أخلاقيات العلوم والثقافة موضوع ندوة علمية بالرباط
مواصلة النقاش حول القضايا الأخلاقية التي تثيرها الأبحاث المتعلقة بالعلوم والثقافة
انطلقت اليوم الأربعاء بالرباط أشغال الاجتماع الثامن للجنة العربية لأخلاقيات العلوم والثقافة من أجل التعريف بالمواقف والرؤى ومعايير أخلاقيات التقدم العلمي والتقاني وتعميمها على المستوى العربي.
ويهدف هذا الاجتماع، الذي تنظمه على مدى يومين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، إلى تعزيز التفكير ومواصلة النقاش حول القضايا الأخلاقية والقانونية التي تثيرها الأبحاث المتعلقة بالعلوم والثقافة وتطبيقاتها، وتشجيع تبادل الأفكار والمعلومات، إضافة إلى التنسيق مع مختلف الهيئات العلمية العربية وسائر المؤسسات المعنية بأخلاقيات الثقافات الحيوية والبيولوجيا في مختلف البلدان العربية.
كما يروم هذا اللقاء، الذي ينظم بشراكة مع اللجنة المغربية للتربية والعلوم، تقديم مقترحات بخصوص معايير الضوابط الأخلاقية في هذا المجال، تأخذ بالاعتبار القيم الدينية والأعراف والتقاليد الاجتماعية.
ويتضمن جدول أعمال هذا الاجتماع محورين أساسين في مجال أخلاقيات الصحة الإنجابية، يتعلق الأول بـ"الأبعاد الأخلاقية للصحة الجنسية"، والثاني بـ"أخلاقيات الحمل الطبيعي".
وأبرز ممثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم السيد أبو القاسم البدري، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، أن اللجنة كي تقوم بدورها الاستشاري للدول العربية في مجالات البعد الأخلاقي لمختلف مواضيع العلوم والثقافة، فقد رأت التركيز على إعداد دراسات معمقة في البعد الأخلاقي للصحة الإنجابية بهدف تقديم دراسة تجميعية استشارية في هذا الشأن.
وبخصوص التطورات والابتكارات العلمية الحديثة، شدد السيد البدري على ضرورة التوصل إلى نوع من التوازن بين ما يمكن الانتفاع به مما تقدمه هذه الابتكارات من حلول لعدد من المشاكل التي تواجه الإنسانية، وبين ما يمكن أن تنطوي عليه من مخاطر قد تهدد استقرار البشرية من خلال المساس بجوهر المسلمات في العقائد والمنظومات القيمية والتراث الثقافي للأمم والشعوب.
وفي هذا الصدد، أكدت رئيسة اللجنة العربية لأخلاقيات العلوم والثقافة السيدة سلوى السنيورة بعاصيري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا اللقاء الدوري سينكب، بالأساس، على بحث سبل ضمان سلامة توجيه البحوث العلمية والثقافية، خاصة في مجال الصحة الإنجابية وتطبيقاتها الأخلاقية بما يتفق مع القيم الأخلاقية والدينية والكرامة الإنسانية وكذا الأعراف والتقاليد الاجتماعية.
وأشارت السيدة السنيورة بعاصيري إلى أنه سيتم خلال هذا الاجتماع كذلك بحث آخر المستجدات العلمية في مجال الثقافة وعلاقتها بالبعد الاخلاقي، مؤكدة على ضرورة أن "لا يكون هذا الإنجاز العلمي على حساب الكرامة الإنسانية".
وأضافت أنه ستتم، بهذا الخصوص، مناقشة مجموعة من الدراسات ذات الصلة من أجل مراجعتها وتقييمها في أفق إعداد وإصدار مؤلف في هذا المجال.
من جانبها، أشارت السيدة نزهة جسوس، عضو اللجنة العربية لأخلاقيات العلوم والثقافة (ممثلة المغرب)، في تصريح مماثل، إلى أن هذه اللجنة ستعمل على دراسة التقنيات الطبية الحديثة في مجال الصحة الإنجابية، خاصة في ما يتعلق بالتخصيب والحمل المساعد، أو اختيار الجنين الخالي من الأمراض، ومناقشة أبعادها الأخلاقية على ضوء عدد من الأوراق، التي قام بإعدادها خبراء اللجنة في هذا المجال.
وسيتم تقديم عدد من المقترحات والتدابير ذات الطابع الاستشاري، تضيف السيدة جسوس، التي تزيد من الوعي المجتمعي، إلى جانب رفع عدد من التقارير إلى الحكومات العربية تخدم التشريعات ذات الصلة.
عن و.م.ع