- الحلقة الأخيرة -

                                                             الدكتور مصطفى مختار    

                                                              باحث في مركز علم وعمران 

بتوجيه من: الدكتور جمال بامي

                                                                مدير المركز المذكور      

      ارتبط علم الفرائض المغربي، بعلم المواقيت [216] الذي مثل وجها من وجوه تحوُّل علم الحساب من علم رحب نظري وعملي إلى علم تطبيقي ضيق [217].

      وفي سياق ذلك، درس سيدي أحمد بن محمد ابن عجيبة، دفين قرية الزميج [218]، علم الفرائض، بتطوان، على الفقيهين أحمد الرشتي، وعبد الكريم ابن قرّيش، وبفاس، على الفرَضي سيدي محمد بنِّيس [219]. ولعله عمل به [220].

      وكان سيدي تاج الدين ابن عجيبة حافظا لكتاب في الفرائض [221] ساعده على التأليف في علم الوثائق [222]. وألف سيدي أحمد أبو العيش الأنجري، دفين مقبرة مرشان، بطنجة [223]، كتابا في علم الفرائض [224]، مستثمرا ما تلقاه منه، بفاس، عن الشيخ مَحمد كنُّون [225]، إلى جانب تعلّمه، بمدشر بُولْعَيْشِيشْ، وبعض القرى، وفاس [226]. ولعله عمل به [227]، مزاوجا بينه وبين علم السلوك [228].

      وأخذ سيدي عبد السلام ابن عجيبة الفرائض عن عبد السلام الصروخ، بمدشر لْهْرَا، ببني كرفط [229]. ودرّسها، بمدشر الزميج، لسيدي محمد العثماني [230]، وسيدي محمد الحساني [231].  ولعل العدل عبد السلام بنعليلو أخذها عنه [232].

      وتلقى سيدي محمد السعيدي علم الفرائض بأنجرة [233]. ودرّسه سيدي محمد بن السعيد ابن عجيبة، دفين قرية المخفي بملوسة، ببادية أنجرة [234]، بهذه القرية [235]، مثل ما لقّنه سيدي العلمي التايدي، بقرية تافزة، بهذه البادية [236].

      وألقى سيدي أحمد بوزيد علم الفرائض، بمسجد عين حمرا، بملوسة الأنجرية [237]. ولعله أخذه عن سيدي أحمد أبي العيش الأنجري صاحب الفرائض [238] أو عن العلامة الرنبوق صاحب تأليف في علم الوثائق [239]. وعنه هو أخذه سيدي محمد اللغميش الأنجري [240]، وسيدي محمد البقالي [241].

      ولعل سيدي محمد بن أحمد الشاعر، دفين مدشر أكنوان، بأنجرة [242]، أخذ علم المواريث عن العدل سيدي محمد الرّغيوي الرمّاني، بقرية المخفي [243]، بملوسة. ولعله عمل به خلال عمله [244] بعد أن تعلّم، بمدشر أكنوان، وقرى المخفي، والزميج، والملالح، وبلاد بني حسان، ومدشر لهرا، ببني كرفط [245].

      ودرَس سيدي أحمد السعيدي، دفين قرية أكنوان، بأنجرة [246]، بعض العلوم منها الفرائض والمواريث [247]، في بعض مساجد قبيلته، وبالزاوية التجانية بطنجة [248]، بعد تعلّمه، بمدشر أكنوان، وغيره من مداشر أنجرة، وفاس [249].

      وتلقى سيدي محمد الصديق الشامي علم الفرائض والمواريث، بقرية أكنوان الأنجرية، عن الفقيه أحمد السعيدي الأنجري [250]، وبقرية المخفي بملوسة، عن العلامة محمد بن السعيد ابن عجيبة، دفينها [251]. ولعل المترجم استثمر هذا العلم خلال عمله [252]. ولعل لذلك صلة ما بصحبته للعدل محمد اغزيل [253].

      واستظهر سيدي الحاج محمد البقاش الفرائض على الفقيه المهدي الرباطي، بمدشر لشهبة، بأنجرة [254]. ولعل عنه أخذها العدلان محمد الرغيوي، ومحمد قروق [255]. وتلقاها سيدي علي الشعيري الأنجري عن الفقيه محمد الكرفطي، ببني كرفط [256]. ودرَس سيدي محمد السراج الفرائضَ والوثائق، بغمارة وأنجرة [257]، خاصة على الفقيه عبد السلام ابن عجيبة، بمدشر حسانة [258]. وأخذ سيدي محمد اللغميش الفرائض عن سيدي أحمد بوزيد، بمدشر عين حمرا [259]. وتلقاها سيدي محمد العثماني [260] عن مُدرسين، بقرية الزميج، وفاس، وتطوان [261]. ودرسها سيدي محمد الحساني عن سيدي عبد السلام ابن عجيبة، بمدشر الزميج. حيث حفظ مختصر خليل الذي تقاضى عنه راتبا، بفاس [262].

      ودرّس سيدي محمد بن عبد السلام ابن عجيبة علم الفرائض، بمسجد حسانة، وبقرية فرديوة، ببادية أنجرة [263]. وأخذه الفرَضي سيدي المختار الحساني عن سيدي أحمد بوزيد، بمدشر عين حمرا، بأنجرة [264]. ودأب سيدي عبد المجيد بن الحسن ازميزم على تدريسه، بمدشر فدان شابو، ضواحي طنجة [265].

      ودرَس سيدي أحمد بن عبد السلام الرباحي، دفين مقبرة تطوان [266]، علم الفرائض والمواريث، ببوادي الشمال [267]. ولعله عمل به [268] ضمن تعلّمه، بوادي أكلا من الحوز، وبني عتاب، بأنجرة، ووادراس، وطنجة، وتطوان [269].

      وتلقى سيدي محمد البقالي الأنجري علم الفرائض عن سيدي أحمد بوزيد بمدشر عين حمرا [270]. وأخذ سيدي محمد  بن عبد السلام السعيدي علم المواريث من مختصر خليل بشرح الخرشي، بمدشر الجردة، بأنجرة [271]، والعلم نفسه عن الفقيه عبد المجيد ازميزم، بمدشر شابو، ضواحي طنجة [272]، والفرائض عن الشيخ عبد الله بن عبد الصادق، بها [273]. ودرّس العلمين معا [274].

      ودرّس سيدي أحمد بن محمد الزكّاف الأنجري علم المواريث، بالفنيدق، بعد أن تعلّم، بقرية عين حمراء، وبعض قرى أنجرة، فحاضرة طنجة وضواحيها [275].

      ويبدو، بشكل طريف، أن الرياضيات المغربية خلال تطبيقاتها المحدودة أصبحت تُستثمر في علم الأوفاق [276] والجداول. حيث أتقن العلمَ الأخير سيدي محمد بن أحمد الوليدي الأنجري [277]، وسيدي محمد بنعليلو [278]. وأخذه سيدي أحمد اللغميش الأنجري، دفين مدشر دار الغريب، بأنجرة [279]، عن العلامة ابن يرمق السماتي [280]. وأخذه سيدي محمد اللغميش عن سيدي أحمد بوزيد [281].

      وفي صلة بالعلوم التطبيقية التراثية اشتغل بالفلاحة والد القاضي سيدي مَحمد سماحة: الحاج المختار بن احساين السماحة، القاطن بمدشر الكوف من حوز أنجرة [282]. وكان الفقيه أحمد الشعيري، قاطن مدشر الفَحَّامِين من فرقة الغابويين، بأنجرة، مطلعا على علم الفلاحة التطبيقية، وعلم البيطرة التقليدية [283]. ويبدو أن سيدي أحمد أبا العيش مارس علم الفلاحة التطبيقية، بقصر المجاز، وقرية فرسيوة [284].  ولعل سيدي محمدا العتّابي الأنجاري كان مهتما بعلم الفلاحة التطبيقية [285]. وكان معظم بيت بنيابة الأنجري مطلعا على علم الفلاحة التقليدي [286].

والله الموفق للصواب والمعين عليه.

الإحالات:

[216] تراجم أعلام أنجرة، السلسلة الثانية، ص103، 105.

[217] تاريخ الرياضيات في المغرب الوسيط، مجلة الدهاق، ع 2، ص139، 140- 141، 148، 151، 152، 154، 156؛ ومادة أسرير، معلمة المغرب، ج2، 410.

[218] عام 1224 هـ: مادة ابن عجيبة، أحمد، معلمة المغرب، ج18، ص5991.

[219] نفسها، ص5990.

[220] نفسها.

[221] عمدة الراوين، ج5، ص248.

[222] تراجم أعلام أنجرة، السلسلة الثانية، ص17.

[223] عام 1349 هـ: تراجم أعلام أنجرة، ص13.

[224] نفسه، ص12، 62.

[225] نفسه، ص8- 9.

[226] نفسه، ص7- 9.

[227] نفسه، ص9- 12.

[228] نفسه، ص9- 10، 58، 62.

[229] تراجم أعلام أنجرة، ص17.

[230] نفسه، ص110، 111؛ وإسعاف الإخوان الراغبين، ص154.

[231] تراجم أعلام أنجرة، السلسلة الثانية، ص81.

[232] تراجم أعلام أنجرة، ص19؛ وسلسلته الثانية، ص65، 66.

[233] تراجم أعلام أنجرة، ص44.

[234] عام 1364 هـ: نفسه، ص151.

[235] نفسه.

[236] نفسه، ص50، 52؛ وسلسلته الثانية، ص35.

[237] تراجم أعلام أنجرة، ص57، 142- 143؛ وسلسلته الثانية، ص67.

[238] تراجم أعلام أنجرة، ص58، 62.

[239] نفسه، ص58- 59.

[240] تراجم أعلام أنجرة، السلسلة الثانية، ص67.

[241] تراجم أعلام أنجرة، ص142- 143.

[242] عام 1395 هـ: تراجم أعلام أنجرة، السلسلة الثانية، ص45، 46.

[243] نفسه، ص45.

[244] نفسه، ص46.

[245] نفسه، ص45- 46.

[246] عام 1396 هـ: تراجم أعلام أنجرة، ص77، 81؛ وسلسلته الثانية، ص46.

[247] تراجم أعلام أنجرة، السلسلة الثانية، ص103، 105.

[248] تراجم أعلام أنجرة، ص78، 150.

[249] نفسه، ص77- 78.

[250] نفسه، ص150.

[251] نفسه، ص151.

[252] نفسه،  ص152.

[253] نفسه، ص151.

[254] نفسه، ص91.

[255] نفسه، ص93.

[256] نفسه، ص97.

[257] نفسه، ص102؛ وسلسلته الثانية، ص52؛ وخلاصة تاريخ سبتة بالأثر والمأثور، ص14، 15؛ وتاريخ مدينة المضيق، ص146- 147.

[258] خلاصة تاريخ سبتة، ص14، 15؛ وتاريخ مدينة المضيق، ص146- 147.

[259] تراجم أعلام أنجرة، السلسلة الثانية، ص67.

[260] نفسه، ص70؛ وتاريخ مدينة المضيق، ص135.

[261] إسعاف الإخوان الراغبين، ص154، 155؛ وتراجم أعلام أنجرة، ص110، 111، 112، 113؛ والفقيه التجكاني السيد محمد بن عبد الصمد، ص57، 62.

[262] تراجم أعلام أنجرة، السلسلة الثانية، ص81.

[263] تراجم أعلام أنجرة، ص119، 120.

[264] تراجم أعلام أنجرة، السلسلة الثانية، ص95.

[265] تراجم أعلام أنجرة، ص128؛ وسلسلته الثانية، ص103.

[266] عام 1421 هـ: الأخير، ص90؛ ومن أعلام شمال المغرب، ج1، ص265.

[267] نفسه، ص88.

[268] نفسه، ص89- 90؛ ومن أعلام شمال المغرب، ج1، ص264- 265.

[269] الأخير، ص263- 264؛ وتراجم أعلام أنجرة، السلسلة الثانية، ص87- 88.

[270] تراجم أعلام أنجرة، ص142- 143.

[271] تراجم أعلام أنجرة، السلسة الثانية، ص103.

[272] نفسه.

[273] نفسه، ص104.

[274] نفسه، ص105.

[275] نفسه، ص107- 108.

[276] تاريخ الرياضيات في المغرب، في: مجلة الدهاق، العدد 2، ص151.

[277] تراجم أعلام أنجرة، السلسلة الثانية، ص9.

[278] نفسه، ص65.

[279] عام 1375 هـ: نفسه، ص31.

[280] نفسه، ص29.

[281] نفسه، ص67.

[282] تراجم أعلام أنجرة، ص31.

[283] نفسه، ص96.

[284] نفسه، ص9، 58، 62.

[285] تراجم أعلام أنجرة، السلسلة الثانية، ص41- 43.

[286] نفسه، ص97.