الرابطة المحمدية للعلماء

د أحمد عبادي: يدعو إلى ضرورة الاعتناء بالأبعاد المضمونية التي يتم ترويجها داخل الشبكة الرقمية

فضيلة الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، إن الشبكة الرقمية تعد “الحلبة الأكثر دينامية في المجال التواصلي والتعليمي والفكري وهي الأكثر جاذبية للناشئة والشباب”، مشددا في لقاء نظمته الرابطة أول أمس السبت بالرباط بشراكة مع منظمة اليونيسيف وبدعم من السفارة اليابانية لوضع خارطة طريق لحماية الأطفال واليافعين المغاربة من التطرف، على ضرورة الاعتناء بالأبعاد المضمونية التي يتم ترويجها داخل الفضاءات التواصلية للشبكة الرقمية، لتتصدر أولويات التأطير القيمي والديني والتعليمي والفني والفكري للناشئة والشباب.

وأوضح السيد الأمين العام أنه من أجل مواكبة علمية لهذه الفئات، يتعين تقديم خطاب بديل ومقنع وآمن، مما يفرض ضرورة المواكبة والتوجيه، من أجل استخدام سليم لكل هذه الوسائل والوسائط من لدن الطفولة والشباب، ونشر وبث قواعد أخلاقية للتعاملات الرقمية، وكذا وضع معايير قيمية لاستخدام وتوظيف التكنولوجيا لدى الناشئة والشباب، درءا لكافة أوجه الانزلاق إلى السلوكيات الخطرة، وتمنيعا لهم من اختراق الأفكار الهدامة، مضيفا بأن الوصول إلى المعلومة في الماضي “كان يتطلب قراءة مجلدات، بينما وفرت المصفوفة الرقمية الوصول إلى كم غزير من المعلومات بدون أدنى تعب، وفي وقت وجيز، في الوقت الراهن”، حيث يوجد في العالم أزيد من 27 مليار آلة مرتبطة بشبكة الإنترنت.

وبخصوص العمل المشترك بين الرابطة المحمدية للعلماء ومنظمة “اليونيسف”، قال الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، “إن التشبيكات التي تتيحها المنظمات الدولية تعود بالفائدة على جميع الأطراف، وذلك عبر بلورة تجارب فضلى يمكن اقتسامها مع الدول التي تجمعها روابط حضارية ودينية مشتركة مع المملكة.

من جانبها، أشارت ممثلة “يونيسيف” بالمغرب، السيدة ريجينا دو دومينسيس إلى أن الإحصائيات الراهنة تقدر نسبة الناشئة المرتبطة بشبكة الأنترنت عبر العالم بأزيد من 88 في المائة، مؤكدة أنه يتعين تحصين هذه الفئة ضد مظاهر التطرف والانغلاق.

وشددت المسؤولة الأممية، في كلمة خلال اللقاء، على ضرورة الاشتغال مع فاعلين حكوميين آخرين وعلماء دين لإنجاح هذه التجربة، في أفق تعميمها على الصعيد العالمي، مسجلة عزم المنظمة على نسج علاقات تعاون مع حكومات بلدان صديقة تقتسم معها وجهات النظر في ما يتعلق بقضايا الطفولة.

ويهدف المشروع، الذي يندرج ضمن أنشطة وحدة “الفطرة الناشئة” التابعة للرابطة المحمدية للعلماء، إلى تعزيز قيم التسامح والوسطية والاعتدال في صفوف الناشئة، كما يهدف إلى دعم قدرات هذه الناشئة وتمليكها مهارات حياتية وكفايات تساهم في تثقيف وتحصين هذه الفئة من الاختراقات القيمية والسلوكية، عبر تمكينها من الفعل الناجح والراشد بين نظرائها، لكي تبني مستقبلا أكثر إشراقا لذواتها ولبلدانها.

ويتضمن برنامج اللقاء ورشات تكوينية متخصصة تهم “الخطاب الديني في المصفوفة الرقمية”، و”الفنون في المصفوفة الرقمية”، و”الوسائط الرقمية”، و”الإعلام في المصفوفة الرقمية”.

ويوفر “مشروع دليل المواكبة من أجل مضمون آمن وأمان رقمي لفائدة الأطفال واليافعين”، دعامة تأطيرية لبرنامج الورشات التكوينية المتعلقة ببعد الخطاب الديني والقيمي في المصفوفة الرقمية، وبعد الفنون والآداب، وبعد الهندسة الإلكترونية والتلعيب أو المحفزات التعليمية ومواكبة الناشئة، ودور الإعلام في الوسائط الرقمية.

كما يعمل الدليل، بغية تحقيق الأهداف المتمثلة في استدماج الوعي والحضور المسؤول عند استعمال الأنترنت والاستئناس بوظيفية التعاطي مع وسائل الاتصال وألعاب الفيديو، على إشراك الناشئة في بلورة رؤيتها الخاصة للأنترنت في المستقبل، وتمكينها من الاستعمال الراشد لوسائل التواصل الاجتماعي، في أفق جعلها حليفا لتحفيز قدرات الإبداع والنقد لديها.

أحمد زياد+وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق