مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةأعلام

ابراهيم الأمغاري وطريقته الصوفية:

للأمغاريين مكانة بارز في التصوف المغربي: فسند أبي عبد الله (الكبير) محمد بن أبي جعفر الصنهاجي هو امتداد لسند أبي شعيب أيوب بن سعيد الصنهاجي، يرتفع إلى الجنيد، ويمتد إلى الشاذلي بواسطة أبي يعزى فأبي مدين فعبد الرحمان المدني الزيات وابن مشيش[1]

فهم يربطون بين الجنيد والشاذلي في حين أن أبا عبد الله محمد أمغار الصغير هو شيخ الجزولي مجدد الطريقة الشاذلية، ومؤسس الطريقة الجزولية ويتصل ابراهيم بن أحمد الأمغاري بالجزولي بسندين:

1- ابراهيم بن أحمد الأمغاري

عن جده عبد بن حسين

عن عبد الله الغزواني

عن عبد العزيز التباع

عن الجزولي

2-ابراهيم بن أحمد الأمغاري

عن أحمد بن موسى السملالي

عن عبد العزيز التباع

عن الجزولي

ولم تذكر له المصادر أورادا يداوم على قرائتها أو يأمر مريديه بترديدها، ولعل ما يربطه بالطريقة الجزولية هو قراءة مريديه لدلائل الخيرات ليلة الجمعة، واجتماعهم للسماع بين الفينة والأخرى، ويضيف الأفراني قائلا (وربما تواجدوا ودخل معهم).

أحواله:

 ومن غريب ما يساق في ترجمته ما يروي من تركه حلق الشعر والزينة إذا دخل شهر محرم، فإذا ليم على ذلك قال: (ما فعلنا هذا الا امتعاضا لقتل الحسين)[2] فهل كانت لديه ميول شيعية حقيقية، أم انها وسيلة للفت الانتباه إلى أصوله العلوية الحسنية؟

كما تنسب له كرامات في حياته[3] واعتبره ابن المؤقت المراكشي من المتصرفين في قبورهم كحالهم في حياتهم [4] وذلك شأن الأولياء –حسب كتاب التراجم- وقد قال الافراني عن أحواله (كان آية من آيات الله في الواردات الالهية والأحوال الصادقة، مع حسن سمت ومتابعة للسنة في أقواله وأفعاله)[5].

وقال الحضيكي: (….وكان له قدم صدق ومقام كريم في اتباع السنة وأحيائها، واخماد البدعة وامحائها)[6].

من أقواله المأثورة: (لا يأتيها إلا من أمنه الله، إن مقامنا هذا مقام ابراهيم الخليل، ومن دخله كان آمنا) (دارنا دار سر لا دار علم).

ينطق هذا على زاوية “كيك” بصدق فقد كانت مقصد كل خائف وحائر يجد فيها الانصاف والطعام والتربية الروحية ولم تشتهر مدرسة للعلم بقدر ما اشتهرت محلا لقضاء الحاجات[7].

واستمرت في النهوض بهذا الدور حتى بعد وفاة ابراهيم الأمغاري على يد ابنه محمد الوافي وحفدته بعده، تدعمهم ظهائر التوقير والاحترام والانعام التي كانوا يتلقونها من سلاطين الدولة العلوية[8] الا أنها قد تخلت في العقود الأخيرة عن هذه الأدوارالتربوية الروحية لتصبح مجرد مركز اصطياف جيلي ليس إلا.

هوامــش:

[1] انظر ما كتبه عن الأمغاريين د. محمد مفتاح عن أطروحته، التيار الصوفي والمجتمع في المغرب والأندلس خلال القرن 8 هـ/ مرقونة بخزانة كلية الأداب بالرباط 1981 ص 168-172.

[2] انظر في أخذ أحمد بن موسى عن التباع: مناقب الحضيكي، 1/ 10 وفي أخذ ابراهيم عن الصفوة 151.

[3] الصفوة، 151.

[4] الصفوة، 150. المناقب 127.

[5] قال الافراني (كانت تعتريه أحوال يغيب فيها عن حسه ويتكلم بالمغيبات).

[6] تحدث عن بعض ما شاهده من كرامات بنفسه، السعادة الأبدية، 2/ 102-112.

[7] الصفوة، 149.

[8] مناقب الحضيكي.

Science

د. طارق العلمي

  • أستاذ باحث في الرابطة المحمدية للعلماء، متخصص في المجال الصوفي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق