اعتبر علماء التربية الصوفية آفة "البخل" و"الشح" من الآفات القلبية المهلكة التي تصد السالك لطريق أهل التصوف عن السير إلى حضرة الله، وتؤخر استمداده من الفيوضات الربانية ومن الأنوار المحمدية، وتبعده في ذات الوقت عن صفات الأنبياء والمخلصين، وتجعله في ضنك وعسر، وتحرمه من الأجر والتواب الذي وعد الله به المتصدقين والمتصدقات في سبيل الله، وتضعف نور الايمان في قلبه. فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ، وَالْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ، وَلَجَاهِلٌ سَخِيٌّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ عَابِدٍ بَخِيلٍ)[1]. وعن جابرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قالَ: (اتَّقُوا الظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيامَة، واتَّقُوا الشُّحَّ، فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُم عَلَى أَن سَفَكُوا دِمَاءَهم، واستحَلُّوا مَحَارِمَهُم) [2] . وقد مُدحت امرأة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: (صوّامة قوّامة، إلاّ أن فيها بخلاً. قال: فما خيرها إذًا)[3].
وتعد هذه الآفات من الصفات المذمومة التي نهى الله تعالى عنها، وحذر منها في كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم، لكونها آفة من آفات القلوب المهلكة، التي تزرع الحسد والحقد في قلوب عامة الناس، والاعراض عن مساعدة المحتاجين، الشيء الذي تؤدي إلى التفرقة والشتات في ما بين مكونات المجتمع، قال الله تعالى: (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [آل عمران: 180]. (أي: يمنعون ما عندهم مما آتاهم الله من فضله؛ من المال والجاه والعلم، وغير ذلك مما مَنَحَهم الله تعالى، وأحسن إليهم به، وأمَرَهم ببذل ما لا يضرهم منه لعباده، فبَخِلوا بذلك، وأمسكوه، وضَنُّوا به على عبادِ الله، وظنُّوا أنه خيرٌ لهم، بل هو شر لهم، في دينهم ودنياهم، وعاجلهم وآجلهم، )سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ( أي: يُجعَلُ ما بَخِلوا به طوقاً في أعناقهم، يُعذَّبون به)[4]. أخرج الخرائطي فِي مساوئ الأخلاق عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله: (إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا) [سورة يس، الآية: 8]، قَالَ: (أَمْسَكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَيْدِيَهُمْ عَنِ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ الْهُدَى)[5]، وقال شمسُ الدِّينِ السفيريُّ: (والسَّخاءُ والكَرَمُ سَبَبٌ لسَترِ العُيوبِ، والبُخلُ والشُّحُّ سبَبٌ جالِبٌ لكَشفِها كما أشار إليه بعضُهم بقَولِه:
ويظهِرُ عَيبَ المرءِ في النَّاسِ بُخلُهُ ويَســــــتُرُه عنــــــهـــم جــــــمــــيعًا سَخــــــــــاؤُه
تغَطَّ بأثـــــــــــــوابِ السَّخــــــــــــاءِ فإنَّــــــــــــني أرى كُـــلَّ عيــــــبٍ والسَّـــــــــخاءُ غِطـاؤُه[6]
ونظراً لخطورة هذه الآفة المهلكة والقاسية على القلوب، فقد حذر منها نبي البشرية الصادق الأمين والذي كثيرا ما يستعيذ بالله منها دبر كل صلاة نظراً لخطورتها وآفاتها المهلكة، وتنبه لذلك وقال: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَعَذَابِ الْقَبْرِ)[7].
ولا غرو أنّ الإيمان والشح لا يجتمعان في قلب واحد، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: (لاَ يَجْتَمِعُ شُحٌّ وَإِيمَانٌ فِي قَلْبِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ)[8]، فالنفقة في وجوه البر والخير والإحسان والجود والكرم تعد من صفات المحبين الأخيار الذين ينفقون في السراء والضراء قال جلت قدرته: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، وقال جلت قدرته: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سورة سبأ، الآية: 39]. ويقول جلت قدرته: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ) [سورة البقرة، الآية: 254].
مفهوم الشح والبخل لغةً واصطلاحاً
أولا: البخل لغةً واصطلاحاً
البُخل لغةً: (هو عكس الكَرَم، والبُخل هو ضَنّ الإنسان بما عنده ولم يجُدْ، وجمع البخيل هو البُخلاء، والبخَّال: هو الشديد البخل)[9].
وقيل: (بَخِلَ بَخَلًا وَبُخْلًا مِنْ بَابَيْ تَعِبَ وَقَرُبَ، وَالِاسْمُ الْبُخْلُ وِزَانُ فَلْسٍ فَهُوَ بَخِيلٌ وَالْجَمْعُ بُخَلَاءُ وَرَجُلٌ بَاخِلٌ، أَيْ ذُو بُخْلٍ، وَالْبُخْلُ فِي الشَّرْعِ مَنْعُ الْوَاجِبِ وَعِنْدَ الْعَرَبِ مَنْعُ السَّائِلِ مِمَّا يَفْضُلُ عِنْدَهُ وَأَبْخَلْته بِالْأَلِفِ وَجَدْته بَخِيلًا)[10].
وفي الاصطلاح قال الراغب الأصفهانيّ: (البُخل على أنَّه إمساك مُقتَنَيات الإنسان عن الأمور التي لا يحِقُّ له أن يحبسها عنها)[11].
وعرَّفَ الجرجانيّ البخل بقوله: البخل (إمساك المال عن النفقة في وجهه)[12].
أما ابن حجر فقال: (وَأما الْبُخْل فَهُوَ ضِدّ السخاء، وَلَيْسَ من صِفَات الْأَنْبِيَاء وَلَا أجلة الْفُضَلَاء، وَقيل: الْبُخْل منع مَا يطْلب مِمَّا يقتنى وشره مَا كَانَ طَالبه مُسْتَحقّا وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ من غير مَال المسؤول)[13]. وقال الفيوميُّ: (البُخلُ في الشَّرعِ: مَنعُ الواجِبِ) [14].
ثانيا: الشح لغة واصطلاحاُ
الشُّحُّ لغة: (البخل مع حرص فهو أخص من البخل)[15]. قال الفيّوميّ: (الشّحّ: البُخْل، وشَحّ يَشُحّ، من باب قتَلَ، وفي لغة من بابي ضرَبَ وتَعِبَ، فهو شَحيح، وقوم أَشِحَّاء، وأَشِحَّة، وتَشَاحّ القومُ بالتضعيف: إذا شحّ بعضهم على بعض انتهى)[16].
والشح في الاصطلاح: قال النَّوويُّ: (الشُّحُّ: هو البُخلُ بأداءِ الحقوقِ، والحِرصُ على ما ليس له)[17].
وقال الطَّبَريُّ: (الشحُّ الإفراطُ في الحِرصِ على الشَّيءِ)[18].
وقال الرَّاغبُ الأصفهانيُّ: (الشُّحُّ: بخلٌ مع حرصٍ، وذلك فيما كان عادةً)[19].
وذهب الإمام المحقق محمد بن أحمد بن سالم السفاريني بقوله: (الشح هو شدة الحرص على الشيء والإحفاء في طلبه، والاستقصاء في تحصيله، وجشع النفس عليه) [20].
أدلة تحريم البخل والشح من الكتاب والسنة
أولا: أدلة تحريم البخل والشح من الكتاب
قال الله تعالى جلت قدرته: (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [سورة الحشر، الآية: 9].
وقال سبحانه: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [سورة آل عمران، الآية: 180].
وقال تقدست أسماؤه: (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَامُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا) [سورة النساء، الآية 36- 37].
وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الاحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَاكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) [سورة التوبة، الآية: 34-35].
وقال عز من قال: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَامُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [سورة التوبة، الآية: 67].
وقال جلت قدرته: (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا) [سورة الإسراء، الآية: 29].
وقال سبحانه: (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الاِنْسَانُ قَتُوراً) [سورة الإسراء، الآية: 100].
وقال سبحانه وتعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) [سورة الفرقان، الآية: 67].
وقال الله تعالى: (إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُومِنُوا وَتَتَّقُوا يُوتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) [سورة محمد، الآية: 36 – 38].
وقال جلت قدرته: (وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيد أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ) [سورة ق، الآية: 23 – 25].
وقال عز من قال: (لِكَيْلَا تَاسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) [سورة الحديد، الآية: 23، 24].
وقال تقدست أسماؤه: (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالايمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُوثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [سورة الحشر، الآية: 9].
وقال عز من قال: (سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالارْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ) [سورة المنافقون، الآية: 6-7].
أدلة تحريم البخل والشح من السنة المطهرة
وردت في السنة النبوية أحاديث نبوية كثيرة حول تحريم الشح والبخل والنهي عنه بشتى وجوهه وأشكاله، ومن ذلك حديث أبو هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفاً، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا)[21].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، (قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ! أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ) [22].
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَصْلَتَانِ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي مُؤْمِنٍ؛ الْبُخْلُ وَسُوءُ الْخُلُقِ)[23].
وعن عبد العزيز بن مروان، قال: (سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: شَرُّ مَا فِي رَجُلٍ شُحٌّ هَالِعٌ وَجُبْنٌ خَالِعٌ) [24].
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (ثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ: شُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ مِنَ الْخُيَلَاءِ، وَثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ: الْعَدْلُ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ، وَالْقَصْدُ فِي الْغِنَى وَالْفَاقَةِ، وَمَخَافَةُ اللَّهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ) [25].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: (مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُنْفِقِ، كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ، عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ، مِنْ ثُدِيِّهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَأَمَّا الْمُنْفِقُ: فَلَا يُنْفِقُ إِلَّا سَبَغَتْ، أَوْ وَفَرَتْ عَلَى جِلْدِهِ، حَتَّى تُخْفِيَ بَنَانَهُ، وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ. وَأَمَّا الْبَخِيلُ: فَلَا يُرِيدُ أَنْ يُنْفِقَ شَيْئًا إِلَّا لَزِقَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَكَانَهَا، فَهُوَ يُوَسِّعُهَا وَلَا تَتَّسِعُ، تَابَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ: فِي الْجُبَّتَيْنِ)[26].