مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية

فاعلية المرأة في القصة القرآنية

محاضرة للدكتورة. سعاد الناصر بمركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات والبحوث اللغوية والأدبية.

ألقت دة. سعاد الناصر أستاذة التعليم العالي بكلية الآداب ـ تطوان محاضرة في مركز ابن أبي الربيع السبتي التابع للرابطة المحمدية للعلماء في موضوع (فاعلية المرأة في القصة القرآنية).

 وقد استهلت حديثها بإشارات دالة على اهتمام القرآن الكريم بالسرد القصصي اهتماما ملحوظا تجلى في قصص الأمم الغابرة, ثم انتقلت إلى مفهوم القصص في القرآن الكريم استنادا إلى آيات بينات لتخلص إلى كون القصة القرآنية تمثل وجها من وجوه الإعجاز القرآني, ونصا مؤثرا في النفس الإنسانية بما يتضمنه من متعة السرد وجمال الإيقاع وعمق المعاني؛ إضافة إلى كونها إحدى أدواته في التبليغ والإرشاد والتربية على قيم الإسلام المكرمة للإنسان.

ثم أشارت المحاضِرة إلى أن قصة المرأة في القرآن الكريم قد أخذت حيزا مهما في كثير من أحداثها وجوانبها المختلفة, ولإبراز ذلك استعرضت نماذج من قصص المرأة في القرآن تتمحور حول قضية معينة, تناولها التنزيل الحكيم من جوانب مختلفة كالحقوق والواجبات وغيرها من القضايا المتعلقة بالمرأة.  

  وغب ذلك, تطرقت إلى مستويات التعبير بالقصة القرآنية, موضحة أن عرض القرآن الكريم لمختلف القصص تجلى في آفاق ثلاثة: ديني، ومعرفي، وجمالي.

  ولمزيد من الإيضاح ركزت المحاضِرة حديثها على عنصر الشخصية النسائية تحديدا, ففصلت القول في مستويات الفاعلية والتأثير لديها باعتبارها إنسانا أولا وباعتبارها أما وزوجا وأختا… وفي هذا المجال تعرضت لنماذج نسائية وردت في القرآن ممثلة لسلوك ومواقف في الحياة الإنسانية بكل تموجاتها.

وانتقلت للحديث عن سمات فاعلية المرأة في القصة القرآنية فبينت أن كل قصة من قصص القرآن تتمحور حول قضية من القضايا المتعلقة بالمرأة من خلال سمات الفاعلية البارزة فيها؛ علما بأن كل واحدة منها تمثل جانبا من جوانب شخصية المرأة سلبا أو إيجابا.

وتوقفت في هذا الصدد مليا عند سمتين هما:

  • تأصيل التشارك والتساكن من خلال قصة أمنا “حواء”.
  • الغواية وحسن التغيير من خلال قصة “امرأة العزيز” ضمن سورة يوسف.

وخلصت إلى أن شخصية المرأة في القصة القرآنية لا تعرض لذاتها, وإنما باعتبارها أنموذجا من الحياة, يتفاعل معها خيرا أو شرا, ولذلك وجب استثمار ما تزخر به قصة المرأة في القرآن من قيم ومثل في إصلاح واقعنا وتصحيح مساره.

وعقب المحاضرة، فُتح باب النقاش الذي أسهم فيه علماء وباحثون وباحثات مما أغنى موضوع المحاضرة، وحقق هدفها الإشعاعي.

وكان رئيس المركز قد قدم في البداية، غب تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم, ورقة ضمنها إضاءتين الأولى همت موضوع المحاضَرة حيث أشار إلى مكانة المرأة السامية في الإسلام عامة، وفي القرآن خاصة، وفي القصة القرآنية بكيفية أخص, مستشهدا في ذات السياق بنموذجي الملِكَة بلقيس، ومريم ابنة عمران.

والإضاءة الثانية همت شخصية المحاضِرة التي قدم نبذة عن عطائها العلمي والإبداعي والإشعاعي من خلال ما صدر لها من دواوين ومجموعات قصصية وكتب ودراسات عالجت قضايا المرأة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق