ينتصر العلامة الشيخ محمد عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني الحسني(ت 1382هـ)، في هذا الكتاب للإمام أبي العباس المقّري رحمه الله، حافظ المغرب، ومفتي فاس، صاحب كتاب «نفح الطيب في ذكر غصن الأندلس الرطيب ووزيرها لسان الدين الخطيب»، الذي انتقصه أحد الكتاب في مقال نشرته مجلة المغرب الجديد في العدد السادس من السنة الأولى، فنفى القرشية عن نسبه، وطعن في ثقته وسعة علمه، وصلته ببعض شيوخه.

  وقد سلك الشيخ محمد عبد الحي الكتاني رحمه الله في صياغة نقده مسلكا علميا رصينا؛ يتسم بالتحري والإنصاف في نقض أقوال الكاتب، ونسف أباطيله، وتفنيد جميع التهم والأكاذيب التي ألصقت به ظلما وزورا، بما أوتيه من حافظة قوية، ومهارة في البحث عالية، فعرض أقوال الكاتب أولا، مرتبة على العنوانات التي وضعها لها، ثم رد عليها بعد ذلك من غير تعسف، باسطا بين يدي القارئ الأدلة الساطعة، والحُجج الدّامغة، من كتب التاريخ والتراجم والسير وغيرها.

  وقد اعتمد الأستاذ المحقق في إبراز هذا الكتاب على نسخة فريدة عبارة عن مسودة مكتوبة بخط المصنف رحمه الله، واجتهد في خدمته بتوثيق ما ورد فيه من نصوص شعرية ونثرية، وعرّف بجملة من الأعلام البشرية والجغرافية، وشرح الغريب من الألفاظ والكلمات، وعلّق على كل ما يستوجب التعليق، ثم ذيل الكتاب بالفهارس الضرورية.

  وقد صدر هذا الكتاب عن مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء، ضمن سلسلة كتاب مجلة مرآة التراث سنة 8143هـ ـ 2017م.