اختتام ندوة “دولة إمارة المؤمنين ورابطة البيعة الشرعية.. “
التأكيد على ضرورة دسترة مؤسسة إمارة المؤمنين التي تعكس روح البيعة وامتدادها الحقوقي والإنساني في المجتمع
أكد المشاركون في الندوة العلمية التي نظمها جمعية فاس سايس للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وموقع رواق المذهب المالكي، على مدى ثلاثة أيام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حول موضوع "دولة إمارة المؤمنين ورابطة البيعة الشرعية.. الأصالة والامتداد"، على ضرورة دسترة مؤسسة إمارة المؤمنين التي تعكس روح البيعة وامتدادها الحقوقي والإنساني في المجتمع المغربي.
وأوصوا خلال الجلسة الختامية التي حضر أشغالها ، على الخصوص، الأستاذ عباس الجراري، ووالي جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء عامل إقليم العيون السيد خليل الدخيل، بضرورة التمسك برابطة البيعة وإمارة المؤمنين والدفاع عن استمرارها بمقومات جديدة تحفظ خصوصيات الدولة المغربية في مجال التعاقد بين الراعي والرعية.
وأكدوا على العلاقة بين البيعة ونظام الحكم الذاتي، من زاوية تنصيصه على احتفاظ المملكة المغربية باختصاصاتها السيادية واختصاصات جلالة الملك بصفته أمير الؤمنين، والبعد الديموقراطي الذي يتوافق مع المعايير الدولية الرائدة في مجال الحكم الذاتي والجهوية المتقدمة.
ودعوا إلى تأصيل نظام البيعة في المغرب من شماله إلى صحرائه، وجمع وترتيب وثائق البيعات التي عقدت في التاريخ المغربي، والحث على الأخذ بمبدأ السمع والطاعة لله وللرسول وأولي الأمر.
وأكدوا على ضرورة إدماج مادة إمارة المؤمنين والبيعة الشرعية في البرامج الدراسية بالتعليم العتيق، والإعدادي، والثانوي، وإنشاء وحدات للماستر والدكتوراه في تخصص الحكم الإسلامي، ومنها البيعة الشرعية وإمارة المؤمنين من أجل تعميق البحث في هذا الموضوع.
وحثوا على نشر أعمال هذه الندوة وتوزيعها على أوسع نطاق ليستفيد منها الباحثون والدارسون في هذا المجال، وإحداث لجنة متابعة تسهر على تطبيق هذه التوصيات.
وتميزت هذه التظاهرة العلمية، التي تم تنظيمها بمبادرة من مجموعة البحث في التراث المالكي بالغرب الإسلامي التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، بتقديم مجموعة من المداخلات أحاط من خلالها الأساتذة والعلماء والباحثون بكل جوانب البيعة، لغة واصطلاحا وحكما وتاريخا.
كما تدارس المشاركون في هذه الندوة، التي عرفت مشاركة مجموعة من العلماء والمؤرخين والمهتمين وأدباء وشعراء ورجال قانون من السعودية والكويت وسورية وإسبانيا وألمانيا وكوت ديفوار وموريتانيا والسودان، عقد البيعة خلال مراحله التاريخية بالمملكة، وما وفرته إمارة المؤمنين من وحدة الصف وصيانة العقيدة والمذهب والحفاظ على أمن البلاد.
وتطرق المحاضرون في هذا اللقاء العلمي، الذي سلط الضوء على أربعة محاور أساسية همت "نظام البيعة وإمارة المؤمنين في الشرع والقانون" و"الجذور التاريخية لنظام البيعة بالمملكة المغربية" و"خصوصيات عقد البيعة المغربية .. قراءة في نماذج وثائقية لبيعات جهات متعددة بالغرب الإسلامي" و"نظام البيعة والحكم الذاتي"، إلى بيعات أهل الصحراء عبر تاريخ المغرب وما شكلته من ثروة وثائقية وتاريخية تبرز بوضوح مدى تشبث المغاربة بملوكهم وسلاطينهم.
وسجل المحاضرون في هذه الندوة، المنظمة بتعاون مع وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة، وولاية ومجلس جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء والمجلسين العلمي والبلدي لمدينة العيون، العلاقة المتينة بين البيعة والحكم الذاتي الذي اقترحه جلالة الملك محمد السادس لوضع حد نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة المنظمة بتعاون مع وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالأقاليم الجنوبية للمملكة وولاية ومجلس جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء والمجلسين العلمي والبلدي لمدينة العيون بتكريم عدة فعاليات.ويشار إلى أنه وقبل انعقاد الجلسة الافتتاحية قام المشاركين في الندوة وفي مقدمتهم والي جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء عامل إقليم العيون السيد خليل الدخيل وعدد من المنتخبين والعلماء ورؤساء المصالح الخارجية بزيارة معرض الكتاب الموازي للندوة للاطلاع على عنوانين منشورات وزارة الأوقاف، والخزانة الملكية، ومنشورات الرابطة المحمدية للعلماء.