الرابطة المحمدية للعلماء

د. أحمد عبادي يشارك في ملتقى اليوم العربي – بطوكيو بحضور رئيس الوزراء الياباني ووزراء وبرلمانيين

نظمت سفارة المملكة المغربية وترأست اليوم العربي -الياباني لهذا العام بطوكيو يوم 3 أبريل 2018. وخلافا للأعوام الماضية، أعطت سفارة المملكة المغربية صيغة جديدة لهذه الاحتفالية، حيث تم تنظيم حفل عشاء على شرف 250 من الشخصيات رفيعة المستوى، من بينها وزراء من أعضاء الحكومة و69 من أعضاء مجلس النواب ومجلس المستشارين ورؤساء فرق الصداقة البرلمانية اليابانية-العربية، و50 شخصة من رؤساء الشركات اليابانية الكبرى وأعضاء من السلك الدبلوماسي وأكاديميين وشخصيات من عالم الفكر والإعلام والفن.

تميز هذا الحفل بكلمة سفير صاحب الجلالة باليابان وكلمة رئيس الوزراء الياباني السيد شينزو آبي. كما عرف اللقاء حضور ومشاركة الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، الأمين العالم للرابطة المحمدية للعلماء,

في كلمته، عبر سفير صاحب الجلالة عن تقديره الكبير للجهود التي يقوم بها رئيس الًوزراء السيد شينزو آبي تجاه العالم العربي الذي تجمعه باليابان علاقات صداقة تاريخية وإنسانية. توجت هذه العلاقات بإنشاء المنتدى الاقتصادي الياباني-العربي سنة 2009 وتوقيع مذكرة التعاون بين جامعة الدول العربية واليابان سنة 2013 ، وإطلاق الحوار السياسي العربي – الياباني سنة 2017. كما نوه السيد السفير إلى ارتفاع حجم الاستثمارات والمبادلات التجارية التي جعلت من اليابان رابع أكبر شريك تجاري للدول العربية وخامس أكبر مستثمر فيها.

وكانت فرصة سانحة نوه فيها سفير صاحب الجلالة بأهمية الدعم الياباني للمنطقة العربية لتحقيق السلم والأمن الدوليين. وأكد على أن استقرار المنطقة رهين بإيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية مشيدا بموقف اليابان الداعم للحفاظ على الوضع القانوني للقدس الشريف. وفي هذا الصدد، التمس سفير المغرب من اليابان الاعتراف بدولة فلسطين من أجل تحقيق السلام في المنطقة كمفتاح لاستقرار المنطقة وللسلم العالمي.

من جهته، ذكر رئيس الوزراء الياباني السيد شينزو آبي في كلمته بمستوى التعاون الذي يجمع اليابان بالدول العربية مؤكدا أنها تعتبر شريكا أساسيا لليابان، وأن هذه العلاقة تتجاوز المستوى الاقتصادي والتجاري، لتشمل علاقات تاريخية حضارية وانسانية عميقة. كما أكد حرصه العميق على تعزيز تنمية الموارد البشرية وبناء السلام في الشرق الأوسط.وذكر السيد شينزو آبي بجهود بلاده في قضايا الاستقرار والأمن ومكافحة الإرهاب وغيرها من القضايا التي تعني العالم العربي عامة والشرق الأوسط بشكل خاص كإعمار العراق ووضع اللاجئين السوريين. وشدد على ضرورة إحلال السلام بما يحقق مصالح المنطقة والمجتمع الدولي. وفِي هذا الصدد، ذكر بأن “اليابان سوف تقدم مساعدتها في خلق الثقة بين الأطراف المعنية من خلال مبادرة “ممر السلام والازدهار” اليابانية لتحقيق سلام الشرق الأوسط والعالم.

على صعيد آخر، ألقى رئيس البرلمان الياباني، السيد طاداموري أوشيما، كلمة باسم المؤسسة التشريعية، معتبرا هذا الحدث بمثابة احتفاء بالصداقة بين اليابان والدول العربية. ومن ثمة، عبر رئيس البرلمان الياباني عن سعادته لتعزيز الحكومة اليابانية علاقاتها مع دول الشرق الأوسط تحت قيادة رئيس الوزراء آبي ووزير الخارجية السيد كونو طارو. كما استحضر دعم الدول العربية لليابان بعد الزلزال الذي ضرب شرق اليابان في 11 مارس 2011 على الرغم من كونها متباعدة جغرافياً عن اليابان والدول العربية، ما يعكس عمق الصداقة بين اليابان والعالم العربي.

على صعيد آخر، نوهت حاكمة طوكيو، السيدة يوريكو كويكي في كلمتها بالعلاقات التي تجمع اليابان بالدول العربية، وعبرت عن إرادتها لتعزيز التعاون مع الدول العربية في مجال التقنيات والمؤسسات البيئية نظرا للاهتمام البالغ الذي تعطيه اليابان لهذا المجال والتظاهرات الدولية التي تعتزم تنظيمها في المستقبل القريب وعلى رأسها الألعاب الأولمبية طوكيو2020.

هذا وقد خَص وزير الخارجية الياباني السيد كونو طارو هذا الحدث بكلمة ضافية عرض فيها رؤيته الدولية التي تجعل من الدبلوماسية تجاه الشرق الأوسط إحدى الأعمدة الأساسية لسياسته الخارجية. وأكد أنه بالنسبة لليابان، يعد السلام والاستقرار في الشرق الأوسط بالغ الأهمية لتأمين مصادر مستقرة من الطاقة وحماية الممرات البحرية ومحاربة الإرهاب والتطرف العنيف.

وتجدر الإشارة إلى أنه، على هامش هذا الحفل الرسمي، نظمت سفارة المملكة المغربية، بتعاون مع المعهد العربي – الإسلامي بطوكيو ندوة علمية وفكرية تحت عنوان “حوار الحضارات والثقافات” يوم 4 أبريل 2018 شارك فيها الدكتور أحمد عبادي، الأمين العالم للرابطة المحمدية للعلماء، الذي كان في صدارة المتحدثين الرئيسيين في الندوة إلى جانب السيد يايوئي أكاشي، المساعد الأسبق للأمين العام للأمم المتحدة وممثل اليابان في قضايا السلام. والسيد كوسئي موريموتو كبير رهبان معبد طودايجي البوذي. والسيدة ريكو أوكاوا أستاذة الدراسات الاسلامية بجامعة ميجي غاكوين بطوكيو.

تناولت الندوة، التي حضرها أكثر من 140 مشارك من بينهم ممثل وزارة الخارجية وعدد من المفكرين والأكاديميين والاعلاميين ورؤساء جامعات ومراكز البحث اليابانية التي تعنى بقضايا الشرق الأوسط عامة،قضايا ومناهج الحوار الثقافي والحضاري بين اليابان والعالم العربي. وأهمية التعارف بين المجتمعات وفق قيم التسامح والاعتدال والوسطية.

وقد شكلت هذه الندوة فرصة مناسبة لإبراز تجربة بلادنا في قضايا حوار الحضارات، ودورها الريادي في نشر قيم السلام والتعايش بين الثقافات تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق