الرابطة المحمدية للعلماء

الأندلس باب كبير مفتوح على التاريخ

صورة الأندلس في المخيال العربي والإسباني

نُظمت أواخر يونيو الماضي بالرباط، ندوة في موضوع الحضور العربي بالأندلس (رواية “سلام” لهاني نقشبندي نموذجا) في إطار الدورة 15 للمهرجان الدولي لسينما المؤلف.

وتناول الجامعي المغربي عبد الواحد أكمير مدير معهد دراسات الأندلس وحوار الحضارات، والمخرج المصري أحمد عاطف، والروائي السعودي نقشبندي، كل من وجهة نظره، هذا الحضور العربي الذي امتد على مدى أزيد من 800 سنة.

وقال نقشبندي، في هذا اللقاء الذي احتضنه معهد ثيربانتيس ، إن التاريخ يتعرض للتغيير ويتضمن أمورا كثيرة غير صحيحة بتاتا، وأنه بناء على جولات ميدانية وبحث تاريخي مكثف توصل إلى مجموعة خلاصات تخالف “الصورة الوردية” المتداولة عن التسامح في الأندلس. وأوضح هاني نقشبندي أن روايته “سلام”، وهي صيغة بحث حول أصل وجود العرب بالأندلس وحول المبررين الديني والأخلاقي لهذا الوجود، لم تنف الأثر الحضاري للعرب في الأندلس وهي تدعو لنبذ الصدام وفتح باب الحوار مع الآخر.

واستشهد الروائي السعودي برأي الناقد المصري أحمد قنديل الذي يقول إن (رواية “سلام” ليست تاريخية ولكنها مستقبلية) مضيفا أنه اجتهد في استقاء معلومات قدم على أساسها رواية، وأن رأيه يحتمل الخطأ كما يحتمل الصواب. وعلى عكس نقشبندي، رأى أحمد عاطف أن الحضارة العربية بالأندلس لاتحتاج إلى دليل، ولا يقلل من شأنها عدم انتشار اللغة العربية والدين الإسلامي في الأندلس بعد مغادرة العرب المسلمين لها على غرار الفتوحات العربية الإسلامية الأخرى.

وأضاف عاطف، الذي ينكب منذ ست سنوات على التنقيب في تاريخ العرب بالأندلس من أجل إخراج فيلم في الموضوع، أن العديد من الإسبان المنصفين أنفسهم يعلون من شأن المرحلة العربية في بلادهم (711م-1492م)، ويعتبرونها من أزهى العصور في تاريخهم..

واستشهد عاطف، الذي أنجز ثلاثة أفلام روائية و10 افلام تسجيلية، بمتحف (القلعة الحرة) بإسبانيا الذي يتضمن أدوات الجراحة التي اخترعها الزهراوي وخريطة الشريف الإدريسي ومدرسة زرياب في القرن التاسع الميلادي لتعليم فنون الطبخ والموضة والأزياء والموسيقى وغيرها.

أما عبد الواحد أكمير فقد تناول، من جهته، “صورة الأندلس في المخيال العربي والإسباني” من خلال الأحاسيس المتضاربة والصور المتناقضة في اللاشعور الجمعي، والأسى والشجن الرومانسيين، وتحول الفردوس المفقود إلى نوع من “نهاية التاريخ” وانعكاسه على نفسية العرب بعيدا عن الواقع بل وأحيانا بإسقاطهم الحاضر على الماضي. وخلص المشاركون إلى أن “الأندلس باب كبير مفتوح على التاريخ” لكن ولوجه يختلف من باحث إلى آخر باعتبار أنه “لا يوجد تاريخ ولكن يوجد مؤرخون”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق