التراث الإسلامي المنشور لا يتجاوز 7 %
يوسف زيدان: التراث العربي الإسلامي لا يزال مجهولا!
قال
يوسف زيدان، مدير مركز ومتحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، إن التراث العربي
الإسلامي لا يزال مجهولا ولم يكشف إلا عن القليل منه، حيث تتراوح نسبة المنشور من
هذا التراث بين 5 و 7 %.
وجاءت
تصريحات زيدان، كما نقلها عنه موقع الجزيرة الإلكتروني، أثناء افتتاح مؤتمر
عن "المخطوطات المطوية" يوم 06 ماي 2008 بمكتبة الإسكندرية يحضره
50 شخصية من أبرز المتخصصين في المخطوطات حول العالم.
ويهدف
المؤتمر، حسب قصاصة موقع الجزيرة، الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية ويستمر
لثلاثة أيام إلى التعريف بأهمية هذا النوع من المخطوطات التي تقارب نسبتها في
التراث الإسلامي نحو 90 % مما هو متداول بين أيدي الباحثين.
وأضاف
زيدان أن التراث العربي مجهول بحكم الوعي به لأن الذين قدموا قراءات تراثية
اعتمدوا على الجزء المنشور وهو أقل القليل.
وأشار
إلى أن هذا التراث مجهول أيضا بحكم الاغتراب عنه وغياب الخطة المنهجية
للتعامل معه تحقيقا ونشرا، وبحكم الإلغاء والتغييب لبعض جوانبه أو التعامل النفعي
معه.
وقال
زيدان إن الإخفاء المتعمد (الطي) لبعض الأعمال لا ينجح تماما، مستشهدا
بإحراق أبي حيان التوحيدي لكتبه علنا وإحراق كتب ابن رشد، ومع ذلك فإن كتبهما تملأ
اليوم المكتبات حول العالم. أما "الطي" غير المتعمد للنصوص فيؤدي إلى
إبادتها للأبد.
وقدم
زيدان تعريفا ونماذج للطي غير المتعمد للنصوص فقال إنه ما لا يعلن عن الرغبة
في إخفائه، ولكن عملية الإخفاء تتم على أرض الواقع، مثل طي أسرار
العلوم كالتحنيط في مصر الفرعونية خلف جدران المعابد على سبيل المثال، وهي
علوم "طوتها مصر القديمة في المعابد فانطوت".
وتتناول
محاور المؤتمر الأعمال المفقودة من التراث العربي والمؤلفين المجهولين والعوامل
المؤدية إلى إزاحة مؤلفات بعينها وطيها، وخصائص النصوص المطوية وتأثير الدعاية
السلطوية على بقاء المؤلفات وانتشارها أو اختفائها، وكتابة النصوص بحروف لغة غير
لغتها الأصلية.
كما يتناول المؤتمرون أهمية المخطوطات المطوية ودور
الفهرسة في الكشف عنها، والمطوي من تراث المتصوفة والمعتزلة والعلوم الطبيعية
والمفقود من كتب المعرفة العربية، وهو ما يعتبر إضافة إلى سلسلة المؤتمرات السابقة
التي نظمتها المكتبة.