الرابطة المحمدية للعلماء

“الإسلام وحوار الحضارات” موضوع ندوة علمية في مكناس

الندوة ستثير حوارا مآله التشجيع على نشر ثقافة التعارف والاعتراف بالآخر

انطلقت صباح اليوم أشغال الندوة العلمية الدولية، التي تنظمها مجموعة البحث: دراسات في الاجتهاد والحوار الحضاري، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ـ جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، يومي الأربعاء والخميس 27 ـ 28 ماي 2009، حول موضوع:” الإسلام وحوار الحضارات”.

وقد جاء في أرضية الندوة أن منطلقها هو إقرار الفكر الإسلامي أن الاختلاف بين الأمم والشعوب وتمايزهم في معتقداتهم وثقافتهم واقع بإرادة الله ووفق حكمته البالغ، مما يقتضي تعارفهم وتعاونهم على ما يحقق مصالحهم ويحل مشكلاتهم في ضوء القيم المشتركة، ويؤدي إلى التعايش بالحسنى والتنافس في عمارة الأرض وفعل الخيرات، (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا) [سورة المائدة 48]

والواقع أن الحوار لا يستغني عنه أحد، فعن طريقه يمكن صياغة إجابات مناسبة للمشكلات التاريخية والحضارية المعاصرة على أساس من التعاون والاعتراف المتبادل والانفتاح على الآخر، وإن كثيرا من النزاعات والاصطدامات لتنشأ من عدم معرفة الناس بعضهم ببعض، ومن غياب التعاون والتواصل والتحاور. ولو أنهم فعلوا ذلك لكان خيار لهم وأقوم.

وإدراكا لما يشكله الحوار من قيمة لازمة للعلاقات الإنسانية فإن هذه الندوة  ستثير حوارا مآله التشجيع على نشر ثقافة التعارف والاعتراف بالآخر، واحترام الإنسان على اختلاف معتقده وثقافته ولغته. وإن مما يشجع على حوار المسلمين مع أتباع الرسالات السابقة، أن الإسلام يعترف بها ابتداء، والمسلمون يؤمنون بأن أساس الرسالات السماوية التي أنزلها الله على أنبيائه واحد، وهم لا يفرقون بين أحد من رسله، (كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله) [سورة البقرة285].

وبذلك ستبحث هذه الندوة مشروعية الحوار، ودعوة الإسلام إليه ومسوغاته والنصوص الشرعية الدالة عليه، والتي تقعد له وترسم آدابه وشروطه فالحوار لن يكون حوارا إلا بتوفر آدابه وشروطه وإلا كان ضربا من العبث أو إملاء للرأي وفرضا له… وفي هذه الحالة سيكون الحوار فاقدا للشرعية مفرغا من مضمونه.

وتسعى الندوة أن تحقق البحوث المقدمة بيان أهمية وآليات توحيد الجهود الإنسانية في مواجهة التحديات المعاصرة التي تواجهها البشرية، خاصة ما يتعلق بالنزاعات والحروب، وما له صلة بالتدهور الأخلاقي وتهديد الأمن البشري، وإيجاد مداخل حوارية لحل الخلافات، وتقريب وجهات النظر وتصحيح الصور النمطية التقليدية المتداولة عن بعض الأمم والشعوب والحضارات.

كل ذلك سيتم من خلال محاور الآتية:
المحور الأول: الحوار في الإسلام، مفهومه وأصوله.
المحور الثاني: الحضارة، المفهوم والتجليات.
المحور الثالث: مجالات الحوار الحضاري وحدوده.
المحور الرابع: شروط الحوار الحضاري وضوابطه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق