الرابطة المحمدية للعلماء

د. أحمد عبادي يشارك في ندوة بباريس ناقشت النموذج المغربي في ميدان التسامح والحوار بين الاديان

أكد الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن “الحوار بين الأديان بالمغرب، يعد تقليدا قديما يندرج في اطار الاستمرارية”، مشيرا الى أن “الوجود الفرانسيسكاني يعود الى أزيد من 800 سنة، وأن الكنائس كانت موجودة بالمغرب منذ ألف سنة على غرار البيع”.

وأشار فضيلة السيد الأمين العام على هامش مشاركته في ندوة نظمت أول أمس الاثنين 18 مارس 2019، بالعاصمة الفرنسية باريس، سلطت الضوء على النموذج المغربي في ميدان التسامح والحوار بين الأديان، الى  أن” الحوار بين الاديان كان دائما قائما بالمغرب كما تبرهن على ذلك مختلف المهرجانات (فاس ، اكادير، مراكش) التي تنظم بالمغرب، مبرزا في هذا الصدد أن ” الحوار بين الاديان ليس “ترفا” بالنسبة للمغرب بل ممارسة “وظيفية” تتيح عيشا مشتركا بشكل افضل”.

من جانبه، قال سفير المغرب بباريس، السيد شكيب بنموسى خلال افتتاحه لأشغال الندوة التي حضرها صحافيون فرنسيون، ومن جنسيات اخرى، متخصصين في الخبر الديني، ان تفرد النموذج المغربي يرجع الى كونه يتأسس وينهض  باسلام متسامح ووسطي، مؤكدا أن “ديباجة دستور المملكة تنص على ان التنوع الثقافي يعد غنى وعاملا للتلاحم، كما يقر بحرية ممارسة العبادة.

وبعد أن ذكر السيد شكيب بنموسى بأن النموذج الديني المغربي يقوم على إمارة المومنين، والمذهب السني، والعقيدة الاشعرية، أوضح السيد السفير ان امارة المومنين، تتمتع بشرعية هيكلة الحقل الديني، والتصدي لكل التيارات الراديكالية، كما ان الدين يظل في المغرب بمنأى عن السياسة.

وعلاقة بالحوار بين الاديان، أوضح سفير المملكة بفرنسا، أن المغرب منخرط، ويعمل بشكل نشط في هذا الميدان”، مبرزا في هذا الصدد أن الزيارة المقبلة للبابا “لحظة قوية من اجل التصدي للتيارات والرؤى المتعصبة”، كما تعد” لحظة للتفاعل الاستثنائي بين الديانات والشعوب والحضارات”.

من جهته قال رشيد بن الزين، الباحث في الشأن الديني، المدير المشارك لمجموعة اسلام الانوار، في تصريح مماثل ان المغرب بالاضافة الى تقاليده، يتميز ب” معرفة ومهارة” يعترف له بها في مجال التعددية والحوار بين الاديان، مؤكدا ان المغرب اضحى اليوم كما كان في السابق، بالنظر الى تدفقات الهجرة، ارضا للاستقبال بالنسبة لمختلف الاديان.

اما عبد الرحيم حافظي، منتج ومنشط البرنامج الثقافي (اسلام) على القناة العمومية الفرنسية (فرانس 2)،   الذي تطرق الى تاريخ الحوار بين الاديان بالمغرب، فأبرز بدوره فرادة المملكة في ميدان الحوار بين الأديان، وبين الحضارات، مشيرا الى ان النقاشات والمبادلات بين الاديان لم تتوقف في المغرب منذ الحماية، وتعمقت بعد الاستقلال.

وقال إن زيارة البابا للمغرب تعد “نتيجة سياسية” تقر بان المغرب يعتبر نموذجا لتمازج تاريخي، وبلد مؤسس للحوار بين الاديان، وخاصة الاسلام والمسيحية.

واعتبر محمد الموساوي، رئيس اتحاد مساجد فرنسا، من جانبه أن المغرب يعد رائدا في مجال الحوار بين الأديان مشيرا الى ان زيارة البابا للمملكة على غرار تلك التي قام بها البابا جان بول الثاني، تعتبر افضل تجسيد لذلك.”، مضيفا  في مداخلة خلال الندوة ان الدستور المغربي يضمن التأطير الديني للجالية المغربية بالخارج مع اجبارية الدولة على المساهمة في تمويله”.

وأجمع المشاركون في الندوة التي نظمت في موضوع “اعادة هيكلة الحقل الديني بالمغرب والحوار بين الأديان”، والتي تأتي أياما قليلة قبل الزيارة الرسمية التي من المقرر أن يقوم بها  قداسة البابا فرانسوا للمغرب، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمير المومنين، نصره الله،  أن ” المملكة تشكل نموذجا في مجال الحوار بين الاديان والعيش المشترك”.

واعتبر المشاركون أن زيارة البابا للمملكة المغربية، تحمل رمزية قوية، كما تشكل “لحظة قوية “بالنسبة للمغرب المعروف والمعترف بانفتاحه وتسامحه، وايضا بالنسبة للمسيحيين المنتمين لعدد من البلدان الاروبية والافريقية الواقعة جنوب الصحراء.

المحجوب داسع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق