مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين

تقرير حول اللقاء العلمي: قراءات في كتاب

فبراير 6, 2019

 بسم الله الرحمن الرحيم

 تقرير حول اللقاء العلمي: قراءات في كتاب:

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعلنا خير أمة أخرجت للناس، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير الخلق، خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله الغر الميامين، من أذهب الله عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيرا، وعلى صحابته الكرام البررة، الذين قبلوا الحق، ودافعوا عنه، ونشروه، لما انْبَلَجَ الصبح، وظهر نور الإسلام، وانمحت ظلمات الشرك والجهالة والأوهام، (أولئك هم المومنون حقا لهم درجاتٌ عند ربهم ومغفرةٌ ورزقٌ كريم). سورة: الأنفال، آية: 4.

وبفضل إخلاص الصحابة الكرام، وصبرهم، وتضحياتهم الجسيمة، بالأنفس، والأهل، والأموال، كتب الله النصر للإسلام، حتى أظهره على الدين كله ولو كره المشركون.

هؤلاء هم أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الذين نبتت محبتهم في قلوب المؤمنين، وازدادوا إكبارا وإجلالا لهم عبر الأحقاب والسنين.

واحتفاء من مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين بطنجة التابع للرابطة المحمدية للعلماء، بصدور هذا الكتاب، نظَّم المركز جلسة علمية لتقديم قراءات في الكتاب المذكور، حضرها صفوة من الأساتذة والباحثين المهتمين، وذلك يوم الأربعاء 30 جمادى الأولى 1430هـ الموافق لــ 6 فبراير 2019م برحاب قاعة المحاضرات بملحقة المركز بطنجة.

استُهِلَّ هذا اللِّقاء بالاستماع إلى قراءة مباركة لآيات بيِّنات من الذِّكر الحكيم، من تلاوة القارئ حسن حسني، وبعده تم الاستماع أيضا إلى كلمة مسيِّر الجلسة الدكتور بدر العمراني رئيس مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين بطنجة؛ الذي رَحَّب فيها بالأساتذة المشاركين في قراءة الكتاب، ودراسته، وتقديمه للقراء، وبالحضور الكريم أساتذة، وطلبة، ومهتمِّين، وذكر أن هذا اللقاء العلمي المبارك يأتي فاتحة قراءات، ارتأى المركز تنظيمها تعريفا بمنشوراته، وتذكيرا برسالته السَّامية في التنويه بقدر الصحابة الكرام، ومن تبعهم، والذَّبِّ عن مكانتهم وأعراضهم الطَّاهرة إزاء الشُّبهات المثارة من قبل أهل الأهواء والبدع، مقتفين في ذلك المنهج الرَّبَّاني في كتاب الله عزَّ وجلَّ عبر آيات كثيرة، منها: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الاِنجيل كزرع اَخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزُّراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) سورة: الفتح، آية: 29.

وهو سبحانه الذي حلاَّهم بالرضوان في السورة نفسها، فقال: (لقد رضي الله عن المومنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا). سورة: الفتح، آية: 18.

وتناول الدكتور بدر العمراني في هذه الكلمة أيضاً: التعريف بالكتاب، وَمُحَقِّقِه، مُدْرِجاً إيَّاهُ في سياق الأعمال الصادرة عن مركز عقبة بن نافع، ضمن سلسلة أعلام الصحابة؛ التي تهدف إلى توسيع معارف الباحثين بالصحابة الكرام، رضوان الله عليهم، وبمناقبهم ومزاياهم، باعتبارهم ثمار تربية المصطفى، صلى الله عليه وسلم، وأثر رعايته واهتمامه، كي يكونوا قدوة لنا.

ومن اهتمامه، صلى الله عليه وسلم، بهم: تيمُّنه بأسمائهم، وحرصه على أن تكون أسماؤهم حسنة مؤنسة، لذلك آثر تغيير ما لم يتوافق منها مع العقيدة الإسلامية، وما لم تأنسه الأسماع والأذواق الرفيعة.

وفي هذا الإطار أحاديث وآثار، منها الصحيح، والحسن، والضعيف، والموضوع، اهتمَّ بجمع شتاتها، ولمِّ أطرافها كثير من الأعلام، ومنهم: عالمان جليلان، من خيرة محقِّقي أهل العلم من المغاربة المتأخرين، وهما:

العلاَّمة المحدِّث محمد المدني بن علي بن جلُّون (ت 1298هـ) عن 34 سنة، والعلاَّمة الأديب عبد الرحمن بن جعفر الكتاني (ت 1334هـ) عن 37 سنة.

وأشار الدكتور بدر العمراني إلى أن الأستاذ المحقق الدكتور عبد الله عبد المومن-أستاذ أصول الفقه بكلية العلوم الشرعية بالسمارة، ورئيس تحرير مجلة الإبصار >مجلة علمية محكَّمة<- بتحقيقه لهذين الكتابين؛ يُعدُّ أوَّل من اهتم بتراث هذين العَلَمين.

بعد ذلك أعطى- رئيس الجلسة- الكلمة للدكتور يوسف الزيدي، أستاذ بكلية أصول الدين بتطوان، لإلقاء مداخلته، فشكر القائمين على هذا اللقاء العلمي، المتعلق بقراءات في كتاب >من غير النبي، صلى الله عليه وسلم، أسماءهم<، وأدلى بدلوه في الموضوع؛ فأصَّل له في محيطه وما يندرج فيه، وذكر أول من ألَّف فيه، وعرَّف بمحقِّق الكتاب، وجهوده في التأليف والتحقيق، ثم ذكر مزايا الدراسة.

أما المداخلة الثانية فكانت من نصيب الدكتور عبد الغني يحياوي، أستاذ بكلية أصول الدين بتطوان، فتحدث بداية عن المقدمة، وقال: إن صاحبها قد نسجها بدقة متناهية، وفيها براعة استهلال، أَضْفَتْ عليها رونقا وجمالا.

وقسم مداخلته إلى أربعة محاور:

المحور الأول: وصف الكتاب.

المحور الثاني: أهمية الكتاب، وموضوعه.

المحور الثالث: نظرات في قضايا الكتاب، ومنهجه، وعمل محققه.

أما المحور الرابع؛ فكان عبارة عن مقارنة بينه، وبين جزء السيوطي، رحمه الله، المتوفى سنة 911هـ. الذي ألفه في الموضوع، وسماه: >جزء من غيَّر النبي، صلى الله عليه وسلم، أسماءهم<، وكذا كتاب: (الزَّهْر البَسَّام فيمن سمَّاه النبي، عليه السلام)؛ لشمس الدِّين بن طُولُون الصالحي؛ وهو تلميذ الحافظ جلال الدين السيوطي.

بعد هاتيْن المداخلتين، أحال مسيِّر الجلسة الكلمة على محقق الكتاب: الدكتور عبد الله عبدالمومن، فعبَّر عن سعادته بهذا اللقاء العلمي المتميِّز، وعن عميق امتنانه، وجزيل شكره للرابطة المحمدية للعلماء، ولمركز عقبة بن نافع، ولكل مَن كان له إسهامٌ من قريب، أو بعيد في عقد هذا اللقاء، وإنجاحه؛ سواءٌ في كيفية التنظيم، أو المشاركة، أو الحضور، وتحدث عن تحقيقه لهذا الكتاب (المشارَكِ به)؛ وموضوعِه الذي يُعَدُّ من أهم المواضيع التي استأثرت باهتمام المغاربة- قديما وحديثا- وهو موضوع أسامي الصحابة الكرام وألقابهم، وكل ما يتصل بحياتهم.

وتحتوي دراسة الكتاب على موجِّهات تربوية لها أبعد الأثر في تحسين الصورة الظاهرة لأحوال المسلم في اسمه ورسمه قبل إصلاح قلبه وقالبه. وقد أصبحت الآن كثير من الأسماء تعتريها شبهات باعثها: التشبُّه غالبا، أو الافتتان بمظاهر الحضارة البعيدة عن روح الإسلام، وغياب معالم الاقتداء الإيماني، فينعكس الأمر على أسماء، وألقاب كان مما يحسن بدلها شرعية الاختيار، وفقا لهدي النبي، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه.

وقبل ختام هذا اللقاء العلمي الماتع، تكلمت الدكتورة محاسن أحمدون تفاعلا مع الكتاب؛ من أجل تصحيح خلط شائع في نسبة كتاب: >نصيحة ذوي الهمم الأكياس في بعض ما يتعلق بخلطة الناس<؛ لمحمد المدني بن جلون. والصواب: أنَّه لمحمد المدني كنون.

وبعد ذلك خُتِم هذا اللقاء بكلمة عبَّر فيها الدكتور بدر العمراني، باسم مركز عقبة بن نافع الفهري للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين، عن ابتهاجه العميق، وسروره بعقد مثل هذه الملتقيات العلمية التي تُعَرِّف بعلمائنا الأجلاء، وتراثنا الزاخر، ومؤلفاتنا المتميِّزة، التي يرتشف من مَعِينها الفياض الطلبة والباحثون والمهتمون، ويَرْتَوُون من مَنهلها العذب، شاكراً للأساتذة الكرام مشاركتهم القيِّمة، وللحضور الكريم حضورهم وحُسن اهتمامهم.

وفي الأخير أعطيت شهادات تقديرية للأساتذة المشاركين، تقديرا لجهودهم في إنجاح هذا اللقاء العلمي.

وفي يوم الجمعة 2 جمادى الآخرة 1440هـ، الموافق لــ 8 فبراير 2019م، استضافت إذاعة طنجة الجهوية كلا من الأستاذ الدكتور بدر العمراني، رئيس المركز، والدكتور عبد الله عبد المومن، أستاذ أصول الفقه بكلية العلوم الشرعية بالسمارة، للحديث عن الكتاب، وقيمته العلمية، وعن هذا اللقاء الذي عُقد بمقر المركز، والسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق