مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث

تاريخ نشوء الاهتمام بالتراث العربي الإسلامي ببلاد الهند

محور اللقاء العلمي الذي نظمه مركز الدراسات والأبحاث بالرابطة المحمدية للعلماء مع  المحقق الهندي محمد عُزير شمس

في إطار أنشطته العلمية والفكرية نظم مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث التابع للرابطة المحمدية للعلماء، لقاءً علمياً مع الأستاذ المحقق محمد عُزير شمس ـ من أشهر علماء الهند المعاصرين المعنيين بقضايا التراث وتحقيق المخطوطات،  وذلك يوم الثلاثاء 01 ذي القعدة 1430هـ/20 أكتوبر 2009م، بقاعة عبدالله كنون، بالمقر الرئيس للرابطة.

وفي افتتاح اللقاء ألقى الأستاذ عبد اللطيف الجيلاني ـ رئيس المركز ـ كلمة ترحيبية عرّف فيها بالضيف الكريم، مشيرا إلى أهم منجزاته العلمية، ثم أحال الكلمة إلى الأستاذ الدكتور أحمد شوقي بنبين ـ مدير الخزانة الملكية بالرباط ـ الذي نبّه الحاضرين من الباحثين والمعنيين بالتراث إلى مجموعة من الأسئلة التي ترتبط بموضوع اللقاء، وبعد ذلك شرع ضيف اللقاء الأستاذ محمد عُزير شمس في استعراض تاريخ أشهر الخزائن والمؤسسات العلمية بالهند؛ مُوضحا عناية طائفة من كبار علماء الهند بالثقافة العريية الإسلامية، ويمكن اختزال عرضه في ثلاث محاور أساسية أولها: تاريخ نشوء الاهتمام بالتراث العربي الإسلامي ببلاد الهند، ثم تحدث في المحور الثاني عن الطرق التي استطاع بها مسلمو الهند الحفاظ على الثروة التراثية التي تزخر بها خزائن بلدهم إلى الوقت الحاضر، أما المحور الثالث فتناول فيه جهود عدد من علماء الهند في إشاعة الثقافة العربية الإسلامية.

وتماشيا مع رغبة الباحثين والمهتمين في إشباع فضولهم المعرفي حول حياة ومسيرة الأستاذ محمد عُزير شمس العلمية، وتجربته في فهرسة المخطوطات وتحقيقها داخل بلده الهند وخارجها، جدَّدَ المركز اللقاء معه يوم الأربعاء 2 ذي القعدة 1430هـ الموافق لـ21 أكتوبر 2009م، في حصة ثانية ترأسها الأستاذ الدكتور أحمد شوقي بنبين، وفيها كشف الأستاذ محمد عزير شمس عن مختلف أطوار مسيرته العلمية الموفقة، ثم تحدث عن تجربته في تحقيق النصوص ومنهجيته التي سار عليها في معظم أعماله القائمة على سعة الاطلاع والدقة في البحث والاهتمام باللغات الحية، ثم أشار إلى أهم الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الباحث عموما، والمشتغل بتحقيق التراث خصوصا، وأكّد على أهمية التوسع في الاطلاع على شتى أنواع العلوم والفنون؛ سواء تلك التي لها صلة بمجال التحقيق أو بموضوع النص المراد تحقيقه، وفي ختام اللقاء أجاب الأستاذ محمد عزير شمس عن مجموعة من أسئلة الحاضرين.
 
السيرة الذاتية لضيف اللقاء: الأستاذ محمد عزير شمس
ـ من مواليد سنة 1957م في ولاية بنغال الغربية في الهند.
ـ تلقى تعليمه الأولي في مدرسة فيض عام في مدينة (مو).
ومن أشهر المدارس التي تلقى بها دراسته: دار العلوم الأحمدية في دربنجه في ولاية بيهار، ودار الحديث في مدينة بيل دانجه في ولاية بنغال، والمدرسة الرحمانية في مدينة بنارس، ثم درس بعد ذلك بعدة جامعات داخل الهند وخارجها حتى حاز على درجة الماجستير سنة 1406 هـ وكان موضوع رسالته: التأثيرالعربي في شعر حالي، كما أنجز أطروحته لنيل الدكتوراة في موضوع: الشعر العربي في الهند ـ دراسة نقدية .

ومن أبرز شيوخه: والده الشيخ شمس الحق (ت1406) درس عليه الموطأ والبخاري وكتب أخرى، والشيخ محمد رئيس الندوي (كبير علماء الحديث في الهند)، وصفي الرحمن المباركفوري، وغيرهم كثير.
ومن الأمور التي اعتنى بها أثناء طلبه للعلم تعلم اللغات الحية، فأتقن ست لغات، منها: اللغة العربية، والإنجليزية، والفارسية.

ومن مؤلفاته وأعماله في تحقيق نصوص التراث :حياة المحدث شمس الحق وآثاره، طبع طبعتين في بنارس بالهند، وأعلام أهل الحديث في الهند (بالأردية) غير مطبوع ، مؤلفات الأمام ابن قيم الجوزية، وقام بتحقيق كتاب رفع الإلتباس عن بعض الناس للعظيم آبادي ، وغاية المقصود شرح سنن أبي داود ، للعظيم آبادي ( المجلد الأول)، ومجموعة فتاوى الشيخ شمس الحق العظيم آبادي ( بالأردية والفارسية)، وردّ الإشراك ، لإسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، وتاريخ وفاة الشيوخ الذين أدركهم البغوي ، لأبي القاسم البغوي، وجزء في استدراك أم المؤمنين عائشة على الصحابة، لأبي منصور البغدادي، وروائع التراث (عشر رسائل نادرة في فنون مختلفة)، وبحوث وتحقيقات للعلامة عبدالعزيز الميمني، وإتحاف النبيه بما يحتاج إليه المحدث والفقيه، لولي الله الدهلوي(تعريب)، ومجموعة رسائل الإمام ولي الله الدهلوي، غير مطبوع، ومجموعة رسائل المحدث شمس الحق العظيم آبادي(غير مطبوع)، وتقييد المهمل وتمييز المشكل ، لأبي علي الجياني ( بالاشتراك)، وللأستاذ محمد عزير شمس جهود علمية أخرى، فقد قام بفهرسة المخطوطات في مكتبة خُدابخش خان بمدينة باتنه (الهند) وعمل في فهرسة خزائن أخرى، وله مقالات علمية في عدد من المجلات بالأردية والعربية، منها: مجلة المجمع العلمي الهندي ، ومجلة اللغة العربية بدمشق، ومجلة المعارف، وغيرها، وترجم بعض الكتب من العربية الى الأُردية وبالعكس، وقام بتدريس بعض العلوم مثل الرياضيات والمنطق العروض في كثير من المدارس، وألقى العديد من المحاضرات، وشارك في ندوات مختلفة في الهند وخارجها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق