مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعينقراءة في كتاب

إحياء الميت بفضائل أهل البيت عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911هـ)

إن شرف الانتساب إلى أصل الدوحة النبوية الكريمة الطاهرة، دوحة سيد الخلق وأشرف الأنبياء والمرسلين، وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم، لا يوازيه أي شرف أوسؤدد، وصاحبه نال الشرف الأعلى، وتبوأ المرتبة السنية، وأدرك المنزلة العالية الرفيعة، فهو بهذا النسب الكريم قد انتسب إلى أشرف بيت عرفته الأرض في تاريخها كله، وهوالبيت الذي سيبقى منارة الهدى والنور، ومنبع الفضائل والمكارم لكافة المسلمين حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

وتقديراً لمكانة أهل البيت الطيبين، وتنويها بجليل شرفهم ورفعة منزلتهم، فإن جمهور المسلمين سلفا وخلفا احتفوا أيما احتفاء بالذرية النبوية، وأحبّوهم ووقّروهم، وأنالوهم مقاما عاليا في نفوسهم، وجعلوهم في درجة سامية وسط بيئتهم الاجتماعية.

واستلهاما من النصوص الشرعية المختلفة، واقتباسا من الآثار المروية عن النبي عليه الصلاة والسلام، التي تجلي واجبات وحقوق أهل البيت الكرام على كافة المنتسبين إلى دعوة الإسلام، المسترشدين بالهدي النبوي، سطر العلماء بعض حقوق آل البيت الطيبين والتعريف بمقوماتها، وحثوا الناس على الوفاء بها والالتزام بحدودها ، ومن أهمها:

  • حق الموالاة والمحبة.
  • حق الذب عنهم ونصرتهم.
  • حق تبرئة ساحتهم مما يسيئ إلى شرفهم.
  • استحباب الصلاة عليهم في التشهد، وعند الصلاة على النبي.

إنَّ حبَّ أهل البيت يُشكِّلُ جزءًا أساسيًا من عقيدة المسلم، فحبهم هدى ونور وبغضهم دال على انحراف وزيغ في المعتقد، فمن أحبهم فبحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أبغضهم فببغض رسول الله عليه الصلاة والسلام.

وقد كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على الالتزام بالأمر الإلهي الداعي إلى مودة قرابة النبي عليه الصلاة والسلام، ومحبتهم إكراما للنبي صلى الله عليه وسلم. كما كانوا يحفظون لآل البيت قدرهم ويحبونهم أيما محبة، ويرغبون في الاتصال بهم بالمصاهرة، ويسعون في قضاء حاجاتهم. وفي المقابل كان آل البيت الكرام رضوان الله عليهم يعرفون منزلة إخوانهم من الصحابة الكرام، ويقدرون صاحب الفضل منهم ويثنون الثناء الحسن عليه.

لقد وردت آيات جليلة واضحة المعنى في شأن أهل البيت وعلو مكانتهم، ورفعة درجاتهم، وتطهيرهم و ذهاب الرجس عنهم، منها:

  • آية التطهير: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)[1]
  • آية المباهلة: (فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)[2]. وتشير هذه الآية الكريمة، كما يقول أهل العلم بالتفسير، إلى فضل آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا النبي صلى الله عليه وسلم، دعا علياً وفاطمة والحسن والحسين، وغطاهم ذات مرة بكساء وقال: (اللهم هؤلاء بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا).

وقد أفرد العلماء قديما وحديثا كتبا ورسائل وأجزاء كثيرة للتذكير بمناقب أهل البيت الطاهرين، كما لا يخلو كتاب من كتبهم، على اختلاف علومهم من تخصيص أبواب لذكر فضائلهم وتعداد خصائصهم وبيان حقوقهم وواجباتهم. فدونك كتب الحديث، والفقه، والتفسير، والأصول، والعقائد وغيرها تجدها زاخرة بذكر مناقبهم وفضائلهم، وما ذلك إلا عربون المحبة الصادقة والاحترام التام والتقدير الشامل الذي يحمله أعلام الأمة لآل بيت النبي الأطهار. ومن أهم الكتب التي أفردت أهل البيت بذكر فضائلهم والتنويه بمناقبهم أفرادا وجماعات وهي كثيرة جدا، وهذه بعضها:

  1. أنساب الأشراف. أحمد بن يحيى البَلَاذُري (ت 279هـ)
  2. الذرية الطاهرة النبوية. محمد بن أحمد الدولابي الرازي (ت310هـ)
  3. فضائل أهل البيت. عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي(ت 327 هـ)[3].
  4. فضائل أهل البيت. عبد الله بن إسحاق ابن التبان (ت371هـ)[4].
  5. ثناء الصحابة على القرابة وثناء القرابة على الصحابة ( نشر باسم: فضائل الصحابة ومناقبهم وقول بعضهم في بعض). علي بن عمر الدارقطني (ت 385هـ).
  6. رياض الأفهام في فضائل أهل البيت. يوسف بن قزأوغلي سبط بن الجوزي (ت 645هـ)[5].
  7. زبدة المقال في فضائل الآل والأصحاب. محمّد بن طلحة النصيبي الشافعي (ت 652هـ).
  8. ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى. المحب الطبري (ت 694هـ).
  9. فضل أهل البيت وحقوقهم. أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية (ت728هـ).
  10. استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول وذوي الشرف. محمد بن عبدالرحمان السخاوي (ت 902هـ).
  11. العذب الزلال في مناقب الآل. عمر بن أحمد الشماع الحلبي (ت936هـ).
  12. الصفوة بمناقب آل النبوة. عبدالرؤوف المناوي (ت 1031هـ)
  13. الإتحاف بحب الأشراف. عبدالله بن محمد الشبراوي (ت1171هـ).
  14. إتحاف أهل الإسلام بما يتعلق بالمصطفى وأهل بيته الكرام. محمد بن علي الصبان (ت 1205هـ).
  15. أنوار السّنيّة بفضائل ذرية خير البرية. أحمد زيني دحلان الشافعي (ت 1304هـ).
  16. الأربعون الكتانية في آل البيت. محمد بن جعفر الكتاني (ت1345هـ).
  17. الشرف المؤبد لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم. يوسف بن إسماعيل النبهاني (ت 1350هـ).

ومن جليل الرسائل في هذا الموضوع جزء حديثي بادر إلى جمعه العلامة المحدث عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت911هـ)، سماه: (إحياء الميت بفضائل أهل البيت)، وهو جزء صغير الحجم لكنه ضم أحاديث كثيرة وأثارا كلها تجلي فضائل العثرة النبوية، وسمو منزلتهم عند النبي عليه الصلاة والسلام التي أوصى بمحبتهم وإجلال قدرهم.

لم يعقد المؤلف مقدمة مطولة أو مختصرة على عادة المؤلفين يشرح فيها دواعي اشتغاله بوضع هذه الرسالة، ولم يذكر المنهج الذي ارتضاه في انتخاب أحاديث رسالته، بل مهد لأحاديثه بجملة جد مقتضبة جاء فيها:

(الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى، هذه ستون حديثا، سميتها: (إحياء الميت بفضائل أهل البيت) ).

وبعد النظر في محتويات هذه الرسالة المفيدة نجدها تتألف من 56 حديثا، وأربعة آثار مروية عن بعض الصحابة في تفسير بعض الآيات التي تدل فضل آل البيت الكرام الطيبين، واكتفى السيوطي بإيراد متن الحديث دون سنده، وعزا كل حديث إلى مخرجه.

ويظهر جليا أن السيوطي أمعن النظر في كتب الحديث العديدة، وجال في أبوابها وفصولها من أجل انتخاب جليل فضائل أهل البيت، والتأكيد على محبتهم والتحذير من إذايتهم. وعزا المؤلف كل أثر أو حديث إلى المصادر التي أخرجته. ومما يلاحظ في هذا الكتاب أن السيوطي وهو العالم المحدث لم يعمل نظره النقدي في بيان درجة الحديث صحة وضعفا، كما أنه لم يتعقَّب الروايات بالتوضيح أو التعليق عليها. كما أنه لم يوضح سبب تكرار بعض الأحاديث وهي ذات متن واحد، لكن راويها مختلف.

ولو أردنا بيان مضمون مجموع أحاديث هذا الكتاب لوجدناها لا تخرج عن الموضوعات التالية:

  • بيان المناقب العامة لأهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام.
  • الوصية بأهل بيته صلى الله عليه وسلم.
  • فضل محبة أهل البيت الكرام الطيبين.
  • دعوة إلى تنشئة الصغار على حب أهل البيت.
  • دعوة إلى التمسك بمحبة أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام.
  • معاملة أهل البيت بالحسنى، واستحباب اصطناع المعروف معهم.
  • حسن إكرام أهل البيت، والسعي إلى قضاء حوائجهم.
  • التحذير من إذاية أهل البيت.

لقد تعددت موارد العلامة السيوطي ومصادره التي نقل عنها في كتابه: (إحياء الميْت بفضائل أهل البيت)، وهي في مجملها كتب التفسير والسنة المطهرة، لكن السيوطي في عمله هذا لم يلتفت إلى التخريج لبيان درجة الأحاديث التي سطرها، فلو اعتنى بذلك لأبان عن درايته الكبيرة بأصول تخريج النصوص الحديثية، ولأفاد في معرفة الكثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي يُسْتَشْهَدُ بها في مناقب وفضائل أهل البيت، وفيما يلي مجموع المصادر التي اعتمدها السيوطي في كتابه، وهي مرتبة ترتيبًا أبجدياً:

  1. الأفراد. شيرويه بن شهردار الديلمي (ت509هـ).
  2. الإكليل. عبدالله بن عدي (ت 365هـ).
  3. التاريخ الكبير. محمد بن إسماعيل البخاري. (ت 256هـ).
  4. تاريخ بغداد. أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت 463هـ)
  5. تاريخ دمشق. علي بن الحسن ابن عساكر (ت 571هـ).
  6. تفسير القرآن. إبراهيم بن المنذر النيسابوري (ت 319هـ).
  7. تفسير القرآن. أحمد بن موسى ابن مَرْدُويَهْ (ت 410هـ).
  8. تفسير القرآن. عبدالرحمن بن محمد ابن أبي حاتم الرازي (ت 327هـ)
  9. تفسير القرآن. محمد بن جرير الطبري (ت 310هـ).
  10. الجامع المسند الصحيح المختصر. محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ).
  11. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء. أبو نُعَيْم أحمد بن عبدالله الأصبهاني (ت 430هـ).
  12. الدرة الثمينة في تاريخ المدينة. محمد بن محمود ابن النجار البغدادي (ت 643هـ).
  13. السنن. سعيد بن منصور الخُرَاساني(ت 227هـ).
  14. السنن. محمد بن عيسى الترمذي (ت 279هـ).
  15. شعب الإيمان. أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458هـ).
  16. فضائل الصحابة. أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (ت241هـ).
  17. المتفق والمفترق. أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت 392هـ).
  18. المستدرك على الصحيحين. محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري(ت405هـ).
  19. المسند الصحيح المختصر من السنن. مسلم بن الحجاج القشيري (ت 261هـ).
  20. المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع. محمد بن حبان البستي (ت354هـ).
  21. مسند الفردوس. شيرويه بن شهردار الديلمي (ت509هـ).
  22. المسند. مسدد بن مسرهد (ت 228هـ).
  23. المسند. أحمد بن علي أبو يعلى الموصلي (ت 307هـ).
  24. المسند. أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (ت 241هـ)
  25. المسند. عبد الله بن محمد ابن أبي شيبة (ت 235هـ)
  26. المسند. عبد بن حميد (ت 249).
  27. المعجم الأوسط. سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360هـ)
  28. المعجم الكبير. سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360هـ)
  29. نوادر الأصول. محمد بن علي الحكيم الترمذي (توفي حوالي 320هـ).

ورغم قيمة هذا الجزء الحديثي وجلالة قدر مؤلفه، فإن الكتاب شُحِنَ بمجموعة من الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي سبق أن نبّه عليها العلماء في كتب الموضوعات، وما اشتهر على الألسنة ولم يصح منها شيء، مع أن فضائل أهل البيت ومناقب أفرادهم وردت بها الأحاديث الصحيحة الصريحة الكثيرة في شأنهم، وهي منثورة في مدونات السنة النبوية، ومن تلك الأحاديث التي شانت رسالة السيوطي:

  1. «النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي». حديث ضعيف[6].
  2. «وعدني ربي في أهل بيتي، من أقرّ منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ، أنه لا يعذبهم». حديث منكر[7] .
  3. «أَثْبَتُكُمْ على الصراط أشدُّكم حبا لأهل بيتي ولأصحابي». حديث موضوع[8].
  4. « أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المُكرم لذريتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم أمورَهم عندما اضطروا، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه». حديث موضوع[9].
  5. «من صنع صنيعةً إلى أحدٍ من خَلَفِ عبدالمطلب في الدنيا، فعليَّ مُكافأتهُ إذا لقيني» حديث موضوع[10].
  6. « لا تزول قدما عبد حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله فيما أنفقه ومن أين اكتسبه، وعن محبتنا أهل البيت» . ضعيف جدا[11].

لقد اعتنى العلماء بهذه الرسالة اللطيفة في موضوعها، وتنوعت جهود أعيان العلماء في خدمة هذا الأثر العلمي، فانكبّ كثير من النساخ على نسخه، وما زالت أعمالهم محفوظة في المكتبات العامة والخاصة، وأقبل بعضهم على تدريسه في الحلقات العلمية، واهتدى أحدهم إلى اختصاره، ولم يتخلف العلماء كذلك عن تشقيق كلمات النصوص النبوية الواردة في (إحياء الميت بفضائل أهل البيت)، و بيان مضمونها:

ومن الأسماء التي اعتنت بنسخ رسالة السيوطي في المغرب الأقصى:

  • عبدالرحمن بن محمد الأمين بن أحمد بن إبراهيم الفلاني، نسخها في ذو القعدة عام 1075هـ. توجد نسختها في المكتبة الوطنية. الرباط. رقم: 1032ك.
  • عبدالسلام بن عبد المالك الوزاني. توجد نسخته في المكتبة الوطنية. الرباط. رقم: 1755د.

ومن أشهر العلماء الذين باشروا تدريس هذه الرسالة في الحلقات العلمية وأفادوا بها طلبتهم خلال القرن الثاني عشر الهجري بالمغرب الأقصى:

  • العلامة أبو القاسم أحمد بن العربي بن سليمان الأندلسي الفاسي (ت1141هـ)، كان يدرس في مسجد الزليج بمدينة فاس، حيث كان يؤم به، ومن أشهر الآخذين عنه وتلقوا عنه رسالة السيوطي دراية، ورواية إلى مؤلفها، العلامة أبو العلاء إدريس بن محمد العراقي الفاسي (ت 1184هـ)[12].

وأما أشهر اختصار لهذه الرسالة قام به العلامة يوسف بن إسماعيل البيروتي (ت 1350هـ)، سماه: (أربعون حديثا في فضل أهل البيت)[13]، وجل جهده اقتصر على حذف الأحاديث المكررة، وأبقى الكتاب على ترتيبه، وأضاف إليه خاتمة أدرج فيها عدة أحاديث في فضائل أزواج النبي عليه الصلاة والسلام، أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن أجمعين.

وأما عناية المغاربة بشرح هذا الجزء الحديثي فتجلت من خلال عملين اثنين هما:

  • شرح إحياء الميت في فضائل أهل البيت: للحافظ أبي العلاء إدريس بن محمد العراقي (ت 1184هـ)، ولما فرغ من تأليفه كتب له شيخه أبو القاسم أحمد بن العربي ابن سليمان (ت1141هـ) على شرحه، كما قرظ كتابه هذا مشايخه الأعلام الآخرون أمثال: محمد بن عبدالرحمن ابن زكري الفاسي (ت 1144هـ)، وأحمد بن مبارك السجلماسي اللمطي (ت 1156هـ). وهذا الشرح كان يحتفظ به في خزانته العامرة العلامة محمد عبدالحي الكتاني (ت 1382هـ)[14].
  • شرح إحياء الميت في فضائل أهل البيت: لمحمد الطالب بن حمدون بن الحاج السلمي المرداسي الفاسي (ت 1273هـ)[15].

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الرسالة المفيدة في موضوعها وجدت طريقها إلى النشر قديما في لاهور(الهند) سنة 1308هـ/1891م، وفي القاهرة (مصر) سنة 1316هـ/ 1898م.

وطبعت هذه الرسالة بالمغرب قديما على الحجر بفاس سنة 1316هـ/1898م، ومعها: راح الشفا والصفا لمن ملأ الله قلبه بحب آل المصطفى، وأبيات فيمن انتسب بآل البيت كذبا، وأبيات في من سب آل البيت.

وقد أعيد نشر هذه الرسالة في العقود الأخيرة بتحقيق السيد عباس أحمد صقر الحسيني، اعتمد في إخراجها على خمس نسخ خطية، وطبعتها دار المدينة المنورة. سنة 1420هـ/ 1999م. وبلغ مجموع صفحاتها 48 صفحة.

وخلاصة القول إن رسالة (إحياء الميت بفضائل أهل البيت) لعبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت911هـ)، على صغر حجمها، حافلة بالأحاديث النبوية الدالة على رفعة مناقب أهل البيت، وعلو مقامهم، واشتملت كذلك على وصايا نبوية التي تحث على محبة العثرة الشريفة وتوقير أفرادهم، وإجلال قدرهم، وحسن إكرامهم، والسعي إلى قضاء حوائجهم.

ويجدر بالتذكير أن هذه الرسالة بحاجة أكيدة إلى من يعيد دراستها وتحقيق نصها وتخريج أحاديثها وتمحيص مروياتها، وما ذاك الجهد بعزيز على همة الباحثين الجادين والمولعين بتحقيق النصوص الحديثية، وهذا العمل ستكون له فائدة كبيرة، يتحقق من خلالها صون السنة من الآثار الموضوعة والضعيفة المبثوثة في الكتب المؤلفة في أهل البيت الأطهار رضوان الله عليهم أجمعين.

———————————————————————————-

[1]  سورة الأحزاب. آية 33

[2]  سورة آل عمران. آية. 61.

[3]  معجم البلدان. ياقوت الحموي (3/121).

[4]  ترتيب المدارك. القاضي عياض. 6/253.

[5]  سير أعلام النبلاء. الذهبي. 19/ 328.

[6] . تذكرة الحفاظ. محمد بن طاهر القيسراني. 433.

[7] .  سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة. الألباني. 4/443.

[8]  المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي. أحمد بن الصديق. 1/183.

[9]  الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة. الشوكاني. 397.

[10]  العلل المتناهية في الأحاديث الواهية. ابن الجوزي. 1/286.

[11]  مجمع الزوائد. الهيثمي. 10/626.

[12]  فهرس الفهارس. عبدالحي الكتاني.2/1025 ـ فهرسة الحافظ أبي العلاء إدريس العراقي الفاسي . العراقي. 45.

[13]  نشر ضمن كتاب الأربعين أربعين من أحاديث سيد المرسلين. يوسف النبهاني. 214.

[14]  فهرس الفهارس. عبدالحي الكتاني. 2/818. وهذا الشرح احتفظ به عبدالرحمن بن إدريس العراقي في أول كناشته التي كانت كان يمتلكها الشيخ الكتاني. وقد أفادني مشكورا بهذه المعلومة الباحث المقتدر خالد السباعي الذي اطلع عليها في: (كتاب برنامج المكتبة الكتانية) للشيخ عبدالحي الكتاني.

[15]  فهرس الفهارس. عبدالحي الكتاني. 1/465.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق