التحذير من خطورة الحاسوب على اللغة العربية
عدنان عيدان يدعو إلى استحداث نظام إلكتروني يسهر على توحيد كتابة اللغة العربية وتصحيح ما يعتري استخدامها من أخطاء..
رغم الأهمية القصوى التي بات يحتلها الحاسوب في المجتمعات المعاصرة، بفعل الثورة الهائلة التي أحدثها في مجال الاتصال والتواصل بوجه عام، وفي مجال البحث العلمي ونشر مختلف أنماط الخطاب على نطاق كوكبي بوجه خاص..وهي الحقيقة التي عبر عنها الدكتور عدنان عيدان، المتخصص في الترجمة الآلية وصاحب قاموس الوافي الذهبي، باعتباره أن عصر التقنيات الإلكترونية الحديثة وعالم الحاسوب والإنترنت "فتحت مجالات رحبة أمامنا جميعاً، بحيث أصبح كلّ منا كاتباً ينشر إنتاجه على الشبكة العالمية بيسر وسهولة".
غير أن هذه الفرصة الثمينة لم تكن بدون ثمن؛ فقد امتلأت صفحات شبكة الإنترنت وخصوصاً مواقع الدردشة (أو ما تسمى بالشات) بالنصوص التي يجهل كتابها أبسط قواعد اللغة العربية..ذلك أن استخدام الحاسوب في "الكتابة بهذا اليسر وبخيارات عدة، ينسج أرضية خطيرة ويتربى الكثيرون على أخطاء شنيعة، ويؤسس لعادات كتابية بعيدة عن ضوابط اللغة العربية وقواعدها."
وبعد أن أورد نماذج من الأخطاء الشائعة في الصحافة الإلكترونية والورقية على حد سواء، دق عدنان عيدان ناقوس الخطر مشددا على أن مواجهة هذه المشكلة بات أمراً ضرورياً قبل استفحاله، وقبل أن يشكل خطراً كبيراً على اللغة العربية يعمل على تشويه نظامها الدقيق في الإملاء والإعراب والبناء..
ومع أن انتشار الكتابة باللغة العربية عبر الحاسوب واتساع قاعدة مستعمليها عبر العالم أمر مرغوب فيه بل وجب أن يشكل رهانا بالنسبة لكل الدول العربية وسائر المؤسسات العلمية والثقافية العربية، إلا أن عدنان عيدان يشدد على ضرورة استحداث نظام إلكتروني يسهر على توحيد كتابتها وتصحيح ما يقع من أخطاء إملائية وطباعية حتى يظل النص العربي سليما ومستساغاً للقراءة..
(عن موقع الجزيرة نت بتصرف)