الرابطة المحمدية للعلماء

ذ.عبادي يدعو الى بناء قدرات القادة الدينيين لمناهضة العنف وتعزيز السلم

قال الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، ان أهمية انعقاد المؤتمر الإقليمي حول دور القيادات الدينية في تعزيز قدرات الشباب والنساء، يجد مسوغه من جملة من التحديات الضاغطة التي تواجه المجتمعات العربية، والمتمثلة في تحديات : الغلو، العنف، وعدم القدرة على التأطير الناجع للشباب ذكورا واناثا”.

وأوضح فضيلة السيد الأمين العام في افتتاح الملتقى الإقليمي، في الرباط، حول “دور القيادات الدينية في تعزيز قدرات النساء والشباب من أجل مناهضة العنف وتحقيق السلم والأمن في الدول العربية”،  والمنظم في اطار شراكة بين الرابطة المحمدية وصندوق الأمم المتحدة للسكان، أن البلدان العربية تواجه تحدي عدم امتلاك الدعامات اللازمة التي تسكب فيها الخطابات الداعمة للأطفال، وكذا عدم القدرة على تأطير النساء، بشكل يعزز حريتهن في الابداع والاسهام في نماء مجتمعاتهن، خصوصا ونحن نتحدث عن نسبة تصل الى 52 في المائة من النساء”.

وشدد الدكتور عبادي على ضرورة استثمار الطفرات والأبعاد القانونية، والحقوقية والتشريعية والتكنولوجية التي عرفتها المجتمعات العربية  من حيث ساحات ومحاضن الحوار والتواصل،  وكذا ضرورة الوعي بالبعد السياقي الجديد المتمثل في التكنولوجيات الحديثة، و  مواقع التواصل الاجتماعي، و تطور طفرات من الأجيال الحقوقية، والتكنولوجية، والتواصلية، و وجود أضرب من التأثير، والتأثر، وذلك بغية  تعزيز السلم والأمن، وإنتاج خطابات جذابة منافسة لخطاب الكراهية والعنف”.

وفي هذا السياق، أبرز فضيلة السيد الأمين العام أن مناهضة العنف وتعزيز السلم يحتاج كذلك الى امتلاك ناصية التكنولوجيات الجديدة للتواصل، من خلال بناء  قدرات القادة الدينيين، والنساء، والشباب  في صياغة الخطابات البديلة، عبر انتاج  الكبسولات الرقمية، و الأفلام القصيرة، التي يجب أن تكون جذابة وقصيرة، وحاملة لرسائل معينة، بالإضافة الى تملك طرائق انتاج القصص المصورة، وألعاب الفيديو بالنسبة للأطفال، واليافعين والشباب”.

ولافت ذات المتحدث الانتباه إلى الأبواب الثلاثة التي تسعف وتمكن القادة الدينيين من تعزيز قدرات النساء والشباب من أجل مناهضة العنف وتحقيق السلم والأمن؛ أولها “بعد التّملّك، الذي يحتاج إقناعا وجدانيا، وليس فقط إقناعا فكريا وعقليا؛ وهو إقناع يرتكز على جاذبية ومفهومية يحتاجان جهدا من أجل تملّكهما، ونوعا من التفكيك حتى تصبح هذه الأمور المرادُ تملّكها قابلة للاستبطان من قِبَل الفئات المستهدفة”.

أما ثاني الأبواب، يضيف فضيلة السيد الأمين العام، فهو “الوعي بمقتضيات السياق الذي يتم فيه الفعل، وهو سياق معولم  يعرف طفرات في الأجيال الحقوقية، و التكنولوجية، والأجيال التواصلية، وأضربا من التأثير والتأثّر لم تكن مسبوقة من قبل، والتي يجب رصدها بشكل مستدام، حتى يكون للفعل الذي من المفروض أن يوقّعه القادة الدينيون، ذكورا وإناثا، الأثر المطلوب”.

من جهته قال فيليب بوانسو، المنسق المقيم للأمم المتحدة وممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان بالمغرب، إن هذا النشاط يجمع قيادات دينية، وفاعلين حكوميين، والمجتمع المدني، من أجل مناقشة وتبادل الخبرات، وتعريف الممارسات الفضلى في مجال مكافحة العنف المبني على النوع”. الاجتماعي”.

وأشار المنسق المقيم للأمم المتحدة أن العنف المبني على النوع “يمس الكثيرين والنساء والشباب على وجه الخصوص، وهو عائق أساسي في جميع البلدان، لأنه يمس ويعتدي على حقوق الإنسان، ويُعيق العيش الكريم، والتنمية العامة والمجتمعية للبلدان”، مضيفا أنه في “هذه التجربة المثيرة للاهتمام يتم النظر في النصوص الدينية المقدّسة، والمعطيات التي تمكن من تفكيك الخطاب والجواب على هذا النوع من المشاكل، لأن هناك عناصر متعددة يمكن أن يستخدمها القادة الدينيون من أجل مكافحة العنف المبني على النوع”.

وأجمع المشاركون في هذا الملتقى الإقليمي، المنعقد على مدى يومين، على ضرورة وضع خطة عمل، وتبني الإجراءات والتدابير المتاحة، لتفعيل دور القيادات الدينية والمتدخلين الميدانيين في تعزيز قدرات النساء والشباب من أجل السلم والأمن، وتنفيذ القرارات التي يتم الاتفاق عليها إثر أعمال الملتقى، والتوصية بها.

وخلص المشاركون أيضا  الى أهمية إعداد دليل لتدريب وتفعيل دور القيادات الدينية والعلماء الوسطاء والمثقفين النظراء في تعزيز دور النساء والشباب من أجل السلم والأمن، الى جانب الاسهام  في تطوير برامج عملية وطنية وإقليمية، لتفعيل توصيات مخطط العمل الصادر عن ملتقى الرباط مع وضع لجنة قيادية للتبع والإشراف.

وتم خلال هذا الملتقى عرض أحدث التطورات والجهود العالمية والإقليمية والوطنية، حول دور القيادات الدينية والمتدخلين الميدانين في تعزيز قدرات النساء والشباب، من أجل السلم والأمن، في الدول العربية، كما توقف المشاركون عند استبيان وفهم جوهر نصوص القرآن الكريم، والسنة المطهرة، وما يرتبط بها من أصول مرجعية تدعم دور النساء والشباب، في ترسيخ قيم السلم والأمن والعيش المشترك.

وتوزعت أشغال هذا الملتقى، الذي عرف تغطية إعلامية كبيرا، وحضورا ملفتا لعدد من الخبراء، والباحثين من البلدان العربية، الى محاور عملية تناول فيها المشاركون، قضايا العنف المبني على النوع الاجتماعي من خلال التجربة المغربية، وكذا  آليات ومقاربات الرابطة المحمدية للعلماء في الوقاية من العنف المبني على النوع الاجتماعي، ودور المؤسسات التربوية في تعزيز قيم السلم والأمن لدى الشباب.

وتخللت هذا الملتقى ورشات عملية تناولت المسرح التفاعلي، الفيلم القصير، الكاريكاتور، ومواقع التواصل الاجتماعي، والعلماء الوسطاء والمثقفون النظراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق