مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراثأعلام

أبو مروان عبد المالك التَّجْمُّوعْتي تـ1118هـ

   هو الإمام الفقيه، العالم العلامة، المحدث الخطيب، القاضي النوازلي،‎ ‎أبو مروان عبد ‏المالك بن محمد التَّجْمُّوعْتِي السجلماسي . لم تذكر مصادر ترجمته شيئا عن تفاصيل حياته ‏الأولى، مولدا ونشأة وتعلما، غير أنه يرجح من خلال سيرته العلمية، أن تكون على سنن أهل ‏عصره في طلب العلم، بدءا بحفظ القرآن الكريم، ثم حفظ متون علوم الآلة والشريعة، ثم ‏التدرج والتبحر في أصناف العلوم الشرعية كالتفسير والحديث والفقه واللغة والأدب ‏والعقائد وغيرها.‏

   أخذ التجموعتي عن جماعة من العلماء في المغرب والمشرق؛ فمن شيوخه المغاربة: الشيخ ‏الإمام سيدي محمد بن ناصر الدَّرْعي(ت 1085هـ)، والإمام العلامة أبو عبد الله محمد بن ‏سعيد السوسي المراكشي (ت 1089)، و العلامة المشارك أبو محمد عبد القادر الفاسي(ت ‏‏1091هـ)، وكتب له إجازة، وغيرهم.‏

   وفي رحلته الحجازية لأداء مناسك الحج لقي عددا من الشيوخ واستفاد منهم، أمثال: ‏الشيخ محمد البابلي المكى(ت 1077هـ)، والشيخ عبدالباقي الزرقاني(ت 1099هـ)، ‏وأجازه طائفة أخرى منهم: العلامة محمد الخرشي(ت 1101هـ)، والفقيه الأديب عمر بن ‏علي الفَكْرُوني السوسي نسبة إلى سوسة (كان حيا بعد 1046هـ)، والإمام العلامة إبراهيم بن ‏حسن الكردي الشهرزوري(ت 1102هـ).‏

   وقد تبوأ العلامة التجموعتي رحمه الله مكانة علمية سامية، وبلغ رتبة عالية، وفاق أقرانه، ‏حتى صار في عصره المشار إليه فيما ينزل بالناس من النوازل، مما أهله لتولي منصب القضاء، إذ ‏عين قاضي سجلماسة، كما حظي بثناء عطر من لدن علماء عصره ومن جاء بعدهم، وحلوه ‏بأوصاف حميدة، ففيه يقول محمد بن الطيب القادري في نشر المثاني: “كان إماما محدثا خطيبا، ‏ولي قضاء سجلماسة، وكان إليه المرجع في نوازلها، وله التقديم على علمائها”، وقال أحمد النخلي ‏في بغية الطالبين:”العالم العامل، الحبر الكامل، وحيد دهره، وحافظ عصره، شيخ المحققين، ‏وسند المدققين”، وحلاه الحضيكي في طبقاته: ” العالم العلامة العامل الشهير، برع في علومي ‏النقل والعقل، ولقي أعلام المغرب والمشرق”.‏

   هذا، ولم يثن عبد المالك التجموعتي، وظيف القضاء والمهام الكثيرة المسندة إليه، عن ‏التدريس والتأليف، فمن تلامذته: إبراهيم بن عبد الرحمن المَلَاحِفِي السجلماسي(ت ‏‏1130هـ)، والشهاب أحمد النخلي المكي(كان حيا 1114هـ)، ومحمد بن أحمد المسناوي(ت ‏‏1136هـ)، وأحمد بن محمد بن عبد الرحمن الإدريسي الحسني، وغيرهم، كما كانت له مشاركة ‏متميزة في التأليف، إذ سطر قلمه تآليف في غاية الدقة والإفادة، دالة على علو كعبه العلمي، ‏منها: ” قصيدة في مدح طنجة “‏‎ ‎،‎ ‎و” خلع الأطمار السوسية “،‎ ‎و‎ ‎‏” شرح رائية ابن ناصر ” في ‏قواعد الدين، و رسالة في العلم النبوي سماها: “ملاك الطلب في جواب أستاذ حلب”، إلى ‏جانب ذلك، فقد كان ينظم الشعر، وله قصائد وأبيات في مدح الولي العارف أبي يِعْزى رحمه ‏الله منها قوله:‏

‏ عباد الله في الدنيا اللآلي … أبو الأنوار لؤلؤُها الثمينُ

‏ أَنِخْ بجنابِهِ واحكم عليه … بما أمَّلْتَه وأنا الضَّمينُ

‏    وفي ليلة الثلاثاء خامس صفر من سنة ثماني عشرة ومائة وألف هجرية، توفي القاضي عبد ‏الملك التَّجْمُّوعتي، رحمه الله وإيانا.‏

  من مصادر ترجمته:‏

نشر المثاني(3/162-166)، التقاط الدرر(295)، الإكليل والتاج في تذييل كفاية ‏المحتاج(450-451)، بغية الطالبين لبيان المشايخ المحققين المعتمدين(57)، طبقات ‏الحضيكي(2/498)، الإعلام(8/362-374)، فهرس الفهارس(1/255-256)، ‏الأعلام(4/164 ).‏

إنجاز: د.عبد الكريم بومركود

Science

الدكتور عبد الكريم بومركود

باحث مؤهل بمركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء الرباط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق