مركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلامية

تقرير عن ندوة إجازات في الطب والصيدلة في تاريخ المغرب العلمي

إعداد: حسناء بوتوادي

باحثة بوحدة علم وعمران

في إطار أنشطته العلمية نظم مركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلامية بتنسيق مع لجنة التراث بكلية الطب والصيدلة بفاس بقاعة إدريس بنزكري بالرابطة المحمدية للعلماء بتاريخ 25 أبريل 2018م ندوة علمية بعنوان: «إجازات في الطب والصيدلة في تاريخ المغرب العلمي» بمشاركة الأساتذة: الدكتور محمد زين العابدين الحسيني والدكتور البشير بنجلون والدكتور جمال بامي.

افتتحت هذه الندوة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم ، تلتها كلمة رئيس الجلسة الدكتور نور الدين شوبد منوها بهذا اللقاء العلمي الذي يعتبر تجديدا لأعمال مركز ابن البنا المراكشي، واستئنافا لمسيرته.

تقديم الدكتور نور الدين شوبد

همت المحاضرة الأولى التي ألقاها الدكتور البشير بنجلون، أستاذ بكلية الطب بفاس، وطبيب أخصائي في جراحة الجهاز الهضمي، والكاتب العام للجنة التراث بنفس الكلية، حول «إجازات الطب والصيدلة في تاريخ المغرب العلمي مدخل عام»، تكلم فيها عن تعريف الإجازات العلمية، وأركانها وأنواع الإجازات الممنوحة وتصنيفها،

مداخلة الدكتور البشير بنجلون

ومحتوياتها، والشروط التي ينبغي أن يتصف بها الشيخ المجيز والطالب المجاز، وظاهرة تحريف وتزييف الإجازات، والاختلافات الرئيسة بين الإجازات والشهادة أو الدبلوم، ثم أفاض الحديث عن الإجازة في الطب ومميزاتها، والرقابة على الأطباء من قبل المحتسب، بعد ذلك تحدث عن إجازات الطب والصيدلة في تاريخ المغرب ومثل لذلك بثلاث إجازات: إجازة عبد الله بن صالح الكتامي سنة 1207م، وإجازة محمد الكحاك سنة 1832م، وإجازة عبد السلام العلمي سنة 1886م، ليختم بالحديث عن واقع الإجازة في الطب الحديث.

المحاضرة الثانية كانت من إلقاء الدكتور محمد زين العابدين الحسيني، أستاذ في عديد الجامعات المغربية والأكاديميات العسكرية، مختص في التاريخ العسكري والتاريخ العلمي، حول موضوع: «أول إجازة في الطب تمنحها جامعة القرويين» التي قسمها إلى ثلاثة محاور أساسية:

1 ـ منظومة التدريس بجامعة القرويين.

2 ـ إطار تاريخي لمنح الإجازة.

3ـ أول إجازة ومكوناتها.

فقط تطرق في المحور الأول إلى المنهج العلمي التجريبي بجامعة القرويين في العلوم ومن بينها الطب، وبعض صفات الأساتذة بجامعة القرويين، ومقررات التكوين العلمي بجامعة القرويين، وتحبيس مخطوطات الطب بخزانة جامعة القرويين منها: أرجوزة في الطب العام لابن طفيل، إلى جانب تدريس العلوم الطبية بجزئياتها الدقيقة مع

مداخلة الدكتور محمد زين العابدين الحسيني

تحديد الوصفات العلاجية للأمراض الموصوفة، ثم أشار إلى الإطار التاريخي لمنح أول إجازة في الطب بجامعة القرويين وعناية سلاطين الدولة الموحدية بهذا المجال، والتي مُنحت لعبد الله بن محمد بن صالح الشجار الكتامي سنة (603هـ/1207م)، وقد حضر إجازته ثلاثة أساطين في الطب: ابن البيطار، وأحمد بن حجاج الإشبيلي، وأبو العباس بن محمد مفرج النباتي، وأيضا حضرها قاضي مدينة فاس محمد بن عبد الله الحسيني.

المحاضرة الثالثة: ألقاها الدكتور جمال بامي رئيس مركز ابن البنا المراكشي ورئيس وحدة علم وعمران بالرابطة المحمدية للعلماء في موضوع: «إجازة محمد بن أحمد الكحاك في الطب سنة 1832م»، استهلها بالإشارة إلى الظروف السياسية والاجتماعية الصعبة التي منحت فيها إجازة محمد بن أحمد الكحاك، ومحتوى الإجازة الملخصة في: إشهاد عدلين وأطباء الوقت وحجاميه بتجربة المُجاز وخبرته النظرية والتطبيقية، وأخلاقه

مداخلة الدكتور جمال بامي

العالية في صناعة الطب ودلائله، وبالأخلاط المهلكات وبالأخرجة، ومعرفة النبات والمعادن والأدوية، وشد جبائر الكسير وأصناف البول بالقواوير، ثم طرح بعض الأسئلة الإبستمولوجية  من قبيل: ما هو وضع الطب في المغرب  زمن الإجازة، ما مدى استمرار الروح العلمية والأخلاقية السائدة في الإجازة في الممارسة الطبية في المغرب اليوم، وما أهمية الربط بين الممارسة الطبية والجراحية ومعرفة عناصر المادة الطبية وخواصها من قبيل المواد الطبيعية المستعملة في مختلف الأمراض؟ وفي الختام تطرق الدكتور جمال بامي إلى نقد الطرح الاستعماري لتاريخ المعرفة الطبية بالمغرب.

 وفي ختام الندوة تم الاتفاق على الاستمرار في تنظيم ندوات وحلقات دراسية و ورشات علمية ومعارض من أجل التعريف بأعلام العلوم الكونية في مغربنا المبارك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق