مركز الأبحاث والدراسات في القيم

لقاء كلمة الشباب يناقش مبدأ المسؤولية عند الشباب

أبريل 25, 2014

في لقاء جديد مع الشباب في اطار برنامج كلمة الشباب الذي تنظمه وحدة مكافحة السلوكيات الخطرة والتثقيف بالنظير والذي اختار له رواد صفحة كلمة الشباب على الفايسبوك موضوع “مبدأ المسؤولية عند الشباب”. هذا الموضوع الذي جاء بعد نقاش مستفيض على الصفحة حيث تبادل الشباب مجموعة من الآراء والتجارب التي عجلت ببرمجة لقاء في الموضوع بالمركز السوسيوتربوي لدعم كفاءات الشباب يوم الجمعة 25 أبريل 2014 بسلا.

استهل اللقاء بالتعريف بالرابطة المحمدية للعلماء ومجالات اشتغالها كما تم التعريف بوحدة مكافحة السلوكيات الخطرة والتثقيف بالنظير وما تقدمه من خدمات لفائدة الشباب، بعد ذلك مباشرة افتتح النقاش بالإجابة عن سؤال أساسي وهو مدى إلمام الشباب بمفهوم المسؤولية. حاتم، 21 سنة يقول أن المسؤولية ليس لها تعريف واحد لكن يمكن تعريفها حسب السياق الذي ذكرت فيه، تتدخل صونيا، 19 سنة لتعترض عن الفكرة وتقول أن المسؤولية لها تعريف واحد وتسترسل مداخلتها بإعطاء مثالين: الاول عبرت من خلاله على أن الشخص الذي يدخن فهو مسؤول عن قرار تدخينه وتبعات هذا الفعل كالإصابة بالأمراض أو هدر المال أو فقدان الأصدقاء…ووضحت في المثال الثاني رب الاسرة الذي يتحمل مسؤولية أسرته وبالتالي فهو مثلا مسؤول عن تصرفات وسلوكيات ابنه من منطلق أن التربية الحسنة هي من صميم واجباته، أي أن من حق الابن على أبيه أن يربيه تربية حسنة. ليخلص النقاش أن المسؤولية هي موازنة بين الحقوق والواجبات.

رضى 23 سنة، مستخدم يقول ان المسؤولية نوعين مسؤولية فردية تهم الفرد بذاته ومسؤولية مجتمعية تعكس دور الفرد في إطار مجتمعي معين (إدارة، جمعية، أسرة…)، أمنية 24 سنة وهي طالبة بكلية الحقوق تتفق مع رضى في طرحه وتضيف أن المسؤولية الذاتية تبقى مساحة قائمة حتى في حال كون الفرد واقعاً في إطار مسؤولية فرد أو مجموعة أخرى، وأن هناك مستوى ثاني من المسؤولية وهي المسؤولية التنظيمية والتي يكون فيها الفرد مسؤولاً عن أفراد آخرين في تنظيم اجتماعي معين.

ليتفق جميع المشاركين أن الأصل في المسؤولية أن يكون الإنسان مسؤولا عن ذاته وعن تصرفاته وما يبدر منه من قول أو فعل. ولكن بطبيعة وجود هذا الإنسان ضمن تنظيمات اجتماعية، فإن هذه المسؤولية تمتد ليكون الفرد بذلك مسؤولا عن نفسه وعن مجموعة من الأفراد في إطار تنظيم اجتماعي معين. فرب الأسرة مثلا مسؤول عن أسرته والمدرس مسؤول عن الطلاب في فصله، والمدير مسؤول عن موظفيه، ورئيس الدولة مسؤول عن رعايا دولته…

ولجرد مظاهر المسؤولية تم القيام بعصف ذهني مع المجموعة. كان أهم ما ذكر منها الصدق والاحترام والاهتمام بالآخرين والثقة بالنفس ودقة المواعيد، وأن يكون الشخص مبادرا ومجتهدا في الحياة ومنظما ومستعدا لمساعدة الآخرين.

طرحت إحسان 22 سنة سؤالا مهما أثار المشاركين وهو لماذا يجدر بي ان أتحلّى بحسّ المسؤولية‏ في مجتمع لا يتحمل أفراده مسؤولياتهم الكاملة؟ وبعد نقاش غني مع المجموعة عرف طرح أمثلة متعددة منها احترام قانون السير، واحترام القوانين العامة وتأدية الضرائب ورمي الأزبال…خلص النقاش إلى أن الشخص الذي يتحلّى بحسّ المسؤولية يعرف كيف يستخدم مواهبه وقدراته‏ فيكون بالتالي موضع تقدير واحترام،‏ ويعامَل كشخص ناضج،‏ ويُمنح حرية اكبر وصلاحيات اوسع وهذا ما يجعله مميزا في وسطه.

ولربط تحمل المسؤولية بما يتجسد في مجتمعنا من ممارسات وسلوكيات خطرة، تم طرح بعض الأمثلة التي ناقشها المشاركون بكل موضوعية وأريحية حيث عزى البعض تفشي مثل هذه الظواهر السلبية إلى ضعف التربية وغياب الوازع الديني، هنا تدخلت فاطمة الزهراء بصفتها أم وقالت “إن ما يتجسد في المجتمع من سلوكيات خطرة هو عبارة عن نتاج لما يلقن لأبنائنا في المدرسة وفي الشارع وحتى داخل الأسرة”.

ولمناقشة الحلول تم طرح إشكال هل المسؤولية مبدأ أم مهارة؟ تبادل المشاركون الآراء وتناقشوا حول أفكار متعددة من قبيل أن المسؤولية مهارة تتطور وتكتسب من خلال التجارب والأحداث التي يمر منها الفرد في حياته اليومية، في حين عبر شباب آخرون أن المسؤولية يجب أن تكون مبدأ في الحياة لتترجم على شكل ممارسات يومية. وخلص النقاش في هذه النقطة بعد تعريف المبدأ – على أنه قناعات يكون الشخص مشبع بها ويحاول تجسيدها على أرض الواقع بسلوكيات ومهارات يكتسبها مع الوقت –  اتضح على أن المسؤولية هي مهارة مركبة وليست مستقلة كما أنها خليط متجانس من المهارات كالثقة بالنفس والثقة بالأخرين والصبر والتحمل والقدرة على نقد الذات والقدرة على تحليل واتخاذ القرار. وبالتالي فالمسؤولية هي مجموعة مهارات يجب اكتسابها وممارستها لتصبح مبدأ في الحياة مع ضمان تنميتها بشكل مستمر.

في نهاية اللقاء قام أعضاء وحدة مكافحة السلوكيات الخطرة والتثقيف بالنظير بتأطير مجموعة من الألعاب التربوية التي تهدف إلى تنمية المهارات كاتخاذ القرار وتحمل المسؤولية والثقة في النفس. وقد عبر الشباب الحاضر في ختام الجلسة عن إعجابهم بالوسائل والمنهجية المتبعة في النقاش، وعن النقص الذي يعرفه محيطهم من قبيل هذه الأنشطة، وأوضحوا أنهم على استعداد كامل من أجل المشاركة في برامج الوحدة المقبلة ونشر الوعي الاجتماعي في وسطهم إذا ما أتيحت لهم الفرصة للاستفادة من دورات تدريبية متخصصة تجعل منهم شباب مسؤول عن أفعاله ومسؤول في محيطه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق