مركز الدراسات القرآنية

النقد التفسيري: المفهوم والأولوية والمعالم

مايو 31, 2018

نظّم مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء، الحلقة الرابعة عشر من حلقات منتدى الدراسات القرآنية، بمطارحة علمية منهجية في موضوع: «النقد التفسيري: المفهوم والأولوية والمعالم»، من تأطير فضيلة الدكتور محمد إقبال عروي حفظه الله، الأستاذ الباحث بمركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء، وذلك يوم: الخميس 15 رمضان 1439ﻫ/ الموافق لـ 31 ماي 2018م، بمقر مركز الدراسات القرآنية، أكدال ـ الرباط.

افتُتِح هذا المنتدى العلمي بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة الدكتور محمد المنتار؛ رئيس مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء الذي بين أهمية موضوع الحلقة، التي يكمل فيها فضيلة الدكتور محمد إقبال ما سبق وأن بدأه  من المقدمات المنهجية لمراجعة علوم القرآن وقضايا التفسير في الحلقة الثانية من حلقات هذا المنتدى العلمي تحت عنوان: «مُرْتَكَزَاتٌ مَنْهَجِيَّةٌ فِي مُرَاجَعَةِ عُلُومِ القُرْآنِ وَالتَّفْسِيرِ».

 استهل الأستاذ المحاضر كلمته بالشكر لفضيلة السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الدكتور أحمد عبادي الذي يرعى هذه المؤسسة الكريمة، ولرئيس مركز الدراسات القرآنية الدكتور محمد المنتار، على إتاحة هذه الفرصة لمدارسة قضايا الدرس القرآني. ثم انتقل بعد ذلك للحديث عن مفهوم النقد التفسيري، الذي يقوم على تحرير الآراء التفسيرية، وتعزيز التناول التدبري للقرآن الكريم

بعد ذلك بين الدكتور محمد إقبال أولوية النقد التفسيري اليوم، خاصة في ظل غيابه بالجامعة المغربية، فالبحث الجامعي الأكاديمي اليوم يغلب عليه الاجتهاد الفردي بدل المؤسسي، والاشتغال الخاص بدل التعاون بين الجامعات، وغياب التنسيق والشراكات العلمية فيما بينها، ونتيجة لذلك نرى تنافرا لهذه الجهود العلمية وتباعدها، كما نجد انغلاقا أكاديميا، بدل الانفتاح على المجتمع، ونجد تراكما كميا بدل البناء التكاملي، مع غياب للتتبع النقدي لهذه المشاريع العلمية.

أما معالم النقد التفسيري فقد اختار الأستاذ المحاضر أن يبحثها من خلال نموذج تطبيقي مغربي؛ وهو العلامة سيدي عبد الله بن الصديق الذي ولد بمدينة طنجة سنة 1910م، وتوفي سنة 1993م، درس بالمغرب، ثم رحل إلى مصر، ودرس بها، ثم عاد إلى المغرب، وتفرغ للتأليف، من مؤلفاته العلمية: بدع التفاسير، والتناسب البياني في القرآن… وغيرهما.

وأشار ـ حفظه الله ـ إلى أن الشيخ عبد الله بن الصديق طبق النقد التفسيري في ثلاثة مستويات:

المستوى الأول: طبقه تطبيقا عاما، عبر قراءة في كتب التفاسير، واستخلص منها التفاسير المرجوحة، والتفاسير الضعيفة، تحت مسمى «بدع».

المستوى الثاني: طبقه تطبيقا خاصا، وذلك عندما استدرك على الإمام السيوطي صاحب «الإتقان»، ست وخمسين مسألة سماه: «الإحسان في تعقب الإتقان».

المستوى الثالث: طبقه تطبيقا خاصا، في قضية نسخ التلاوة، فكتب رسالة سماها: ذوق الحلاوة في بيان امتناع القول بنسخ التلاوة.

إذن هذه ثلاث مستويات اشتغل عليها الإمام عبد الله بن الصديق تؤكد أنه متخصص في النقد التفسيري، قال ـ رحمه الله ـ: «علمت مما عرضناه من نماذج بدع التفاسير أنها لا تخلو من أن تكون مخالفة للفظ الآية، أو منافية لإعرابها، أو منافرة لسياق الكلام، أو غير متلاقية مع سبب النزول، أو مصادمة للدليل، ومن تم كانت بدعيتها ووجب إبعادها عن كتب التفسير، وتنقيته منها؛ وهي نوع من التفسير فتحنا أبوابه، وبينا أسبابه، وكشفنا عما غمض من حجابه، فمن أراد أن يكتب فيه فلينهج ما نهجناه، وليقتفي ما مهدناه، وليبني على ما أسسناه، وليفرع عما أصلناه».

وقد اختتم الأستاذ محمد إقبال عروي محاضرته العلمية باستدراكين على الشيخ عبد الله بن صديق لا مجال للتفصيل فيهما هنا، كما أشار في ثنايا عرضه العلمي إلى بعض المهارات البحثية نذكر منها:

أولا: مهارة: الدخول في الموضوع مباشرة دون مقدمات تمهيدية. لأنها تنهك الطالب.

ثانيا: أن نجد أصلا لكل اجتهاد.

ثالثا: على الباحث أن يحترم ويقدر جهود العلماء السابقين، وأن لا يتوانى في التأدب معهم.

رابعا: الحذر من الوهم بأن الباحث يقول الحقائق.

وقد أعقب هذه المحاضرة نقاش علمي مستفيض من لدن الحضور من الأساتذة والباحثين حول محاور موضوع المحاضرة والإشكالات التي طرقتها.

إعداد: ذ. رضوان غزالي
مركز الدراسات القرآنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق