الرابطة المحمدية للعلماء

اكتشاف أثري مغربي لمقبرة عمرها 5 آلاف سنة

 فريق علمي يُرجّح اكتشاف وجرد أكثر من 26 موقعا أثريا في وسط المغرب

أُعلن رسميا مؤخرا عن اكتشاف مقبرة وسط غربي المغرب يعود تاريخها إلى ما قبل خمسة آلاف سنة، حيث عثر فريق من الباحثين المغاربة في هذه المقبرة، وتوجد داخل كهف قريب من مدينة الخميسات، على ستة هياكل عظمية بشرية، والعديد من الأدوات المصنوعة من عظام الحيوانات، وقطع من الفخار جرسية الشكل.

وأكد يوسف بوكبوط، الأستاذ الباحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، في تصريحات إعلامية أن اكتشاف هذه المقبرة، كان ثمرة تنقيبات أثرية بالمنطقة، انطلقت سنة 2005، مضيفا أن هذا الاكتشاف يُعدّ “الأول من نوعه في تاريخ الاكتشافات الأثرية بشمال إفريقيا لأنه مكن من العثور لأول مرة على هياكل عظمية بشرية لإنسان عاش حضارة الفخار الجرسي الشكل” (الكومبانيفورم) في الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط.

وأضاف الباحث أيضا “إن هذه الحضارة شهدت ازدهارا كبيرا وانتشارا واسعا في شبه الجزيرة الأيبيرية، من حيث اكتسحت أوروبا الغربية وجزءا من أوروبا الوسطى إلى جانب المغرب، وهو ما يؤكده وجود سهم “بالميلا” بالكهف، والذي يشبه الأسهم الموجودة بشبه الجزيرة الإيبيرية”، مُذكرا بالمناسبة، أن عملية التنقيب بالكهف مكنت من التعرف على بعض الطقوس الجنائزية التي كانت سائدة في تلك العصر ما بين الحجري والبرونزي، والتي تشبه إلى حد ما الطقوس المعروفة عند الشعوب البدائية بأستراليا أو أمريكا اللاتينية، وكون “ما عثر عليه في المقبرة “يؤكد تطور البشرية وتحولها من الحجر إلى المعدن”.

الاكتشاف مسّ أيضا أدوات معدنية صنعت من النحاس والبرونز بجانب حجيرات من المعدن وأخرى صنعت من عظام الحيوانات، كالإبر ذات الثقب كانت تستخدم لعدة أغراض، وخاصة في الزينة، واعتبر بوكبوط في هذا الصدد أن “الهياكل العظمية والأدوات المعدنية التي تم اكتشافها يمكن عرضها بالمتاحف دونما ترميم، نظرا لكونها كانت توجد في ظروف طبيعية ملائمة، ساهمت في الحفاظ عليها رغم مرور آلاف السنين”.

جدير بالذكر، أن فريق البحث التابع للمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، تمكن أيضا من اكتشاف وجرد وتوثيق أكثر من 26 موقعا أثريا في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق