مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام

مشاركة الرابطة المحمدية للعلماء في برنامج تبادل العاملين الاجتماعيين في ملتقى المدن الشقيقة بشيكاغو

إعداد: إلياس بوزغاية

 

 

 

 

في شخص الباحث إلياس بوزغاية، انضمت الرابطة المحمدية للعلماء إلى الوفد المغربي المشارك في أشغال الدورة العشرون لملتقى المدن الشقيقة بشيكاغو وذلك من 1 يونيو إلى 10 يونيو 2017 حيث جاءت الدورة الحالية بعنوان اتجاهات في السلوكات العنيفة والمسيئة: مقاربات وقائية دولية متنوعة” وقد التأم بهذه المناسبة شمل 7 مدن شقيقة هي:  بيرمينغهام انجلترا – ديربان جنوب افريقيا – هامبورغ ألمانيا – اوساكا اليابان – باريس فرنسا – شانغهاي الصين – الدار البيضاء المغرب، حيث انخرط المشاركون في برنامج مكثف حول تبادل خبرات العاملين الاجتماعيين بهدف الاستفادة من أفضل التجارب في مجال العمل الاجتماعي في هذه المدن.

بعد أن أمضى المشاركون الأيام الأولى في التعرف على برنامج المدن الشقيقة وعلى بعض معالم مدينة شيكاغو، تم الانخراط في مجموعة من الأنشطة التي تهدف إلى التعريف بأهم المبادرات الاجتماعية والصحية في المدينة، فكانت البداية بدخول متحف جين آدمز Jane Adams التي تعتبر رمزا تاريخيا من رموز العمل الاجتماعي الخيري أثناء فترة الاستيطان بأمريكا، كما تم تقديم نبذة عن تاريخ العمل الاجتماعي في أمريكا انطلاقا من أول رئيس إلى آخر رئيس حيث بدأ العمل الاجتماعي يعرف تراجعا على حساب أولويات أخرى. وقد تسجيل هذه الملاحظة من طرف العديد من المراكز الصحية والاجتماعية التي تمت زيارتها عبر أفواج، فقد شملت الزيارات مركز After school matters الذي يعنى بأنشطة الشباب والتلاميذ خارج أوقات الدراسة لتشجيعهم على تنمية مهارات في الفن والتواصل والعلوم والرياضة والتكنولوجيا وبالتالي إبعادهم عن كل السلوكيات الخطيرة والمسيئة للمجتمع كالإدمان والانضمام إلى العصابات. وفي سياق متصل، تم التعرف على مركز Cure violence الذي يعتبر أحد المراكز الرائدة في معالجة حالات العنف باعتبارها تشبه مرضا له أسباب وأعراض وعلاج، وهو ما ساهم في انخفاض واضح لظاهرة العنف في مدينة شيكاغو وقد حرص العاملون في هذا المركز على نقل هذا النموذج إلى عدد من الدول وتم ترشيح مدينة الدار البيضاء للاستفادة منه قريبا.

وفي إطار تقديم خدمات التوجيه والرعاية لفائدة الشباب والفئات الهشة، التقت مجموعة من المشاركين بالعاملين في مركز UIC CARE الذي يعتبر وحدة صحية واجتماعية تابعة لجامعة إيلينويز ترصد وتتابع الحالات الصحية الوافدة عليها وتنتبه إلى الجوانب الاجتماعية لهذه الحالات. وبخصوص البرامج الموجهة للشباب، تمت زيارة مركزYouth Guidance  الذي يهتم باحتضان الفئات الهشة من المجتمع لتوفير نموذج صالح لما تعنيه الرجولة من خلال برنامج BAM (becoming a man) وبرنامج آخر موجه للفتيات باسم WOW (Working on women).، كما تمت زيارة مركز آخر مشابه يحمل اسم UCAN وميزته أنه يتموقع في منطقة تعرف نسبة كبيرة من العنف وعمل العصابات حيث صادف تواجد زيارتنا مقتل ثلاث أشخاص في حادث إطلاق النار بين العصابات وقام الوفد بالتعرف على مبادرات المركز من أجل كسب رهان الحد من مخاطر العنف دون التورط في صدام مع العصابات. ومن جهة أخرى حضي بعض المشاركين بفرصة التواصل مع أحد المراكز المهتمة بالعنف ضد النساء حيث تمت مناقشة الإشكالات والخصوصيات التي تعاني منها المرأة في شيكاغو خاصة في ظل التنوع العرقي والإثني مع انعزالية وتمركز لبعض الفئات في أحياء محددة. 

وقد شكلت اللقاءات والتجارب التي عاشها المشاركون رصيدا غنيا للمشاركة في المؤتمر الذي عقد خلال اليومين الأخيرين وتم فيه عرض نتائج وخلاصات وانطباعات كل وفد على حدة من أجل تفعيل الاستفادة العملية من تبادل الخبرات. وفي هذا الصدد، تم إلقاء محاضرتين حول موضوع “مقاربات عالمية ومتنوعة لمحاربة العنف والتعنيف الموجه ضد الأطفال والشباب والعنف المنزلي وإساءة معاملة كبار السن” انتهت بنقاش عام حضره العديد من الأساتذة والمهتمين في شيكاغو، بعدها اصطف رؤساء الوفود الممثلين للمدن الشقيقة لتقديم عروض حول واقع العمل الجمعوي والمقاربات التي يعتمدونها للحد من ظاهرة العنف بشكل عام وفي ضوء ما تم التعرف عليه خلال الرحلة. وقد عرفت الفترة المسائية توزيع المشاركين على أربعة موائد مستديرة  تناولت الأولى موضوع العنف والاعتداء على الأطفال، والثانية موضوع العنف بين الشباب، والثالثة موضوع إساءة معاملة المسنين، والرابعة موضوع العنف القائم على أساس الجنس، انتهت بتقديم تقرير عن كل مائدة مستديرة ومناقشة عامة.

في اليوم الثاني تم تقديم محاضرة بعنوان “مفاهيم “التعلم التحولي” في سياق تبادلات الخدمة الاجتماعية الدولية” وهي محاضرة تهدف إلى تقديم نموذج يساعد على تطبيق وقياس تجارب عالمية في سياقات مختلفة بهدف إحداث التغيير المنشود. بجانب المحاضرة قامت الوفود بالإجابة على بعض الأسئلة وتقديم عرض حولها تدور حول نقط التشابه والاختلاف بين المدن وآفاق تحقيق التغيير بعد المؤتمر، وكان لافتا للانتباه الحضور المتميز للوفد المغربي من خلال عروضه التي سلطت الضوء على خصوصية تداخل العنصر الاجتماعي والعنصر الديني كسبب من الأسباب المغذية للعنف وأيضا كمدخل من المداخل الفعالة لمواجهة هذه الظاهرة، كما أن التجربة المغربية في محاربة العنف تبقى بعيدة عن النزعات العرقية وغير معنية بوجود جرائم منظمة تقوم بها عصابات تتبادل العنف فيما بينها. تجدر الإشارة إلى أنه بجانب أهمية تفكيك أسباب وخطابات العنف في كل مجتمع على حدة تمت التوصية بالعمل على تأهيل العنصر البشري والاستثمار في الإنسان الذي يعتبر ركيزة وهدفا في نفس الوقت لإعمار الأرض بما يخدم الدين والإنسانية

 

 

 

 

نشر بتاريخ: 15 / 06 / 2017

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق