الاحتفال بالسنة العالمية لعلم الفلك
الدعوة إلى إعادة اكتشاف علاقة الإنسان بالكون..
يعد علم الفلك من أقدم العلوم التي بلورها الإنسان في تفاعله مع الكون من حوله، حيث ظهر قبل حوالي أربعة آلاف عام قبل الميلاد.في كنف الحضارات الإنسانية القديمة بمصر الفرعونية وبلاد ما بين النهرين وأميركا الوسطى..
وعلى امتداد قرون، ساهم علم الفلك في تطوير جملة من العلوم والفروع المعرفية. كما ساهم في ظهور مفاهيم أساسية في الدين والفن والثقافة والفلسفة. واعترافا بالأهمية العلمية والحضارية لهذا العلم، أعلنت الأمم المتحدة سنة 2009 "السنة العالمية للفلك" بمبادرة من إيطاليا.
في الأزمنة المعاصرة، تبلوّر تدريجاً الوعي بأن الأرصاد الفلكية كان لها أعمق الأثر على تطور المجتمعات الإنسانية وتطور وعيها الكوني..
ويجري التركيز ضمن فعاليات هذه "السنة العالمية للفلك" على مناسبات مهمة في تاريخ هذا العلم، من قبيل مرور أربعة قرون على استخدام جهاز فلكي (التلسكوب) من قبل العالِم الإيطالي "غاليليو" لتقصي الأجرام السماوية ورصدها. وقد افتتح هذا الحدث (1609) سيلاً من الاكتشافات، وأطلق ثورة علمية غيّرت صورة الكون في أذهان الجنس البشري.
ويهدف الربط بين "السنة العالمية للفلك" و تليسكوب غاليليو، إلى تحفيز الناس على إعادة اكتشاف موقعهم في الكون وإثارة الحوافز الفردية للتساؤل والاكتشاف. ولذا، حملت "آيا 2009" شعار "الكون: دورك كي تكتشف".
في هذا الصدد، يسعى منظمو الحدث إلى رفع الوعي العام عن أثر علم الفلك والعلوم الأساسية المرتبطة به، على حياتهم اليومية. وتشارك في أنشطة «آيا 2009» 105 دول، إضافة إلى 18 منظمة عالمية. ويعني ذلك أن ما يزيد على نصف سكان الأرض يشاركون في هذا الاحتفال العالمي.
وأفسحت الأمم المتحدة المجال أمام الدول المشاركة، ليصمّم كل منها نمطه الخاص من الاحتفال بـهذه المناسبة ولوحظ أن معظم الدول تميل إلى تضمين احتفالاتها أنشطة من نوع عقد مؤتمرات متخصّصة، وإقامة معارض وتخصيص أيام عمل فلكية تشجّع على الرصد المباشر للأجرام السماوية واستخدام التلسكوبات وغيرها.