مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةدراسات عامة

أبواب كتاب العلم من: صحيحي: البخاري، ومسلم، وسنني: الترمذي، وأبي داود

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد؛

فإن مصنفو كتب السنة جمعوا بين دفتي كتبهم أحاديث كثيرة في العلم، وترجموه بـ: كتاب العلم، وبوبوا تحته أبوابا، ومن هؤلاء الحفاظ الذين سلكوا هذا المسلك: الإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم في صحيحه، والإمام الترمذي في سننه، والإمام أبي داود في سننه، وسأبين في هذا المقال منهجهم في هذا الموضوع.

فأما صحيح الإمام البخاري:

فقد عَقَد رحمه الله تعالى في صحيحه[1] من كتاب العلم -وهو: الثالث-: ثلاثة وخمسون بابا، وهي: 1- باب: فضل العلم، 2- باب: من سئل علما وهو مشتغل في حديثه، فأتم الحديث ثم أجاب السائل، 3- باب: من رفع صوته بالعلم، 4- باب: قول المحدث: حدثنا، وأخبرنا، وأنبأنا، 5- باب: طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم، 6- باب: ما جاء في العلم، وقوله تعالى: ﴿وقل رب زدني علما﴾، 7- باب: ما يذكر في المناولة، وكتاب أهل العلم بالعلم إلى البلدان، 8- باب: من قعد حيث ينتهي به المجلس، ومن رأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، 9- باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «رب مبلغ أوعى من سامع»، 10- باب: العلم قبل القول والعمل، 11- باب: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم؛ كي لا ينفروا، 12- باب: من جعل لأهل العلم أياما معلومة، 13- باب: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، 14- باب: الفهم في العلم، 15- باب: الاغتباط في العلم والحكمة، 16- باب: ما ذكر في ذهاب موسى صلى الله عليه وسلم في البحر إلى الخضر، 17- باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم علمه الكتاب»، 18- باب: متى يصح سماع الصغير؟ 19- باب: الخروج في طلب العلم، 20- باب: فضل من علم وعلم، 21- باب: رفع العلم وظهور الجهل، 22- باب: فضل العلم، 23- باب: الفتيا وهو واقف على الدابة وغيرها، 24- باب: من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس، 25- باب: تحريض النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس على أن يحفظوا الإيمان والعلم، ويخبروا من وراءهم، 26- باب: الرحلة في المسألة النازلة، وتعليم أهله، 27- باب: التناوب في العلم، 28- باب: الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره، 29- باب: من برك على ركبتيه عند الإمام أو المحدث، 30- باب: من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم عنه، 31- باب: تعليم الرجل أمته وأهله، 32- باب: عظة الإمام النساء وتعليمهن، 33- باب: الحرص على الحديث، 34- باب: كيف يقبض العلم، 35- باب: هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم؟ 36- باب: من سمع شيئا فلم يفهمه فراجع فيه حتى يعرفه، 37- باب: ليبلغ العلم الشاهد الغائب، 38- باب: إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، 39- باب: كتابة العلم، 40- باب: العلم والعظة بالليل، 41- باب: السمر في العلم، 42- باب: حفظ العلم، 43- باب: الإنصات للعلماء، 44- باب: ما يستحب للعالم إذا سئل: أي الناس أعلم؟ فيكل العلم إلى الله، 45- باب: من سأل، وهو قائم، عالما جالسا، 46- باب: السؤال والفتيا عند رمي الجمار، 47- باب: قول الله تعالى: ﴿وما أوتيتم من العلم إلا قليلا﴾، 48- باب: من ترك بعض الاختيار، مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه، فيقعوا في أشد منه، 49- باب: من خص بالعلم قوما دون قوم؛ كراهية أن لا يفهموا، 50- باب: الحياء في العلم، 51- باب: من استحيا فأمر غيره بالسؤال، 52- باب: ذكر العلم والفتيا في المسجد، 53- باب: من أجاب السائل بأكثر مما سأله.

وقد روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى في هذه الأبواب ما مجموعه: خمسة وسبعون حديثا، وإن دل على شيء فإنما يدل على سعة حفظ هذا الإمام الجليل، ومدى فقهه من خلال ترجمته، وهو أكثر تبويبا من الأئمة الثلاثة: مسلم، والترمذي، وأبي داود.

وأما صحيح الإمام مسلم:

فقد عَقَد رحمه الله تعالى في صحيحه[2] من كتاب العلم -وهو السابع والأربعون-: ستة أبواب، وهذه الأبواب من صنع الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرحه على مسلم، ونقل كلام ابن الصلاح، ونصه: “إن مسلما رحمه الله رتب كتابه على أبواب، فهو مبوب في الحقيقة، ولكنه لم يذكر تراجم الأبواب فيه؛ لئلا يزداد بها حجم الكتاب أو لغير ذلك”. ثم قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: “وقد ترجم جماعة أبوابه بتراجم بعضها جيد وبعضها ليس بجيد، إما لقصور في عبارة الترجمة، وإما لركاكة لفظها، وإما لغير ذلك، وإنا إن شاء الله أحرص على التعبير عنها بعبارات تليق بها في مواطنها والله أعلم”[3]، وهذه الأبواب: 1- باب: النهي عن اتباع متشابه القرآن، والتحذير من متبعيه، والنهي عن الاختلاف في القرآن، 2- باب: في الألد الخصم، 3- باب: اتباع سنن اليهود والنصارى، 4- باب: هلك المتنطعون، 5- باب: رفع العلم وقبضه، وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان، 6- باب: من سن سنة حسنة أو سيئة، ومن دعا إلى هدى أو ضلالة.

وقد روى الإمام مسلم رحمه الله تعالى في هذه الأبواب ما مجموعه: ستة عشر حديثا، وهو أقل تبويبا –صنعة الإمام النووي- من الأئمة الثلاثة: البخاري، والترمذي، وأبي داود.

وأما سنن الإمام الترمذي:

فقد عَقَد رحمه الله تعالى في سننه[4] من كتاب العلم -وهو الثالث والأربعون-: تسعة عشر بابا، وهي: 1- باب: إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين، 2- باب: فضل طلب العلم، 3- باب: ما جاء في كتمان العلم، 4- باب: ما جاء في الاستيصاء بمن يطلب العلم، 5- باب: ما جاء في ذهاب العلم، 6- باب: ما جاء فيمن يطلب بعلمه الدنيا، 7- باب: ما جاء في الحث على تبليغ السماع، 8- باب: ما جاء في تعظيم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، 9- باب: فيمن روى حديثا وهو يرى أنه كذب، 10- باب: ما نهي عنه أن يقال عند حديث النبي صلى الله عليه وسلم، 11- باب: ما جاء في كراهية كتابة العلم، 12- باب: ما جاء في الرخصة فيه، 13- باب: ما جاء في الحديث عن بني إسرائيل، 14- باب: ما جاء: الدال على الخير كفاعله، 15- باب: ما جاء فيمن دعا إلى هدى فاتبع، أو إلى ضلالة، 16- باب: ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع، 17- باب: في الانتهاء عما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، 18- باب: ما جاء في عالم المدينة، 19- باب: ما جاء في فضل الفقه على العبادة.

وقد روى الإمام الترمذي رحمه الله تعالى في هذه الأبواب ما مجموعه: اثنان وأربعون حديثا، وهو أقل تبويبا من الإمام البخاري، وأكثر من الإمامين: مسلم، وأبي داود.

وأما سنن الإمام أبي داود:

فقد عَقَد رحمه الله تعالى في سننه[5]، من كتاب العلم -وهو: التاسع عشر-: تسعة عشر بابا، وهي: 1- باب: الحث على طلب العلم، 2- باب: رواية حديث أهل الكتاب، 3- باب: في كتابة العلم، 4- باب: في التشديد في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، 5- باب: الكلام في كتاب الله بغير علم، 6- باب: تكرير الحديث، 7- باب: في سرد الحديث، 8- باب: التوقي في الفتيا، 9- باب: كراهية منع العلم، 10- باب: فضل نشر العلم، 11- باب: الحديث عن بني إسرائيل، 12 – باب: في طلب العلم لغير الله تعالى، 13- باب: في القصص.

  وقد روى الإمام أبو داود رحمه الله تعالى في هذه الأبواب ما مجموعه: سبعة وعشرون حديثا، وهو أقل من الإمامين البخاري، والترمذي، وأكثر من الإمام مسلم تبويبا.

إن مجموع أبواب هذه الكتب الأربعة في: الصحيحين، والسنن، من كتاب العلم، هو: إحدى وتسعين بابا، ومجموع أحاديث هذه الأبواب، هو: مائة وستون حديثا، ومن هنا نرى مدى أهمية واهتمام الأئمة بجمع ورواية ما ترجموه تحت هذا الكتاب، وهو: العلم.

*****************

هوامش المقال:

[1]– صحيح البخاري (1 /21_39).

[2]– صحيح مسلم (4 /2053_2061).

[3]– صحيح مسلم بشرح النووي (1/40).

[4]– الجامع الكبير (5 /27_47).

[5]– السنن (5 /485_505).

**********************

جريدة المراجع

الجامع الكبير (السنن) لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سَوْرة الترمذي، تحقيق: أحمد محمد شاكر، محمد فؤاد عبد الباقي، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، الطبعة الأولى: 1382 /1962، الطبعة الثانية: 1388-1395-1397-1398/ 1968-1975-1977-1987.

الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه (الصحيح) لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري، اعتناء: محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى: 1422، مصورة عن المطبعة الكبرى الأميرية، بولاق- مصر، 1313.

السنن لأبي داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق السجستاني، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، محمد كامِل قره بللي، دار الرسالة العالمية، دمشق- سوريا، بيروت- لبنان، الطبعة الأولى: 1430 /2009.

صحيح مسلم بشرح النووي لأبي زكريا يحيى بن شرف، تحقيق: عصام الصبابطي، حازم محمد، عماد عامر، دار الحديث، القاهرة-مصر، الطبعة الرابعة: 1422 /2001.

المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (الصحيح) لأبي الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار الحديث، القاهرة- مصر، الطبعة الأولى: 1412 /1991، مصورة عن دار إحياء التراث العربي، بيروت- لبنان.

*راجع المقال الباحث: محمد إليولو

Science

يوسف أزهار

  • باحث بمركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسير ة النبوية العطرة بالعرائش، التابع للرابطة المحمدية للعلماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق