الحلقة الثالثة من سلسلة “ومضات من تاريخ العلوم في الحضارة الإسلامية”: جوانب من حركة الترجمة في الحضارة الإسلامية
يسعدنا أن نقدم للمتتبعين الكرام وللمتتبعات الفضليات الحلقة الثالثة من سلسة "ومضات من تاريخ العلوم في الإسلام". خصصنا هذه الحلقة لظاهرة من أهم الظواهر الفاعلة في تطور الحضارات عموما، وفي نشأة الحضارة العربية الإسلامية بشكل. إذ لا يكاد يختلف الباحثون، عموما، حول أهمية ودور المعارف والعلوم اليونانية والفارسية والهندية واللاتينية في نشأة وإغناء تقاليد ثقافية وعلمية بالغة الغنى والتنوع داخل الحضارة الإسلامية. هكذا، فقد عنونا هذه الحلقة بالعنوان التالي: "جوانب من حركة الترجمة في الحضارة الإسلامية".
وكما سبق أن أشرنا في تقديم سابق، فإننا نعمل على أن نقدم للمتتبعين والمتتبعات أهم الجوانب العلمية والعمرانية التي تميزت بها الحضارة الإسلامية من خلال محاولة استثمار التطور التكولوجي المعاصر. وقد ارتأينا أن نبرز طبيعة وأهمية الإسهامات العلمية العربية من خلال إنجاز سلسلتين تصدران بشكل مواز، وهاتان السلستان هما: "ومضات من تاريخ العلوم في الإسلام" و"أعلام العلوم الكونية في الإسلام". ولئن كانت الأولى تركز على إبراز أهم الجوانب العلمية والعمرانية التي ميزت هذه الحضارة شرقا وغربا، فإن السلسلة الثانية تتوخى التركيز على العلماء أنفسهم، حيث تخصص كل حلقة لعالم من علماء الإسلام يتحدث بصيغة المتكلم عن أهم محطات حياته من الناحية العلمية مبرزا، في الآن نفسه، لأهم إنجازاته العلمية. ولا يخفى أن هاتان السلسلتان تتقاطعان وتتكاملان فيما بينهما، ناهيك عن إشتراكهما في نفس الغاية حتى وإن اختلفت الوسيلة نوعا ما. وليست هذه الغاية إلا التعريف بمنجزات حضارتنا العربية الإسلامية، سواء في تجلياتها العلمية أو في تمظهراتها العمرانية.
أُنجز هذا العمل تحت الإشراف العام للسيد الأمين العام للرابطة المحمدية د. أحمد عبادي، وبإشراف علمي من رئيس مركز ابن البنا المراكشي د. جمال بامي، أما كتابة النص فقد أنجزها عبد الغني زيدان (باحث بمركز ابن البنا المراكشي)، بينما تولى أكرم صبحا (مصمم جرافيك بوحدة علم وعمران) مهمة الإنجاز الفني والتعليق الصوتي.