الرابطة المحمدية للعلماء

أمير المؤمنين يؤدي صلاة الجمعة بالمسجد الوطني في أبوجا

أدى أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بالأمير مولاي اسماعيل ورئيس جمهورية نيجيريا الفدرالية السيد محمدو بوهاري، صلاة الجمعة بالمسجد الوطني في أبوجا.

واستهل الخطيب خطبتي الجمعة بـ”التذكير بأعظم نعم الله على العباد، ومنها نعمة إيجاد النبي ﷺ، حيث كانت الأرض قبل بعثته خليطا من الشرك والجهل، والناس فيها كوحوش الغاب المفترسة تتصارع على التوافه، فبعثه الله بالهدى ودين الحق بشيرا ونذيرا، فكان مبعثه رحمة للعالمين وجد الناس على شفا حفرة من النار، فأنقذهم منها”.

وأضاف: “للحبيب المصطفى ﷺ علينا حقوق وواجبات، بعد الإيمان والحب، أبرزها واجب الأدب معه ﷺ، مصداقا لقوله تعالى: إنا أرسلناك شهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا”، وزاد: “أوجب عز وجل تعزيره وتوقيره، وألزم إكرامه وتعظيمه ﷺ”.

خطيب الجمعة بالمسجد الوطني في أبوجا قال إن “الله نهى عن التقدم بين يدي النبي ﷺ بالقول وسوء الأدب بسبقه بالكلام، فقال عز وجل: يأيها الذين آمنو لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهرو له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون.. أي أن الأدب معه ﷺ أدب مع الله تعالى كما أن طاعته طاعة الله”.

وأردف الخطيب: “من حسن الحظ أن ينزل علينا في هذه الأيام المباركات أحد أغصان السلالة النبوية الطاهرة، أمير المؤمنين الملك محمد السادس أيده الله ونصره، وحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، وأبقاه ذخرا للإسلام والمسلمين”، ثم أشار إلى أن العلاقات المغربية النيجيرية بعيدة الغور لدرجة أن الهوية النيجيرية مخلوطة بالطينة المغربية، مذكر بأن “المغرب تربطه بهذه البلاد وشائج إيمانية، تتمثل في وحدة المرجعية الدينية والمناهج التعليمية: وحدة في العقيدة الأشعرية السنية ووحدة في المذهب الفقهي المالكي ووحدة في مناهج التزكية وفي القراءة القرآنية”، ووصل: “نعتز بكون ذلك كله انحدر الينا من المغرب الشقيق”.

ومن حيث العمران، يضيف الخطيب، لا يخفى على كل محتفل بالثقافة الافريقية أن فن المعمار الإسلامي الافريقي مدين لعبقري العمران المغربي أبي إسحاق إبراهيم الساحلي. ومن حيث المناهج التعليمية، يؤكد الخطيب، أنه باستثناء بعض المصادر المشرقية القليلة التي انحدرت عبر المغرب، مثل مختصر خليل وبعض شروحه، هناك قائمة على مد البصر بأسماء الكتب المغربية التي يتخرج عليها العلماء في مراكز التعليم بغرب افريقيا.

وسجل أنه يصعب تعداد الأعلام المغربية التي ساهمت في بناء ومد الحضارة والثقافة الإسلامية في هذه البلاد، مذكرا بأنه من جملة من وطئت أقدامهم أرض نيجيريا هناك الشيخ عبد الرحمن بن زيتا، وقبله الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي الذي ترك أثرا عميقا على المجدد الشيخ عثمان بن فودي وأخيه الشيخ عبد الله بن فودي وأمير المؤمنين السلطان محمد بلو، حيث اعتمدوا كثيرا على رسائله وفتاواه في سن أنظمة القضاء والوزارة والحسبة وغيرها.

كما اشار إلى أن هذه العلاقات الروحية والبشرية والثقافية لها عمقها التاريخي وأفقها البشري، لا يستطيع أحد أن ينكرها أو يمحوها أو يضع العراقيل في طريقها، مبرزا ان الكثيرين حاولوا ذلك فباؤوا خاسرين، لأن أجدادكم الشرفاء كانوا حراسا لهذه العلاقات الحميمة. و قال إنه “في هذا السياق تأتي زيارة الملك محمد السادس التجديدية المباركة، ولا عجب في ذلك إذا علمنا أن احدى عرى هذه العلاقات الروحية بين نيجيريا والمملكة المغربية قد تحققت بلقاء الشيخ النيجيري عبد الله البرناوي مع تلميذه أحمد اليمني الذي قدم من فاس الى شمالي نيجيريا، وكان ذلك في العام نفسه الذي ابتدأ فيه تاريخ الدولة العلوية الشريفة”.

وأبرز أن الحديث عن العلاقات المغربية النيجيرية ذو شجون، لأن التثاقف بلغ المدى الذي لا مزيد عليه، مشيرا إلى أن ملك المغرب يمكن هذه الوشائج الإيمانية ويجدد هذه الأواصر الأخوية التي لا يرجى لتجديدها وتمكينها أحد سوى الملك محمد السادس”، ثم قال الخطيب، في هذا الصدد، مخاطبا الملك: نحن على يقين بأن زيارتكم الميمونة لنيجيريا ستكون فتحا مبينا جديدا في هذه العلاقات، وما ينتظر منها في البعث الروحي والفوائد التنموية في جميع مجالات التقارب والتعاون”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق