التعددية أساس حوار حقيقي بين الإسلام والغرب..
باتريس برودور : ينبغي أن ينتصر أسد الرحمة على أسد الثأر !
انتقد الباحث الكندي باتريس برودور (Patrice Brodeur) التوجه الذي ينظر إلى العالم من خلال ثنائية: الإسلام/الغرب... ودعا في ندوة "الإسلام والغرب" التي نظمتها الرابطة المحمدية للعلماء بالرباط يوم الخميس (28 فبراير 2008)، إلى ضرورة انفتاح تفكيرنا على مناطق أخرى من العالم كالهند والصين مثلا، معتبرا في الوقت ذاته أن مشكلة العالم المعاصر هي شأنُ كل البشرية، وليست شأنا إسلاميا أو غربيا فقط. وركز في كلمته، التي ألقاها بلغة الضاد، على أهمية الارتباط المتبادل بين الإسلام والغرب، وطالب بتوجيه هذا الارتباط في اتجاه خدمة الإنسانية (التعاون على البر والتقوى)، بدل أن يكون ضدا عليها (التعاون على الإثم والعدوان).
ودعا في مداخلته، إلى ترسيخ قيم التعددية الثقافية والدينية، وإلى بناء علاقات إنسانية متعددة يسودها الاحترام المتبادل بدل الهيمنة والإلحاق. كما أشار إلى أن تمتيع الأقليات بحقوقها يعتبر من أهم مقاييس مدى تحقّق العدل في الأرض.
وفي إشارة مجازية غاية في الدلالة والأهمية أشار المتخصص في تاريخ الأديان، إلى أن أي إنسان يوجد في داخله أسدان: أسد يدعوه إلى الثأر وآخر يدعوه إلى الرحمة، وقال بأن الأسد الذي سينتصر في النهاية هو الذي يختار الإنسان تغذيته!
أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، دعا في كلمته من سماهم "الأطباء الحضاريين" إلى بناء حوار حقيقي بين الإسلام والغرب، ورأى أن هذا الحوار ينبغي أن يكون تأسيسيا لا انتقائيا، لأنه -أي الحوار ضرورة وجودية وليس سلوكا يُلجأ إليه عند الضرورة.
أحمد شحلان، الأستاذ الجامعي والباحث المتخصص في الدراسات العبرية، سلط الضوء على عطاءات الشرق للغرب سواء قبل ظهور الإسلام أو بعده؛ حيث قام بتطواف ممتع في تاريخ وجغرافيا الشرق ليكشف في النهاية عما قدمه هذا الشرق للإنسانية، وللغرب بشكل خاص، من خدمات أفادت الإنسانية. كما ركز في مداخلته -أيضا- على تأثر مسيحيي الشرق بمسيحيي الشرق، مما جعلهم مختلفين عن مسيحيي الغرب.
يوسف الكلام، الباحث في تاريخ الأديان، كشف في مداخلته عن بعض المعوقات المعرفية التي تحول دون بروز حوار حقيقي بين الإسلام والغرب المسيحي، والتي تشكل حاجزا صلبا أمام الاعتراف المتبادل بين الكتلتين الحضاريتين الكبيرتين: الإسلام والغرب.