الرابطة المحمدية للعلماء

التوثيق الإلكتروني حفاظ على الذاكرة العربية الجماعية

من أجل الحفاظ على الذاكرة الجماعية عبر توظيف التقنيات التكنولوجية الحديثة

دعا المشاركون في الاجتماع الرابع للجنة التنفيذية لمشروع “ذاكرة المغرب العربي”، المنظم بمدينة فاس ما بين 17 و19 يوليوز الجاري، إلى تنسيق الجهود مع وزارات التعليم العالي لنشر الوعي بالتراث الثقافي والحضاري.

وذلك من أجل الحفاظ على الذاكرة الجماعية عبر توظيف التقنيات التكنولوجية الحديثة، وإعطاء الأولوية في التوثيق الرقمي للتراث المعرض للأخطار في العالم العربي، ولاسيما تراث مدينة القدس الشريف، وجمهورية العراق، هذا مع التأكيد على اتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة لدعم مشروع “ذاكرة العالم العربي”.

كما نوه المشاركون بمجهودات وزارة الثقافة المغربية، ومؤسسة الأندلس بالرباط، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو، ومركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي، التابع لمكتبة الإسكندرية بمصر في تنظيم هذا الاجتماع الرابع بالمغرب. ودعوا اللجنة الدائمة للثقافة العربية إلى اعتماد منسق يكون له دور في إمداد الموقع بالمعلومات، ومراجعة واعتماد المعلومات الواردة إلى الموقع، من مصادر محلية أخرى قبل النشر، مع تحديد سقف زمني للرد بالاعتماد من عدمه، وفى حالة عدم الرد في المدة المتفق عليها يعتبر ذلك موافقة على النشر.

يذكر الاجتماع الرابع لمشروع “ذاكرة العالم العربي” بفاس نظمته مؤسسة الأندلس بالرباط بتعاون مع وزارة الثقافة المغربية، والمجلس الاستشاري للجالية المغربية المقيمة بالخارج، والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، ومركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بمصر، التابع لمكتبة الإسكندرية، والمدعم من طرف وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التي تقوم بدعم وتمويل مشروع “ذاكرة العالم العربي”، بحضور ممثلين عن منظمات الإسيسكو، والأليكسو، ومنظمة المدن العربية، وأعضاء اللجنة الدائمة للثقافة العربية، ووكلاء وزارات الثقافة العربية، وممثلين من المراكز الثقافية العربية كمركز عيسى الثقافي بمملكة البحرين، ومركز تريم للتراث بسوريا، ومكتبة الأزهر الشريف بمصر.

“ذاكرة العالم العربي” مشروع إقليمي عربي انطلق في يوليوز 2007، استغرق تنفيذه أربع سنوات، ويهدف إلى توثيق وربط التراث العربي، والذاكرة التراثية المشتركة للدول العربية باستخدام أحدث تقنيات الاتصالات والمعلومات، ونشرها على شبكة الانترنت، للحفاظ عليها وتعريف الأجيال الجديدة بها، وهو إحدى توصيات مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات، الذي عقد في الدوحة عام 2006، وجرى إدراجه ضمن مشروعات الإستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات في اجتماعها العاشر في مارس 2007، وتولى مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بمصر، تنفيذ هذا المشروع المهم، الذي يسعى إلى توثيق التراث لكافة الأقطار العربية.

ويعمل مشروع “ذاكرة العالم العربي” على الحفاظ على الذاكرة التراثية للعالم العربي، وتعريف الأجيال الجديدة بها، وتوثيق التراث العربي بشتى جوانبه، واستثمار ما أنجزته المبادرات العربية، والإقليمية في مجالات توثيق التراث، واستخدام أحدث تقنيات الاتصالات والمعلومات في توثيق التراث العربي، والتوثيق الإلكتروني لربط الذاكرة التراثية المشتركة، وربط التراث العربي بالتراث الإنساني بشكل عام.

عقد الاجتماع الأول للجنة التنفيذية لمشروع “ذاكرة العالم العربي” في الشارقة في أكتوبر 2007، والثاني في دمشق في ماي 2008، والثالث في القاهرة في يناير 2009، بحضور ممثلي اللجنة الدائمة للثقافة العربية.

وخلال الاجتماع الرابع لهذا المشروع بالمغرب جرى استعراض ما أنجز في محتوى البوابة الإلكترونية www.memoryarabworld.net، من قواعد البيانات الخاصة بالمحاور المختلفة للتراث العربي، الذي يشمل التراث المادي والمعنوي، مثل التراث المخطوط، والتراث الموسيقي، والتراث الشعبي، والتراث المعماري، والتراث المصور، وغيرها. بالإضافة إلى إصدار العدد الثاني من ببلوغرافيات للتراث المعماري، والتراث المخطوط، والطبعة الثانية من دليل الهيئات والمؤسسات العاملة في مجال توثيق التراث العربي.

كما جرت مناقشة نموذج البوابة الإلكترونية للتراث العربي، التي أطلقت على شبكة الإنترنيت باللغتين العربية والإنجليزية، عقب انتهاء فعاليات الاجتماع بالمغرب. وتنقسم البوابة إلى ثلاثة محاور هي: خريطة العالم العربي، وقواعد البيانات، والخطوط الزمنية المشتركة، التي تربط بين العصور التاريخية المختلفة للأقطار العربية.

يذكر أن الاجتماع السادس لمشروع “ذاكرة العالم العربي” بالدوحة في النصف الثاني من العام المقبل.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق