
الدكتور مصطفى مختار
باحث بمركز علم وعمران
أسهم الجامع الأعظم، بحاضرة شفشاون العريقة، في تنظيم المجال الديني والاجتماعي بها [29]، بفضل أعلامه خطباء وأئمة ومدرسين.
ومن بين من اختص بخطابته وإمامته بيت الشرفاء العلميين لما يقرب من مائتي سنة [30]. ويبدو أن جدهم الأعلى، بشفشاون، سيدي علي بن أحمد الشريف العلمي مثّل أحد أوائل خطباء الجامع المذكور [31].
ولعل له صلة صلاحية بسيدي عبد الرحمن المجذوب، بحسب قول سيدي علي بن علال: "بعث إلي الشيخ الصالح سيدي عبد الرحمن المجذوب يستدعيني [...]، وسرت إليه. أظنه قال: وجدته بمرشاقة من بلاد عوف- قال: فقال لي: أنت قيم أولاد سيدي علي بن أحمد الشريف؟. قلت له: نعم!. فسألني عنهم وغبطني بمولاتهم، وأكد علي حقهم، وأعطاني بقرة سمينة، وقال لي: اجعلها خليعا لهم، وأعطاني حمل البغلة قمحا جيدا، وقال لي: عد إلي لتوصل إليهم عولتهم" [32].
ومن خطباء الجامع الأعظم سيدي أحمد بن الحسن ابن عرضون [33]، دفين مدشر تلمبوط [34]. درس بغمارة وفاس، قاطنا مدرسة الحلفاويين [35] قبل أن يصبح قاضيا [36]، مؤلفا في الوثائق والفقه [37] والرياضيات [38].
وتابع الشرفاء العلميون تصدر الخطابة، بالجامع الأعظم. منهم أحمد بن علي الشريف العلمي [39]، دفين ضريح سيدي علي ابن راشد [40]. كانت الأحباس تمنحه عشر أواق مساعدة له على الخطابة والتدريس [41]. درَس بشفشاون وفاس [42] التي لقي بها سيدي محمد بن الحسن ابن عرضون دراسة وتنزها، بوادي ويسلان، خارج باب الفتوح، ورياض ابن رضوان، بجزاء ابن عامر [43].
ولعله قطن ببيت الجزولي [44] من مدرسة الصفارين، مجاورا سيدي عبد الرحمان بن محمد الفاسي، وابن أخيه سيدي أحمد بن يوسف الفاسي، شيخ المترجم، الذي تكفل بمؤونته، وصاهره، وأسكنه قرب داره، فكان يسكن فاس وشفشاون [45] التي أصبح فيها قاضيا [46]، مؤلفا في عدد من العلوم [47]. منها الطب [48].
وكان من الخطباء العلميين، بالجامع الأعظم، القاضي سيدي محمد بن أحمد العلمي، وأبو مهدي سيدي عيسى بن علي العلمي، وسيدي أبو الحسن علي بن عيسى العلمي النوازلي [49]، صاحب الدار المقابلة لباب مدرسة الجامع الأعظم [50].
ومنهم القاضي سيدي محمد بن عبد السلام العلمي [51] الذي ختم عليه العدل سيدي عبد الكريم بن الحاج عبد السلام الحضري صحيح الإمام البخاري، بزاوية سيدي محمد بن ناصر الدرعي، بشفشاون [52]. ومنهم القاضي سيدي أحمد بن محمد بن عبد السلام العلمي [53]. ومنهم إمام المسجد الأعظم سيدي أحمد بن الحسين العلمي الذي صلى صلاة الجنازة على حامل كتاب الله، سيدي عبد السلام بن عبد السلام السفياني، دفين روضة فوق السوق تحت روضة سيدي محمد بن عبد السلام العلمي [54]. ومنهم القاضي سيدي محمد بن محمد العلمي [55]، محبس كتاب أو أكثر على المكتبة الراشدية [56]. ومنهم القاضي سيدي الحسن بن أحمد العلمي [57]، دفين الزاوية الحراقية، بتطوان [58]. وبه توقف تصدر البيت العلمي، بالجامع الأعظم.
يتبع
الإحالات :
[29] الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية بشفشاون، ص281- 282؛ والهاشمي السفياني رجل زمانه بشفشاون، ص39، الهامش 99، وص52، وص135؛ وشفشاون ظواهر وعادات من معالم التراث اللامادي، ج1، محمد ابن يعقوب، مطبعة الخليج العربي، 2016 م، ص21، الهامش 57، وص42، الهامش 133، وص145؛ وج2، 2018 م، ص37، وص45، وص47، وص54، وص57، وص66- 67؛ وشيخي سيدي حمزة شقور، محمد التمسماني، دار الكتب العلمية، 2007 م، ص11؛ وجامع شفشاون، في: دعوة الحق، س.6، ع.1، ص30- 31.
[30] الهاشمي السفياني رجل زمانه بشفشاون، ص70، الهامش 153؛ وشفشاون ظواهر وعادات من معالم التراث اللامادي، ج1، ص21، الهامش 57؛ وج2، ص37؛ وجامع شفشاون، في: دعوة الحق، س.6، ع.1، ص31، وص34.
[31] شفشاون ظواهر وعادات من معالم التراث اللامادي، ج1، ص21، ها 57.
[32] مرآة المحاسن، محمد العربي الفاسي، تحقيق: محمد حمزة الكتاني، مركز التراث الثقافي المغربي/ دار ابن حزم، 2008 م، ص345.
[33] أعلام المغرب العربي، ج5، عبد الوهاب بن منصور، المطبعة الملكية، 1990 م، ص195- 196؛ وقبائل غمارة تاريخ وأعلام، بوعبيد التركي، مطبعة باب الحكمة، 2023 م، ص208- 209؛ ومادة ابن عرضون الزجلي، أحمد، محمد المغراوي، في: معلمة المغرب، ج18، ص6040.
[34] 992 هـ: قبائل غمارة تاريخ وأعلام، ص210.
[35] شجرة النور الزكية، محمد مخلوف، دار الفكر، د. ت، ص286؛ وأعلام المغرب العربي، ج5، ص195؛ والحياة السياسية والاجتماعية والفكرية بشفشاون، ص290، وص303، وص318، وص323، وص426؛ وقبائل غمارة تاريخ، ص208؛ ومادة ابن عرضون الزجلي، أحمد، في: معلمة المغرب، ج18، ص6040.
[36] ثمرة أنسي، سليمان الحوات، تحقيق: عبد الحق الحيمر، مطبعة الحداد يوسف إخوان (الهداية)، 1996 م، ص35 والهامش 3؛ وسلوة الأنفاس، ج2، محمد الكتاني، تحقيق: عبد الله الكامل الكتاني- حمزة الكتاني- محمد حمزة الكتاني، دار الثقافة، 2004 م، ص302؛ وشجرة النور الزكية، ص286؛ والحركة الفكرية، ج2، محمد حجي، مطبعة فضالة، 1978 م، ص423؛ وأعلام المغرب العربي، ج5، ص195- 196؛ والحياة السياسية والاجتماعية والفكرية بشفشاون، ص271، وص272، وص289، وص303- 304، وص323، وص335، وص336، وص435- 436؛ ومعجم المطبوعات المغربية، إدريس القيطوني، مطابع سلا، د. ت، ص238؛ وقبائل غمارة تاريخ وأعلام، ص208، وص466؛ والإشراف على بعض من بفاس من مشاهير الأشراف، ج1، محمد ابن الحاج السلمي، مطبعة الخليج العربي، 2004 م، ص226، الهامش 958؛ وشفشاون ظواهر وعادات من معالم التراث اللامادي، ج1، ص9، الهامش 15؛ وجامع شفشاون، في: دعوة الحق، س.6، ع.1، ص32؛ ومادة ابن عرضون الزجلي، أحمد، ومادة ابن عرضون، محمد بن الحسن، أحمد ايشرخان، في: معلمة المغرب، ج18، ص6040.
[37] ثمرة أنسي، ص35 والهامش 3؛ وسلوة الأنفاس، ج2، ص302؛ وشجرة النور الزكية، ص286؛ والحركة الفكرية، ج1، ص145- 146، وص166- 167؛ وج2، ص423- 424؛ والمصادر العربية لتاريخ المغرب، ج1، محمد المنوني، مؤسسة بَنْشَرَة، 1983 م، ص138- 139؛ ومعجم المطبوعات المغربية، ص238- 239؛ وأعلام المغرب العربي، ج5، ص196؛ والحياة السياسية والاجتماعية والفكرية بشفشاون، ص289، وص304، وص335، وص337- 338، وص427؛ وقبائل غمارة تاريخ وأعلام، ص209- 210؛ ومعجم المؤلفين، ج1، عمر كحالة، دار إحياء التراث العربي، د. ت، ص199؛ وشفشاون ظواهر وعادات من معالم التراث اللامادي، ج1، ص9، الهامش 15؛ والموسوعة المغربية للأعلام البشرية، ج2، عبد العزيز بنعبد الله، مطبعة فضالة، 1975 م، ص57- 58؛ وجامع شفشاون، في: دعوة الحق، س.6، ع.1، ص34؛ ومادة ابن عرضون الزجلي، أحمد، في: معلمة المغرب، ج18، ص6040.
[38] أعلام المغرب العربي، ج5، ص196؛ وقبائل غمارة تاريخ وأعلام، ص209، وص210؛ ومعجم المطبوعات المغربية، ص239؛ ومادة ابن عرضون الزجلي، أحمد، في: معلمة المغرب، ج18، ص6040.
[39] مرآة المحاسن، ص345- 346؛ والإعلام بمن غبر، عبد الله الفاسي، تحقيق: فاطمة نافع، مركز التراث الثقافي المغربي/ دار ابن حزم، 2008 م، ص138 والهامش 3؛ ونشر المثاني، ج1، محمد القادري، تحقيق: محمد حجي- أحمد التوفيق، مطبعة دار المغرب، 1977 م، ص94، وص221؛ والإكليل والتاج، المؤلف نفسه، تحقيق: مارية دادي، مطبعة شمس، د. ت، ص159؛ والحياة السياسية والاجتماعية والفكرية بشفشاون، ص448، وص449؛ والحركة الفكرية، ج2، ص425؛ وجامع شفشاون، في: دعوة الحق، س.6، ع.1، ص29، وص33، وص34.
[40] عام 1027 هـ: نشر المثاني، ج1، ص222؛ والإكليل والتاج، ص160؛ والحياة السياسية والاجتماعية والفكرية بشفشاون وأحوازها، ص451- 452.
[41] جامع شفشاون، في: دعوة الحق، السنة السادسة، العدد الأول، ص34.
[42] مرآة المحاسن، ص345، وص347؛ والإعلام بمن غبر، ص138 والهامش 3؛ ونشر المثاني، ج1، ص221؛ والإكليل والتاج، ص159؛ والإشراف على بعض من بفاس، ج1، ص252؛ والدرر البهية، ج2، إدريس الفضيلي، مقابلة: أحمد العلوي- مصطفى العلوي، مطبعة فضالة، 1999 م، ص105؛ وكتاب التقاط الدرر، القسم الأول، محمد القادري، تحقيق: هاشم العلوي القاسمي، دار الآفاق الجديدة، 1983 م، ص72، الهامش 3؛ والحياة السياسية والاجتماعية والفكرية بشفشاون، ص426، وص447- 448، وص449- 450؛ والحركة الفكرية، ج2، ص425؛ وجامع شفشاون، في: دعوة الحق، س.6، ع.1، ص34.
[43] درة الحجال، أحمد ابن القاضي، تحقيق: مصطفى عطا، دار الكتب العلمية، 2002 م، ص53- 54؛ وصفوة من انتشر، محمد الإفراني، تحقيق: عبد المجيد خيالي، الشركة الدولية للطباعة، 2004 م، ص244- 245؛ ونشر المثاني، ج1، ص94- 95؛ والإشراف، ج1، ص225- 226 والهامش 958؛ والحياة السياسية والاجتماعية والفكرية بشفشاون، ص433- 434؛ وقبائل غمارة تاريخ وأعلام، ص467.
[44] استأنس بـ: ذاكرة مدينة شفشاون: وقائع ومرويات، ص96.
[45] مرآة المحاسن، ص345، وص346- 347؛ والإعلام بمن غبر، ص138 والهامش 3؛ ونشر المثاني، ج1، ص221؛ والإشراف، ج1، ص252؛ والدرر البهية، ج2، ص105؛ والحياة السياسية والاجتماعية والفكرية بشفشاون، ص447، وص448 والهامش 721؛ وكتاب التقاط الدرر، القسم 1، ص72، الهامش 3.
[46] مرآة المحاسن، ص346؛ ونشر المثاني، ج1، ص220، وص221؛ والإكليل والتاج، ص159؛ والإشراف، ج1، ص252؛ والدرر البهية، ج2، ص105؛ والحياة السياسية والاجتماعية والفكرية بشفشاون، ص434؛ والحركة الفكرية، ج2، ص425؛ وجامع شفشاون، في: دعوة الحق، السنة السادسة، العدد الأول، ص29.
[47] مرآة المحاسن، ص345، وص347؛ والإعلام بمن غبر، ص138، الهامش 3؛ ونشر المثاني، ج1، ص221؛ والإكليل والتاج، ص159؛ والإشراف، ج1، ص252؛ والحياة السياسية والاجتماعية والفكرية بشفشاون، ص447- 448، وص451؛ والحركة الفكرية، ج2، ص425؛ وكتاب التقاط الدرر، القسم الأول، ص72، الهامش 3؛ وجامع شفشاون، في: دعوة الحق، س.6، ع.1، ص33.
[48] مرآة المحاسن، ص347؛ والحياة السياسية والاجتماعية والفكرية بشفشاون، ص451؛ والحركة الفكرية، ج2، ص425؛ وجامع شفشاون، في: دعوة الحق، السنة السادسة، العدد الأول، ص33.
[49] جامع شفشاون، في: دعوة الحق، السنة السادسة، العدد الأول، ص34.
[50] نفسه، ص29.
[51] ثمرة أنسي، ص73؛ والهاشمي السفياني رجل زمانه، ص79، الهامش 170؛ وشفشاون ظواهر وعادات من معالم التراث اللامادي، ج2، ص38، الهامش 64.
[52] الهاشمي السفياني رجل زمانه، ص78- 80 والهامش 169؛ وشفشاون ظواهر وعادات من معالم التراث اللامادي، ج2، ص37- 39 والهامش 63.
[53] جامع شفشاون، في: دعوة الحق، السنة السادسة، العدد الأول، ص34.
[54] 1300 هـ: كناش الأشراف العلميين الشفشاونيين، ص37.
[55] الهاشمي السفياني رجل زمانه بشفشاون، ص70، الهامش 153.
[56] نفسه، ص103.
[57] شفشاون ظواهر وعادات من معالم التراث اللامادي، ج2، ص37؛ والهاشمي السفياني رجل زمانه بشفشاون، ص70، الهامش 153.
[58] 1369 هـ: الهاشمي السفياني رجل زمانه بشفشاون، ص7، الهامش 10.