، وتطور الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية التي بلغت أوجها في القرن الثاني عشر (النهضة العلمية الثانية).
وعرفت أوربا منهجين في تاريخ تحقيق الكتب:
أولهما المنهج الوثائقي الذي تم اعتماده منذ القرن الثالث عشر للميلاد، ويتميز بعشوائيته، ويعتمد الذوق والجمال النسخ معيارين في اختيار النسخة المعتمدة. وثانيهما المنهج العلمي الذي أدى إليه تطور الدراسات الفيلولوجية في أوربا الغربية في القرن التاسع عشر، وخاصة عند الفيلولوجيين الألمان، وعلى رأسهم لخمان: ( حصر كل نسخ المخطوط وإرجاعها إلى أصل واحد يمكن اعتماده في نقد النص)، والإنجليزي كلارك، والفيلولوجي هنري كانتان
وأكد الأستاذ بنبين على ضرورة اعتماد علم الكوديكولوجيا وتاريخ النصوص في تحقيق كتب التراث العربي، مشيرا إلى حرص المسلمين في العصور القديمة على إبراز قواعد التحقيق وخاصة المحدثين منهم، وذكر أيضا جهود المستشرقين في طبع النصوص العربية، والتقصير الحاصل لدى بعض الباحثين العرب في استيفاء نسخ المخطوط الذي يراد تحقيقه مما يخل بأصول التحقيق العلمي.
وفي اليوم الثاني من الدورة ألقى الدكتور قاسم السامرائي محاضرته في: «تحقيق المخطوطات: هواية وليس دراية» أكد فيها أن التحقيق هو هواية طاغية وشغف دافق ، ودربة واسعة، وتجربة طويلة، وهذا يفتقره إليه الكثير من المحققين والمفهرسين اليوم.
وأوضح أيضا أن كل من كَتَب في أصول التحقيق، إنما كان اعتمادا على تجربة شخصية، أو تقليدا لمناهج المستشرقين المختلفة حيث طبقوا على تحقيق النصوص العربية الأصول التي كانت معروفة عندهم في تحقيق النصوص اللاتينية واليونانية.
وأرجع الأستاذ المحاضر أسباب تدفق التحقيقات غير المحققة إلى غياب الوعي التراثي في تطلب النصوص المحققة تحقيقا علميا سليما عند القراء، والحاجة المالية الشديدة لكثير من المشتغلين بالتحقيق، والعناية البالغة بنصوص التراث، ونَهم دور النشر إلى الكسب السريع، و انعدام الوازع الخلقي والخلفية العلمية عن من دس أنفه في عالم التحقيق، وظهور ما يسمى بمكاتب التحقيق التي تستغل جهود العاملين فيها لقاء أجر معلوم، وغياب حب التراث والحرص على نشره ومساعدة المحققين النابهين.
ولذا، يفترض الأستاذ السامرائي شروطا ينبغي أن تكون في المحقق، وهي: الدراية الواسعة بعلم الاكتناه، والمعرفة الواسعة بأنواع الكاغد والمواد…، والمعرفة بالنص المحقق، والمعرفة الواسعة باللغة العربية أولا ولغة عصر المؤلف ولغة المؤلف ثانيا، والاطلاع الواسع على المصادر المساعدة، والدراية الواسعة بكتب التصحيف والتحريف.
وتحدثت الأستاذة سعيدة العلمي في محاضرتها : «التحقيق بين العلم والإبداع» عن المحقق البارع، وهو من يستطيع التواصل بين القديم والقارئ المعاصر، واعتبرت التحقيق إبداع الإبداع المصحوب بالتصحيح والنقد والتصويب بل هو إنتاج نص جديد قائم على قواعد علمية معروفة عند المحققين.
وفي اليوم الثالث من الدورة التدريبية تناولت الدكتورة سعيدة العلمي في محاضرتها: «قواعد التحقيق بين العرب والمستشرقين» مفهومي التراث والتحقيق لغة واصطلاحا، ثم ذكرت نشوء قواعد التحقيق عند العرب، وخاصة عند علماء الحديث من خلال استعراض طرق تحمل الحديث.
وأما في الغرب فكان الباعث في إحياء الآداب اليوناية واللاتينية إلى ظهور علم التحقيق ثم التأليف في نقد النصوص ونشرها.
وختمت الأستاذة المحاضرة بمبحث كيفية تحقيق النصوص تحقيقا علميا.
وألقى الدكتور قاسم السامرائي محاضرة بعنوان: «التحقيق النقدي للتراث الإسلامي عند المستشرقين» أكد خلالها أن بداية النشاط الاستشراقي المنظم ترجع إلى العصور الوسطى النصرانية، وبخاصة في القرن التاسع للميلاد الموافق الثالث الهجري، وكانت دوافع هذا النشاط دينية وسياسية وفكرية، ولم يصل الاستشراق إلى المستوى العلمي بمعناه الحديث إلا في القرن السابع عشر، وخاصة في الجامعات والكليات، حيث ظهرت لأول مرة كتب مؤلفة في القواعد العربية والنحو العربي. وغلب الاتجاه اللاهوتي في الاستشراق خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، وظهر البحث في النشاط الفكري الدنيوي للإسلام لدى المستشرقين في النصف الأول من القرن التاسع عشر نتيجة لتحطم قوة الكنيسة بعد الانشقاقات التي عرفتها. ولم تنشأ ظاهرة الاختصاص عندهم إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي.
وأشار الدكتور السامرائي إلى التأثير الكبير الذي خلفه المستشرق الفرنسي دوساسي في الاستشراق الأوربي بعد أن كانت الريادة فيه للاتينية ثم المدرستين الهولندية والألمانية.
وشارك أيضا الدكتور عباس أرحيلة في محاضرته: «التحقيق العلمي: مفهومه وقضاياه» استهلها بمراحل معرفة الإنسان بالكتابة، وهي: مرحلة ما قبل الكتابة، ومرحلة ما بعد الكتابة، ومرحاة الطباعة، ومرحلة الكتابة الإلكترونية. وذكر جهود علماء الحديث النبوي الشريف في إرساء قواعد ضبط النصوص وتوثيقها وتحقيقها إلا أنه، وبظهور عصر الطباعة أصبحت الحاجة إلى إخراج النصوص المخطوطة فنشأت قواعد التحقيق. وبعد بيانه لمفاهيم التحقيق، والتحربر، والتدبر، ذكر القواعد العامة لضبط المتن وهي: تحقيق عنوان الكتاب، وتحقيق اسم المؤلف، وتحقيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه، وتحقيق متن الكتاب. وأما مقتضيات تحقيق متن الكتاب المخطوط فقد حصرها الأستاذ المحاضر في: المقابلة بين النسخ والتمرس بقراءتها وبأسلوب صاحبها، والمعاناة في قراءة الكتاب المخطوط، وتنظيم مادة المتن، ومتابعة النقول التي وردت في المتن، واعتماد الرسم المتعارف عليه في عصرنا.
وأشار أيضا إلى مصطلح النسخة الأم في التحقيق، ومعايير اختيارها عند المحقق.
وحاضر في اليوم الرابع كل من السادة الأساتذة: فيصل الشرايبي، وعباس ارحيلة، وعبد الله الترغي
تحدث الدكتور فيصل الشرايبي عن: «قواعد التحقيق العلمي» فيما يتعلق بتحرير النص وضبطه، وتنظيمه بعلامات الترقيم، والمقابلة، وصنعة التعليقات والهوامش، وتوثيق اسم المؤلف وعنوان الكتاب.
وأما الدكتور عباس ارحيلة، فكانت محاضرته تطبيقية تناول فيه أمثلة أربع:
•المثال الأول: كيف نصحح آية قرآنية في كتاب مخطوط؟
•المثال الثاني: لفظة حذف موصوفها
•المثال الثالث: من خلال نموذجين وقع فيهما تحريف من الرسالة العذراء إبراهيم بن محمد الشيباني (ت 298هـ)
المثال الرابع: مقارنة بين تحقيقين لكتاب المقابسات، تحقيق حسن السندوبي، وتحقيق محمد توفيق حسين.
وتناول الدكتور عبد الله المرابط الترغي في محاضرته: «العوامل الخفية في عملية التحقيق» المستويات و المتطلبات في تقنيات التحقيق التي ينبغي توافرها لدى المحقق، وهي أن تكون له: ثقافة تقنية، وتخصص بموضوع التحقيق، وقرابة وألفة مع النص المحقق. وهذا النص في المقابل يعد عالما مستقلا بذاته له وضع خاص وخصوصية تميزه (تنوع الأوضاع مع النسخ الخطية المعتمدة، نسبة الكتاب، نوع الخط).
•وألقى الدكتور عبد الله الترغي في اليوم الخامس محاضرته الثانية في هذه الدورة: «تحقيق كتب التراجم: الصعوبات والمشكلات» نبه فيها إلى أهمية كتب التراجم في التراث الإسلامي، وأنها تشكل نصف الحصيلة التأليفية التي عرفتها مسيرة التأليف العلمي في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية، وتتميز بخصائص أهمها: أنها ترتبط بالإخبار عن المترجم بهم، وتخضع للشرط الذي تقوم تراجمها عليها، وتتبع منهجا محددا في عرض هذه التراجم، و تبنى هذه التراجم على ترتيب معين وعلى ثوابت محددة.
•وأما كتب فهارس الشيوخ ومعاجمهم وأثباتهم، فإنها وإن كانت تهتم بالتعريف بالرجال، إلا أنه يتبين فيها حدود الأجيال في الأخذ بين رجالها، حتى لا يقع الخلط بين طبقاتها، أو بين أسانيدها.
ومن ثم فينبغي على المحقق أن يكون عارفا بهذه الخصوصيات، مستحضرا للمصادر والمراجع المساعدة.
وتحدث الدكتور عبد اللطيف الجيلاني عن «مشكلات تحقيق النصوص الحديثية» في العصر الحديث، موضحا أن النهضة الحديثية التي عرفتها الأمة الإسلامية متمثلة في نشر كتب الحديث النبوي الشريف، صاحبتها مشكلات جسيمة في التحقيق، وحصر الدكتور المحاضر هذه المشكلات فيما يأتي: التكرار والاجترار، وضعف الاستقراء في تتبع المحققين للنسخ الخطية، ودخول غير المتخصصين في علم الحديث إلى تحقيق كتب السنة، والنقص والحذف، والتصحيف والسقط، و التمويه: ومن مظاهره نشر النصوص من بعض الكتب المفقودة مع التمويه في عنوان الكتاب بأنها هي نفس الكتب، وتنتيف الكتب، والسطو على جهود الآخرين، ومشكلة العناوين.
وعقد الدكتور الجيلاني أيضا (ورشة) لمصادر المساعدة في تخريج الحديث والأثر: الصنعة والتوثيق.
وحاضر في اليوم السادس من الدورة الدكتور خالد زهري في موضوع: «المصادر المساعدة في التحقيق» استهلها بالحديث عن مفهوم التاريخ عند الأقدمين، والذي انحصر معناه عندهم في تراجم الرجال، وأما ما يتعلق بالأخبار وذكر الأحداث فيسمى بعلم الأخبار، والمشتغل به يسمى إخباريا. وقد تفرعت كتب التاريخ بمعناه القديم إلى كتب المعاجم، والطبقات، والأعلام، والمناقب، والمفاخر، والمآثر، والشمائل. ثم وضح الأستاذ المحاضر بعض القواعد المتبعة في المصادر المساعدة في التحقيق منها: الاستفادة من الرواية الشفوية، ومراجعة النسخ المخطوطة التي اعتمدها المؤلف، و جمع النسخ على ضوء المصادر المساعدة ( جهود بشار معروف في تحقيق تاريخ مدينة السلام)، والاستناد إلى المعطيات الكوديكولجية في ضبط النصوص وتصحيحها.
وذكر الأستاذ أيضا بعض الفوائد التي يمكن استفادتها بفضل التنويع في المصادر المساعدة والاعتماد على التي تتحرى الدقة منها: المعرفة الدقيقة بالتواريخ، وتصحيح ما وقعت فيه بعض المصادر من أخطاء في تحديد التواريخ، والوقوف على الأخطاء التي وقعت فيه بعض المصادر بسبب تشابه الأسماء.
وتميز اليوم السابع بإلقاء الدكتور محمد الطبراني محاضرته: «من أشكال الفواصل في المصاحف المخطوطة القديمة»، وبورشتين: أطر الورشة الأولى الدكتور عبد المجيد بوكاري في موضوع: «تحقيق نصوص التصوف»، وأطر الورشة الثانية الدكتور محمد الطبراني في: «تطبيق عملي لتحقيق كتب علوم القرآن».
•وفي اليوم الثامن من أيام الدورة حاضر الدكتور عزيز الخطيب في موضوع: «تعقبات المحققين في العناوين» تناول فيه موضوع (العنوان) عند المحققين في بعديه: الصحة والخطأ وما تعقب به اللاحق السابق من خلال أربعة أمور:
•أولا: معنى العنوان والتعقب.
•ثانيا: الخطأ في العنوان وأسبابه، وقسمه إلى قسمين: القسم الأول في العنوان المخطوط الذي بيد الناسخ أو الكتبي أو ما يدخل في حيزهما. والقسم الثاني في العنوان المطبوع الذي أخرجه المحقق، وذكر فيه ما يرجع سبب الخطأ فيه إلى حصول مشكلات، ومنه: وضع عنوان مكان العنوان الصحيح، والزيادة في عبارة العنوان الصحيح أو النقصان منها، والتحريف والتصحيح، وما يرجع سبب الخطأ فيه إلى التعمد والخروج عن الأصول العلمية المعمول بها.
•ثالثا: ذكر مسالك المحققين في تعقب الخطأ، ومنها: نقد السند في مساءلة التراجم وكتب الفهارس، وملاحظة عبارة العنوان المنصوص عليها في مقدمة الكتاب، ولغة العنوان ومناسبة معناه لمضمون الكتاب.
•رابعا: ضوابط المحققين في توثيق العنوان ومنها ما يتعلق من جهة تسمية المؤلف لكتابه، ومن جهة عدم وجود تسمية المؤلف لكتابه، ومن جهة مظهرية مكملة (تثبت الألفاظ الأولى من عبارة العنوان الطويلة بخط عريض واضح وباقيها بخط أصغر يتناسب مع طبيعة غلاف الكتاب، يثبت العنوان الأصلي إذا اشتهر عنوان آخر معه، ويوضع تحته عبارة: المشهور بكذا…).
•وحاضر في هذا اليوم أيضا الدكتور محمد أبطوي في موضوع: «تحقيق المخطوطات العلمية العربية: الشروط الأكاديمية والصعوبات العملية، المخطوطات الميكانيكية للإسفزاري نموذجا» مهد له بملحوظات حول تحقيق المخطوطات العلمية العربية، حيث عرفت دراستها تطورا كبيرا خلال العقود الأخيرة، وفق أصول التحقيق العلمي.
•وعرف أيضا الأستاذ المحاضر بالميكانيكا في الفيزياء الحديثة، وهي الحركة، بينما كانت تعني في القديم دراسة الآلات ومختلف أنواع الأواني والحركات. وأما المكانيكا العربية فهي مجموع المؤلفات المكتوبة بالعربية التي وصلت إلينا حول الحيل والأثقال والتي تنتمي إلى الإنتاج العلمي في العالم الإسلامي ما بين القرنين الثالث والثالث عشر للهجرة (من التاسع إلى التاسع عشر للميلاد). وتعود نشأة علم الأثقال والموازين في المشرق الإسلامي إلى القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي، بينما لم ير هذا العلم النور في أوربا إلا في القرن الثالث عشر على يد مدرسة جوردانوس. وقد أسهم تأسيس علم الأثقال في العلم العربي في إعادة ربط الصلة بين الفلسفة الطبيعية والميكانيكا وفي إدماج علم الأثقال العربي واللاتيني في تقليد علمي موحد.
ثم تناول الأستاذ المحاضر التعريف بالإسفزاري، وهو أبو حاتم المظفر بن إسماعيل الإسْفِزاري عالم إيراني مسلم، نسبة إلى مدينة إسْفيزار بخراسان، وهو من علماء الدولة السلجوقية في نهاية القرن الخامس الهجري وبداية السادس والمتوفى حوالي عام 510هـ، و عرف أيضا بمؤلفاته وآثاره، وبخاصة رسالته في نظرية الميزان إرشاد ذوي العرفان إلى صناعة القفان، وكتابه مجموع الحيل في جر الأثقال، في الميكانيكا. ومن الدلالات التاريخية في تراث الإسفزاري ما ذكره الأستاذ المحاضر من أن الأصل الإغريقي لكتابي هيرون (القرن الأول الميلادي) وفيلون البيزنطي (النصف الثاني من القرن الثاني الميلادي) قد ضاع ولا يعرف الكتابان اليوم إلا في ترجمتهما العربية، ويمثل تحرير الإسفزاري لهذين الكتابين الأثر الوحيد المتوفر حاليا في متن المكانيكا العربية.
وفي اليوم التاسع من الدورة التدريبية حاضر الدكتور محمد مفتاح في موضوع : «هنات بعض المحققين كيفية تجنبها» تتبع فيه الأخطاء العلمية التي وقع فيها محققا كتاب: «السحر والشعر» لابن الخطيب.
وتميز هذا اليوم أيضا بعقد ورشتين:
• الورشة الأولى في: «أهمية الطرر في الكتب العربية المخطوطة» أطرها الدكتور محمد سعيد حنشي، والطرة هي كل ما يكتب من تصحيح أو شرح أو تعليق في الجوانب المحيطة بالمتن المكتوب، وأغلب هذه الطرر تكون مجهولة المؤلف، تكتب عادة في الجانب الأيمن أو الأيسر من الورقة صاعدا إلى أعلى الصفحة، وقداشتهر بكتابتها أهل الأندلس والمغرب، على وجه خاص.
واختار الأستاذ المحاضر كتاب مختصر كتاب الأغاني المنسوب لأبي الربيع سليمان الموحدي (ت 604هـ) بالمكتبة الوطنية بالرباط تحت رقم 154 ق، أنموذجا تطبيقيا، بين فيه منهج المؤلف في الاختصار و أسبابه، ورصد أنواع الطرر التي وشح بها هذا المختصر ومدى أهميتها،وهي طرر في شرح اللغة، وطرر في شرح الأمثال، وطرر في التعريف بالأعلام، وطرر للتعريف بالأماكن، وطرر في التعريف بالقبائل، وطرر تاريخية وأدبية، وطرر في شرح الشعر، وطرر في نقد الخبر الأدبي شعره ونثره، وطرر في جمع الشعر من مظانه، وطرر في توثيق النصوص النثرية والشعرية، وطرر في مقابلة المتن النثري والشعري لكتاب الأغاني، وطرر لمالك النسخة وهو الشيخ محمد بن محمد بن ناصر الدرعي (ت1085هـ).
وأما الورشة الثانية فكانت من تأطير الدكتور محمد مفتاح، وكان موضوعها: «نماذج من تحقيق النصوص الأدبية والشعرية».
وأما اليوم العاشر، وهو اليوم الختامي من أيام هذه الدورة التدريبية، فقد عقدت فيه ثلاث ورشات:
الورشة الأولى:أطرها الدكتور ماهر عزت في موضوع: «هندسة ضبط وتحقيق التراث» وتحدث فيها عن مكونات فكر الأنظمة (الناس، الإجراءات، التقنيات، البيئة)، وعن الإبداع في البحث العلمي: (بحوث مرتبطة باحتياجات الإنسان المعاصر، التنحسين المستمر المبني على القيمة المضافة، الرافعة التقنية في البحث العلمي وتهيئة سبل التعلم عن بعد)، وتبني أساليب إدارة المعرفة: (التطوير بتبني إدارة المعرفة، توفير البيئة الملائمة (احترام-تقدير)، تطوير البنية التحتية الملائمة للبحث العلمي)، وتميز العملية الإدارية للمعرفة: (الإدارة الإنتاجية، تبني الإدارة الكلية للجودة، النظم العالمية للتميز في الأداء)، والناس: (الفكري، الصحي، المهني، العاطفي)، والبيئة: (التعاون، الفهم والتفهم، التحسين المستمر)، والإجراءات: (البساطة، السهولة، القابلية للتعلم، التفاعل مع الأدوات)، والأدوات والتقنيات: (الإتاحة، الملاءمة، السهولة في التدريب عليها، قابليتها للصيانة، التطوير والتحسين).
الورشة الثانية: أطرتها الأستاذة إمان أضادي في موضوع: «الاستعانة بالتقنيات الحديثة في إعداد الفهارس والكشافات» تحدثت فيها عن الفهرسة وأهميتها، وأنواع الفهارس التي غالبا ما تحضر في كتب التراث المحققة، وهي: فهرس الآيات القرآنية، وفهرس الأحاديث النبوية، وفهرس الشعر، وفهرس الأمثال والحكم، وفهرس الأعلام والقبائل، وفهرس الأماكن والبلدان، وفهرس الطوائف والفرق والمذاهب، وفهرس المصطلحات العلمية، وفهرس الألفاظ اللغوية، وفهرس الكتب الواردة في النص، وفهرس المصادر والمراجع، وفهرس الموضوعات.
ثم تناولت طرق صنع الفهارس، وحصرتها فيما يلي:
الطرق اليدوية: وتنقسم إلى طريقتين: طريقة الجذاذات، وطريقة الدفتر المفهرس.
الطريقة النموذجية: وهي الطريقة الحديثة ويستعان فيها بالحاسب الآلي في وضع الفهارس إلى جانب الطريقة التقليدية.
الورشة الثالثة: أطرها الأساتذة: عبد العلي لمدبر، ومحمد سعيد حنشي، وخالد زهري، وعبد المجيد بوكاري، وكان موضوعها: « تطبيق مهارات القراءة ومعرفة الخطوط والرموز المستعملة في النسخ وتقنية التعليق من خلال نماذج خطية».
وقد تميز حفل الختام بإلقاء الكلمات الآتية:
– كلمة السيد محمد دريوش باسم مؤسسة الفرقان
– كلمة الدكتور أحمد شوقي بنبين مدير الخزانة الحسنية بالرباط
– كلمة الدكتور قاسم السامرائي باسم السادة الأساتذة المؤطرين
– كلمة الأستاذ سعيد بلعزي عن الطلبة والباحثين المشاركين.
ثم سلمت شهادات المشاركة في الدورة للمتدربين بتوقيع السيد أحمد زكي يماني.
إعداد: د. بوشعيب شبون.
مجهود طيب ،،،آمل تزويدي بالبريد الالكتروني للدكتور محمد أبطوي
البريد الالكتروني للأستاذ محمد أبطوي:
[email protected]
مثل هده الدورات التكوينية كان من المفروض أن يستفيد منها الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراة ، والماستر وليس فقط للموظفين، فقد كان إقصاء تام للطالب الباحث، وأغلب من استفدوا من هذه الدورة هم أصحاب المعارف، ونتمنى من المسؤلين أن لا يعيدوا مثل هذا الفعل وأن يمنحوا الفرصة للطالب ا لباحث
ما تقوله الاخت نجاة الفاضلة في اول تعليق عار تماما عن الصحة ، لقد شارك في الدورة 60 متدريا اكثر من 90 في المئة طلبة في سلك الدكتوراء والماستر ، ولم بشارك من الموظفين الذين لهم علاقة بالتحقيق إلا اثنان او ثلاثة، لقد تم انتقاء المتدربين حسب مستواهم العلمي وعلاقتهم بتحقيق المخطوطات ، فقد كانت مؤسسة الفرقان الموجودة في بريطانيا قاسية جدا في عملية القبول. ولكن السؤال المطروح هو كيف تقول الاخت بان القبول تم على اساس اصحاب المعارف فهل تحتاج مؤسسة دولية محترمة إلى المعارف هذا كلام عجيب لا ينبغي ان يلتفت له .
سلام
المركز العلمي لدراسة وتحقيق المخطوطات في بغداد يقيم ندوة علمية عن تحقيق المخطوطات
أقام المركز العلمي لدراسة وتحقيق المخطوطات في بغداد الندوة العلمية المعنونة : (تحقيق المخطوطات ) المنعقدة بتاريخ 30رجب 1438هـ الموافق 27/ نيسان /2017م في مقر الأمانة العامة لاتحاد المؤرخين العرب ـ بغداد ـ على قاعة الخطيب البغدادي بحضور عدد من الأساتذة والباحثين والمشاركين وأعضاء المركز العلمي لدراسة وتحقيق المخطوطات وبحضور الأستاذ الدكتور محمد جاسم المشهداني الأمين العام لاتحاد المؤرخين العرب ـ بغداد ـ ندوة علمية في مجال علم تحقيق المخطوطات وتم تكريم من قبل الهيئة العلمية للمركز المتمثلة الأستاذ الدكتور محيي هلال السرحان والأستاذ الدكتور ناجي حسن المؤسوي والأستاذة الدكتورة نبيلة عبد المنعم والأستاذ الدكتور أنس محمد جاسم الحسيني والأستاذ أسامة ناصر النقشبندي بتكريم الأمين العام لاتحاد المؤرخين العرب الأستاذ الدكتور محمد جاسم المشهداني بوسام التميز لجهودة العلمية الكبيرة في علم تحقيق المخطوطات ثم كرم الأمين العام للمركز الأستاذ الدكتور أنس محمد جاسم الحسيني مدير المركز بالوكالة الأستاذ أسامة ناصر النقشبندي بشهادة تقديرية ثم تكريم الهيئة العلمية للمركز ثم السادة المشاركين بشهادات تقديرة .