الرابطة المحمدية للعلماء

الدكتور عبد السلام الخرشي ينتقل إلى عفو الله

انتقل إلى عفو الله، أمس الأربعاء بمدينة مراكش، الدكتور عبد السلام الخرشي الأستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش سابقا، عن عمر يناهز الستين عاما.

وعلم لدى موقع الرابطة المحمدية للعلماء أن  الراحل صليت عليه صلاة الجنازة صباح اليوم الخميس 01 ذو القعدة 1432 هـ، الموافق ل 29 شتنبر 2011 ودفن في مقبرة باب دكالة بمراكش.

والدكتور عبد السلام الخرشي، رحمه الله، خريج جامعة القرويين ـ كلية اللغة العربية بمراكش، اشتغل بطلب العلم والتفقه في الدين وحفظ القرآن إلى أن ختمه. ثم مارس، رحمه الله، مهنة التدريس لعقود، إلى أن حصل على شهادة دكتوراه الدولة في الدراسات الإسلامية تخصص علوم القرآن من جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس. وتخصص في تدريس مواد علوم القرآن، والحديث النبوي الشريف، والسيرة النبوية العطرة لسنوات برحاب كلية الآداب جامعة القاضي عياض بمراكش.

 والشيخ من أعلام مدينة مراكش ودعاتها، وهو عالم أديب، وبحاثة أريب، وهرم من أهرام العلوم الإسلامية، أوتي رحمه الله فصاحة قل نظيرها، وجرأة في الحق عز مثيلها، في تواضع جم وأدب رفيع. وكان رحمه الله من أبرع الأساتذة والدعاة تبليغا، وأرشقهم عبارة، وألطفهم مجلسا.

عاش رحمة الله عليه مربيا قبل أن يكون معلما وأستاذا جامعيا.. نموذجا للمعلم المربي، والمدرس المتقن الذي اختار التربية والتعليم مجالا لصرف طاقاته الفياضة خدمة لدينه ووطنه.

قال عنه الكاتب والناقد والمفكر المغربي فضيلة الدكتور عباس ارحيلة: (خِبْرتُه بنفوس مستمعيه، جعلتْ طرقُ أساليبه في التبليغ تتنوَّع تَبَعاً لتنوعَ مسالك القول من خلال النصوص الشاهدة والدالّة بقوة. أساليبُه في تقريب الحقائق من الأفهام لا يسع العقول والنفوس إلا أن تقتنعَ وتنفعل بها، تراه يطبعها بلغته الخاصة في الأداء والتصوير عن طريق التمثيل لها من واقع الحياة ومن خبرة مستمعيه؛ فتترقق الأفكارُ في انسياب عذْب لا يُخطئ طريقَه إلى العقول والقلوب. وقد رُزِقَ الرجلً بيانا سائغا واضحا مطبوعا بروح خَرْشِيَّةٍ همُّها تبليغ الفكرة مهما دقت وتشعّبتْ أقوال الناس فيها. فعبد السلام ممّن ينتقي واضحات النصوص بما يتكشَّفُ به المعنى دون عَنَت).

وقال في حقه: (عبد السلام نادر الشبيه بتكوينه وذاكرته، ودقته في الفهم وبراعته في التبليغ، نادر الشبيه في استقامته وتفانيه في نشر الثقافة الإسلامية في أبهى صورها، وأنصح حقائقها، وأجمل روائعها، وكل ذلك في منتديات عرفتْه لا حصرَ لها.

هو قليل الشبيه في جعله القرآن الكريم والسنة النبوية وآداب العرب في معانيه الراقية في محفل متناغم مع حركة الحياة، لا تستقيم دنيا البشر بغيرها)

كان، رحمه الله، ذا ذاكرة قوية واستحضار جيد للنصوص والأشعار والقصائد بمختلف فنونها في الرثاء، في الهجاء في الفخر في الغزل أحيانا فتجده يسرد الأبيات الطوال بدون توقف رحمه الله.. من أعظم مؤلفاته كتابه الفريد: (فقه الفقراء والمساكين في الكتاب والسنة أو الحل الإسلامي لمعضلة الفقر).

تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته، اللهم يا ربي يا عزيز يا كريم يا عظيم يا مجيب الدعوات ارحمه وأسكنه فسيح جناتك واغسل خطاياه بالماء والثلج والبرد وعوض أهله الصبر والسلوان.. إنك ولي ذلك والقادر عليه. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق