مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية

مجالس الألفية 16

استؤنف يوم الأربعاء 07 جمادى الآخرة 1440هـ، الموافق لـ 13فبراير 2019م، المجلسُ السادسَ عشرَ من مجالس الألفية، التي يشرف عليها فضيلة الدكتور عبدالرحمن بودرع بمقر مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية لفائدة باحثي المركز.

وكان الحديث في هذا المجلس متصلا بالمجلس السابق الذي تناول فيه «باب الحال»، واقتصر في هذا المجلس على شرح الأبيات الأخيرة في هذا الباب، أولها البيت التالي:وَمَوْضِعَ الحَالِ تَجِيءُ جُمْلَهْ *** كَــ «جَاءَ زَيْدٌ وَهْوَ نَاوٍ رِحْلَهْ»وفي تعليقه على هذا البيت ذكر أن الأصل في الحال والخبر والصفة الإفراد، وأن الجملة تقع موقع الحال كما تقع موقع الخبر والصفة، ولا بد فيها من رابط وهو في الحالية إما ضمير نحو: «جَاءَ زيدٌ يَدُهُ عَلَى رَأْسِهِ»، أو واو وتسمى واو الحال وواو الابتداء، وعلامتها صحة وقوع  «إذ» موقعها، نحو: «جَاءَ زَيْدٌ وَعَمْرٌو قَائِمٌ»، والتقدير إذ عمرو قائم، أو الضمير والواو معا، نحو: «جَاءَ زَيْدٌ وَهْوَ نَاوٍ رِحْلَةً». وأضاف المحاضرُ أن الجملة التي تقع حالا يشترط فيها أربعة شروط: أولها أن تكون الجملة مشتملة على رابط يربطها بالحال إما الواو وإما الضمير وإما هما معا، وثانيها أن تكون الجملة خبرية، وثالثها أن لا تكون جملة الحال تعجبية، ورابعها ألا تكون مصدرة بعلم استقبال، وذلك نحو «سوف» و«لن» وأدوات الشرط.

وَمَوْضِعَ الحَالِ تَجِيءُ جُمْلَهْ *** كَــ «جَاءَ زَيْدٌ وَهْوَ نَاوٍ رِحْلَهْ»

وفي تعليقه على هذا البيت ذكر أن الأصل في الحال والخبر والصفة الإفراد، وأن الجملة تقع موقع الحال كما تقع موقع الخبر والصفة، ولا بد فيها من رابط وهو في الحالية إما ضمير نحو: «جَاءَ زيدٌ يَدُهُ عَلَى رَأْسِهِ»، أو واو وتسمى واو الحال وواو الابتداء، وعلامتها صحة وقوع  «إذ» موقعها، نحو: «جَاءَ زَيْدٌ وَعَمْرٌو قَائِمٌ»، والتقدير إذ عمرو قائم، أو الضمير والواو معا، نحو: «جَاءَ زَيْدٌ وَهْوَ نَاوٍ رِحْلَةً». وأضاف المحاضرُ أن الجملة التي تقع حالا يشترط فيها أربعة شروط: أولها أن تكون الجملة مشتملة على رابط يربطها بالحال إما الواو وإما الضمير وإما هما معا، وثانيها أن تكون الجملة خبرية، وثالثها أن لا تكون جملة الحال تعجبية، ورابعها ألا تكون مصدرة بعلم استقبال، وذلك نحو «سوف» و«لن» وأدوات الشرط.

ثم انتقل المحاضر إلى أبيات أخرى في هذا الباب وهو قول الناظم: 

وَذَاتُ بَدْءٍ بِمُضَارِعٍ ثَبَتْ *** حَوَتْ ضَمِيرًا، وَمِنَ الوَاوِ خَلَتْ

وَذَاتُ وَاوٍ بَعْدَهَا انْوِ مُبْتَدَا *** لَهُ المُضَارِعَ اجْعَلَنَّ مُسْنَدَا

وفي تعليقه على هذين البيتين ذكر أن الجملة الواقعة حالا إن صُدِّرت بمضارع مثبت لم يجز أن تقترن بالواو، بل لا تربط إلا بالضمير، نحو: «جَاءَ زَيْدٌ يَضْحَكُ، وجاءَ عَمْرٌو تُقَادُ الجَنَائِبُ بَيْنَ يَدَيْهِ»، ولا يجوز دخول الواو، فلا نقول «جَاءَ زَيْدٌ وَيَضْحَكُ»، وأشار إلى أنه إن جاء في لسان العرب ما ظاهره ذلك أُوِّلَ على إضمار مبتدأ بعد الواو، ويكون المضارع خبرا عن ذلك المبتدأ، وفي هذا السياق وقف على بيت استشهد به الناظم وهو قول الشاعر:

فَلَمَّا خَشِيتُ أَظَافِيرَهُمْ *** نَجَوْتُ وَأَرْهَنُهُمْ مَالِكَا

فقوله: «أرهنهم» خبر لمبتدأ محذوف والتقدير أنا أرهنهم، وبين أن الشاهد في هذا البيت قوله «وأرهنهم» حيث إن ظاهره ينبئ عن أن المضارع المثبت تقع جملته حالا وتسبق بالواو، ولهذا قدرت جملة المضارع خبرا لمبتدأ محذوف.

ثم انتقل المحاضر إلى بيت آخر في هذا الباب، وهو قول الناظم:

وَجُمْلَةُ الحَالِ سِوَى مَا قُدِّمَا *** بِوَاوٍ، أَوْ بِمُضْمَرٍ، أَوْ بِهِمَا

وذَكَر المحاضرُ في شرحه لهذا البيت أن الجملة الحالية إما أن تكون اسمية أو فعلية؛ والفعل إما مضارع أو ماض، وكل واحدة من الاسمية والفعلية إما مثبتة أو منفية، وبين في هذا البيت أن ما عدا ذلك يجوز فيه أن يربط بالواو وحدها أو بالضمير وحده أو بهما، فيدخل في ذلك الجملة الاسمية مثبتة أو منفية والمضارع المنفي، والماضي المثبت والمنفي، نحو: «جاء زيد وعمرو قائم، وجاء زيد يدُه على رأسه، وجاء زيد ويَدُه على رأسه»، وكذلك المنفي نحو:  «جاءَ زيد لم يَضْحَك، أو لم يضحك، أو ولم يقم عمرو، وجاء زيد وقد قام عمرو، وجاء زيد قد قام أبوه، وجاء زيد وقد قام أبوه».وكذلك المنفي، نحو: «جاء زيد وما قام عمرو، وجاء زيد ما قام أبوه، أو ما قام أبوه». وأضاف الدكتور أن المضارع المنفي بلا  يدخل تحت هذا، نحو: «جاءَ زيد ولا يضرب عمرًا». بالواو.

وختم هذا المجلس بآخر بيت في باب الحال وهو قول الناظم:

وَالحَالُ قَدْ يُحْذَفُ مَا فِيهَا عَمِلْ *** وَبَعْضُ مَا يُحْذَفُ ذِكْرُهُ حُظِلْ

وفي تعليقه على هذا البيت أوضح أن عامل الحال يُحذف جوازا أو وجوبا، وذكر مثال ما حذف جوازا نحو: «كَيْفَ جِئْتَ»؟ فتقول : «راكبًا» وتقديره «جئت راكبًا»، ومنه قوله تعالى: «أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَن لَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ» وتقديره بلى نجمعها قادرين. ومثال ما حذف وجوبا نحو: «زَيْدٌ أَخُوكَ عَطُوفًا» ونحوه من الحال المؤكدة لمضمون الجملة، وكالحال النائبة مناب الخبر نحو: «ضَرْبِي زَيْدًا قَائِمًا» والتقدير «إذا كان قائما»، ومما حذف فيه عامل الحال وجوبا نحو: «اشْتَرَيْتُهُ بِدِرْهَمٍ فَصَاعِدًا، وَتَصَدَّقْتُ بِدِينَارٍ فَسَافِلًا»، فـ «صاعدًا، وسافلًا» حالان عاملهما محذوف وجوبا، والتقدير «فَذَهَبَ الثَّمَنُ صَاعِدًا، وَذَهَبَ المُتَصَدَّقُ بِهِ سَافِلًا». 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق