مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكدراسات عامة

التعريف بمراحل تطور المذهب المالكي ومدارسه ومصادره الفقهية وأصوله[1]

الدكتور عبد الله معصر

رئيس مركز دراس بن إسماعيل

1– مراحل تطور المذهب المالكي 

مر المذهب المالكي منذ تأسيسه على يد الإمام مالك بمراحل مختلفة عكست جهود علماء المالكية بمختلف طبقاتهم في خدمة المذهب. وإذا كان التأريخ لمراحل التطور في المذهب قد حدد في أقوال المتقدمين في تقسيم طبقات الفقهاء داخل المذهب إلى متقدمين ومتأخرين، واعتبار ابن أبي زيد القيرواني كفيصل تفرقة بين طبقتين، لأنه أول طبقة المتأخرين، و آخر طبقة المتقدمين من قبله[1]،غير أن هذا التقسيم لا يعكس الملامح العامة والواضحة لمراحل التطور في المذهب مما يصعب معه التمييز بين المراحل المتداخلة.

ولعل أدق تصوير لمراحل التطور داخل المذهب المالكي ما ذهب إليه الشيخ محمد الفاضل بن عاشور، والذي يرى أنه منذ منتصف القرن الثاني بدأ استقرار المذهب بوضع الأصول، وتمييز العام منه، م دخل بعد القرن الرابع في دور التفريع-أي الاجتهاد المقيد- ليتمخض المذهب في القرن الخامس لعمل جديد وهو عمل التطبيق، بتحقيق الصور، وضبط المحامل ، فكان اجتهاد جديد ، هو الاجتهاد في المسائل.

وفي أوائل القرن السادس دخل المذهب في طور جديد ، وهو الترجيح، حيث اعتمد علماء المذهب الاجتهاد النظري، بدرس الأقوال، وتمحيصها، والاختيار فيها بالترجيح والتشهير، حيث انتهى ذلك الاختيار إلى ظهور تآليف مختصرات محررة، تكتفي بأقوال تثبت، هي الراجحة المشهورة، وأقوال تلغى، هي التي ضعفها النظر من الدور الماضي، باعتبار أسانيدها، أو باعتبار مداركها، أو باعتبار قلة وفائها بالمصلحة التي تستدعيها مقتضيات الأحوال[2].

 

الهوامش:

 


[1]– حاشية الدسوقي ج1ص25.

[2]. أعلام الفكر الإسلامي في تاريخ المغرب العربي:محمد الفاضل بن عاشور ص70.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق