الرابطة المحمدية للعلماء

الأزمة البيئية أزمة مصير تطال الجنس البشري بأكمله

اليوم العالمي للبيئة

أعلنت
الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي للبيئة في عام
1972 ، وقد تزامن ذلك مع افتتاح “مؤتمر استوكهولم للتنمية
البشرية”، وفي اليوم ذاته اتخذت الجمعية
العامة قرارا أنشأت بموجبه “برنامج الأمم المتحدة للبيئة”.

وفي
هذا السياق استضافت نيوزيلندا ،على غرار كل دول العالم، يوم5/6/ 2008 فعاليات يوم
البيئة العالمي الذي يحييه العالم كل عام في الخامس من يونيو.حيث تمت مناقشة
تدابير رفع كفاءة استخدام الطاقة في مجالات مختلفة، والحفاظ على البيئة، كما سعت
هذه الفعاليات إلى توعية الشعوب وحثها لتغدو عنصرا فاعلا لاعتماد وإرساء أسس تنمية
مستدامة وصديقة للبيئة،وتشجيعها للتحول نحو اعتماد طاقة نظيفة ومتجددة؛ كتوليد
الكهرباء، وتبني نظام النقل العام، وتشجيع الاستهلاك الصديق للمنظومات الإيكولوجية.خاصة
في ظل تحديات أزمة الغذاء العالمية، والانحباس الحراري، وانكماش مساحة الغابات الخضراء
والأراضي القابلة للزراعة،وتدهور المحاصيل،وارتفاع تكلفة الطاقة..

ولا
شك أن كوكبنا الأرضي بات يعاني من أزمة بيئية حقيقية تعبر عن خلل في بنية العلاقات
الداخلية للنطاق الإيكولوجي؛ حيث يكاد يجمع الباحثون والمهتمون بالشأن البيئي أن مصدر
هذا الخلل يعود إلى الإنسان، الذي بلغت تأثيراته وضغوطاته على المجال الإيكولوجي
حد تحوله إلى قوة جيولوجية هائلة، وفق تعبير إدوارد ويلسون. الأمر الذي دفع بالكثيرين
إلى الاقتناع بأن الإنسان هو مشكلة البيئة.

خاصة
و أن الأزمة البيئية أمست أزمة مصير تطال الجنس البشري بأكمله، وليست حكرا على فئة
أو بلد أو شعب؛ ولذلك فهناك مصلحة مشتركة في البقاء تستوجب تضافر المنظورات
الفكرية من أجل بلورة نظرة جديدة للعالم تنطلق من الوعي بأن بقائنا ومصيرنا
مرتبطان ببقاء ومصير الكائنات الحية الأخرى، وكذلك باستمرار كوكب الأرض ومنظوماته
فضاء صالحا للحياة..

إن هذا الوعي هو ما تسعى الرابطة المحمدية للعلماء
لإشاعته من خلال مختلف أنشطتها، وهو ما عبرت عنه في أكثر من مناسبة، لعل آخرها
تنظيمها لندوتين دوليتين حول : “الإنسان والأرض
: أية علاقة ؟ ” تحث شعار “نحو أنسنة لعلوم البيئة”، وذلك في
حلقتين (الحلقة الأولى، الحلقة الثانية).

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق