مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةقراءة في كتاب

الأسماء والصفات للإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي ت: 458هـ

الإمام أبو بكر البيهقي: (384 – 458 هـ = 994 – 1066 م) أحمد بن الحسين بن علي، أبو بكر: من أئمة الحديث، ولد في خسروجرد (من قرى بيهق، بنيسابور) ونشأ في بيهق ورحل إلى بغداد ثم إلى الكوفة ومكة وغيرهما، وطلب إلى نيسابور، فلم يزل فيها إلى أن مات، ونقل جثمانه إلى بلده.
قال إمام الحرمين: ما من شافعي إلا وللشافعي فضل عليه غير البيهقي، فان له المنة والفضل على الشافعي لكثرة تصانيفه في نصرة مذهبه وبسط موجزه وتأييد آرائه.
وقال الذهبي: لو شاء البيهقي أن يعمل لنفسه مذهبا يجتهد فيه لكان قادرا على ذلك لسعة علومه ومعرفته بالاختلاف.
صنف زهاء ألف جزء، منها (السنن الكبرى – ط) عشر مجلدات، و (السنن الصغرى) و(المعارف)، و(الأسماء والصفات – ط)، و(ودلائل النبوة)، و(الآداب – خ) في الحديث، و(الترغيب والترهيب)، و(المبسوط)، و(الجامع المصنف في شعب الايمان – خ)، و(مناقب الإمام الشافعي – خ) كما في فهرس المخطوطات،  و(معرفة السنن والآثار – خ)، و(القراءة خلف الإمام – ط)، و(البعث والنشور – خ)، و(الاعتقاد)، و(فضائل الصحابة) وبين هذه الكتب ما هو في عشر مجلدات، كالمبسوط[1].
كتاب الأسماء والصفات:
وقد سماه البيهقي (كتاب أسماء الله جل ثناؤه وصفاته التي دل كتاب الله تعالى على إثباتها، أو دلت سنة رسول اللهﷺ، أو دل عليه إجماع السلف هذه الأمة قبل وقوع الفرقة وظهور البدع).
و تمثلت مادة هذا الكتاب في(1023) نصًا مسندًا رتبها المؤلف تحت(102) ترجمة منها(91) بابًا و (9) أبواب جامعة ترجمها بـ “جماع أبواب…”، وجعل تحت أحد هذه الأبواب الجامعة ترجمة بعنوان “فصل”.
وقد بدأ المؤلف هذا الكتاب بباب “إثبات أسماء الله تعالى ذكره بدلالة الكتاب والسنة وإجماع الأمة”. ونرى هذه الترجمة كأنها تعبر عن موضوع الكتاب ككل، وتبين مقصد المؤلف منه.
وختم المؤلف الكتاب بـ “باب قول الله عز وجل: (فظن أن لن نقدر عليه)”.
والمؤلف يدخل في أثناء سرده للنصوص المسندة استشهاده ببعض الآيات، وتعليقه على بعض النصوص، أو تقديمه لبعض النصوص بكلام يبين الغرض من ذكره إياها، وهو مع ذلك يخرج الحديث إن كان في الصحيحين، فيقول: أخرجه البخاري عن فلان، أو أخرجه مسلم عن فلان.
ويعتني المؤلف ببيان الألفاظ؛ فينسب لكل راو اللفظ الذي روى به، ويتكلم على الموافقات والمخالفات، والمحفوظ والشاذ،..إلخ من المباحث التي تتعلق بالراوي والمروي كما هو دأبه في كل كتبه.
قال الإمام محمد زاهد الكوثري: “فقام [أي البيهقي ] بتأليف كتاب (الأسماء والصفات)ساعيا في استقصاء ما ورد في الأبواب من الأحاديث مع تبيين الصحيح والسقيم منها، وتثبيت وجه الكلام في النصوص الواردة في الأسماء والصفات ناقلا عن قادة النظر وسادة التأويل المعاني المرادة منها فأحسن جد الإحسان وأجاد كل الإجادة إلا في مواضع يسيرة مغفورة في بحر إفضاله المواج فالله سبحانه يكافئه على هذا العمل المبرور جزاء من أحسن عملا، فإنه بعمله هذا انتشل عقلاء الرواة من أهل عصره ومن بعده مما تورطوا فيه من الزيغ، وعرف أهل النظر الأخبار الصحاح التي لا يسوغ لهم إنكارها من الروايات الكاذبة ردها فشفى وكفى”[2].
مزايا الكتاب:
إن أهم ما يتميز به كتاب: الأسماء والصفات للبيهقي، هي ميزة لا تكاد توجد عند غيره ممن ألف في الأسماء الحسنى، ألا وهي حشده للنصوص في كتابه، سواء الآيات أو الأحاديث أو الآثار للاستدلال لما يذكر، ويكرر الروايات بأسانيد مختلفة لتقوية الحديث أو الأثر، ويحيل إلى كتب السنة أحيانا، وقد يحكم على الحديث وسنده إذا احتاج إلى ذلك.
وهو بهذا يفيدنا في الاستدلال لما يذكر من الأسماء بأدلة الكتاب والسنة، وكأنه قد ألزم نفسه على أن يذكر لكل اسم دليله…وهو يحيل كذلك إلى خبر الأسامي، سواء عند الوليد بن مسلم، أو عند عبد العزيز ابن الحصين[3].
موضوعات الكتاب:
– باب إثبات أسماء الله تعالى ذكره بدلالة الكتاب والسنة وإجماع الأمة.
– باب عدد الأسماء التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من أحصاها دخل الجنة.
– باب بيان الأسماء التي من أحصاها دخل الجنة.
– باب بيان أن لله جل ثناؤه أسماء أخرى.
– باب جماع أبواب معاني أسماء الرب عز ذكره.
– باب ذكر الأسماء التي تتبع إثبات الباري جل ثناؤه والاعتراف بوجوده جل وعلا.
– باب جماع أبواب ذكر الأسماء التي تتبع إثبات وحدانيته عز اسمه.
– باب جماع أبواب ذكر الأسماء التي تتبع إثبات الإبداع والاختراع له.
– باب جماع أبواب ذكر الأسماء التي تتبع نفي التشبيه عن الله تعالى جده.
– باب جماع أبواب ذكر الأسماء التي تتبع إثبات التدبير له دون ما سواه.
– باب ما جاء في حروف المقطعات في فواتح السور وأنها من أسماء الله عز وجل.
– باب ما جاء في فضل الكلمة الباقية في عقب إبراهيم عليه السلام وهي كلمة التقوى ودعوة الحق لا إله إلا الله.
– باب جماع أبواب إثبات صفات الله عز وجل.
– باب ما جاء في إثبات صفة الحياة.
– باب ما جاء في إثبات صفة العلم.
– باب ما جاء في إثبات القدرة.
– باب ما جاء في إثبات القوة وهي القدرة.
– باب ما جاء في إثبات العزة لله عز وجل.
– باب ما جاء في الجلال والجبروت والكبرياء والعظمة والمجد.
– باب قول الله عز وجل: {ونقر في الأرحام ما نشاء}….
– باب قول الله عز وجل: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله}.
– باب قول الله عز وجل: {ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله}.
– باب قول الله عز وجل: {يريد الله ليبين لكم}.
– باب قول الله عز وجل: {ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء}.
– باب قول الله عز وجل: {إن الله يفعل ما يشاء}.
– باب ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
– باب قول الله عز وجل: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله}.
– باب ما جاء عن السلف رضي الله عنهم في إثبات المشيئة.
– باب ما جاء في قول الله عز وجل: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}.
– باب ما جاء في إثبات صفة السمع.
– باب ما جاء في إثبات صفة البصر والرؤية.
– باب ما جاء في إثبات صفة الكلام.
– باب ما جاء في إثبات صفة القول.
– باب ما جاء في إثبات صفة التكليم ، والتكلم ، والقول.
– باب قول الله عز وجل: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب}.
– باب ما جاء في إسماع الرب عز وجل بعض ملائكته كلامه.
– باب إسماع الرب جل ثناؤه كلامه من شاء من ملائكته ورسله وعباده.
– باب رواية النبي صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل في الوعد والوعيد ، والترغيب والترهيب.
– باب قول الله عز وجل: {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار}.
– باب قول الله عز وجل : {يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم}.
– باب قول الله عز وجل: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}.
– باب قول الله عز وجل: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا}.
– باب قول الله عز وجل: {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش}.
– باب قول الله عز وجل: {لله الأمر من قبل ومن بعد}.
– باب ما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين رضي الله عنهم في أن القرآن كلام الله غير مخلوق.
– باب : الفرق بين التلاوة والمتلو.
– باب : قول الله عز وجل: {قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم}.
– باب : جماع أبواب ما يجوز تسمية الله سبحانه ، ووصفه به سوى ما مضى في الأبواب قبلها وما لا يجوز وتأويل ما يحتاج فيه إلى التأويل وحكاية قول الأئمة فيه.
– باب قول الله عز وجل: {قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم}.
– باب ما ذكر في الذات.
– باب ما ذكر في النفس.
– باب ما ذكر في الصورة.
– باب ما جاء في إثبات الوجه صفة لا من حيث الصورة.
– باب ما جاء في إثبات العين صفة لا من حيث الحدقة.
– باب ما جاء في إثبات اليدين صفتين لا من حيث الجارحة.
– باب ما ذكر في اليمين والكف.
– باب ما ذكر في الأصابع.
– باب ما ذكر في الساعد والذراع.
– باب ما ذكر في الساق.
– باب ما ذكر في القدم والرجل.
– ما جاء في تفسير قوله عز وجل: {أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله}.
– باب ما جاء في تفسير الروح.
– باب ما روي في الرحم أنها قامت فأخذت بحقو الرحمن.
– باب ما روي في الإظلال بظله يوم لا ظل إلا ظله.
–  باب ذكر الحديث المنكر الموضوع على حماد بن سلمة عن أبي المهزم في إجراء الفرس.
– جماع أبواب إثبات صفات الفعل.
– باب بدء الخلق.
–  باب ما جاء في معنى قول الله عز وجل : {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون}.
– باب ما جاء في العرش والكرسي.
– باب ما جاء في قول الله عز وجل: {الرحمن على العرش استوى}.
– باب قول الله عز وجل: {وهو القاهر فوق عباده}.
– باب قول الله عز و جل: {أأمنتم من في السماء}.
– باب قول الله عز وجل لعيسى عليه السلام: {إني متوفيك ورافعك إلي}.
– باب ما جاء في قول الله عز وجل: { وهو معكم أين ما كنتم}.
– باب ما جاء في قوله عز وجل: {إن ربك لبالمرصاد}.
– باب ما جاء في قول الله عز وجل: {ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى}.
– باب ما جاء في قول الله عز وجل: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة}.
– باب ما روي في التقرب والإتيان والهرولة.
– باب ما روي في الوطأة بوج.
– باب ما روي في النفس وتقذر النفس.
– باب ما روي في أن الله سبحانه وتعالى قبل وجه المصلي.
– باب ما جاء في الضحك.
– باب ما جاء في العجب.
– باب ما جاء في الفرح وما في معناه.
– باب ما جاء في النظر.
– باب ما جاء في الغيرة.
– باب ما جاء في الملال.
– باب ما جاء في الاستحياء.
– باب قول الله عز وجل: {قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون}.
– باب قول الله: {سنفرغ لكم أيها الثقلان}.
– باب ما جاء في التردد.
– باب قول الله عز وجل: {والله ذو الفضل العظيم}.
– باب قول الله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني}.
– باب قول الله: {رضي الله عنهم ورضوا عنه}.
– باب قول الله عز وجل: {ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم}.
– باب ما جاء في الصبر.
– باب إعادة الخلق.
– باب قول الله عز وجل: {فظن أن لن نقدر عليه}.
 طبعات الكتاب:
– طبعة هندية قديمة سنة 1313 هـ علق عليه محمد محي الدين الجعفري.
– طبعة المكتبة الأزهرية للتراث بتقديم وتعليق محمد زاهد الكوثري.
– طبعة بتحقيق عبد الله محمد الحاشدي بتقديم مقبل بن هادي الوادعي مكتبة السوادي للتوزيع.
 – طبعة دار التوعية بمصر قدم للكتاب الشيخ طارق عوض الله والشيخ عمر عبدالعزيز قريشى، وهو فى 3 مجلدات.  
–  طبعة بتحقيق عماد الدين أحمد حيدر طبعة دار الكتاب العربي الطبعة الأولى 1405هـ.
– طبعة بتحقيق محمد أبو زيد طبعة مكتبة التوعية.
– الأسماء والصفات، للبيهقي ـ دراسة وتحقيق ـ(رسالة للدكتوراة) الباحث: أ. صالح بن علي بن عبد الرحمن المحسن.
رابط تحميل الكتاب:
– الطبعة الهندية: http://www.4shared.com/office/UhnQeZvR/____.html
– طبعة الكوثري: http://www.4shared.com/office/po6LHQuK/__-_-.html
– طبعة عبد الله الحاشدي: http://majles.alukah.net/showthread.php?

                                                                      إعداد الباحث: يوسف الحزيمري

 

الهوامش:

[1] الأعلام للزركلي (1/ 116)
[2] من تقديم الشيخ محمد زاهد الكوثري لكتاب الأسماء والصفات المكتبة الأزهرية، ص:4
[3]  أسماء الله الحسنى  عبد الله بن صالح بن عبد العزيز الغصن دار الوطن الرياض الطبعة الأولى 1417هـ، ص:223

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق