مركز الدراسات القرآنيةشذور

وإنك لعلى خلق عظيم(3)

بسطا وبيانا لعقد الصفات البديعة للرسول الخاتم عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، قال الله عز وجل في معرض الكلام عن نبيه إبراهيم عليه السلام وعن أتباعه: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ) (الممتحنة:6). وقال سبحانه وتعالى عن نبيه موسى عليه السلام: (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) [طه:39]، وقال أيضا عن موسى عليه السلام: (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) [طه:41]، وقال عز وجل عن خاتم الأنبياء والمرسلين: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ. وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ. الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ. وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ)[الشرح: 1-4].

   وقد أدَّبه ربُّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأحسن تأديبَه، فكان القدْوةَ والمنهج، مصداقا لقوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا) (الأحزاب:21).

   ومع أنَّ الله عز وجل أعطاه كلَّ أسباب الرِّفْعة والشرف؛ فما مِن نبي مُرسَل نَال ما نالَه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من الفضْل والكرامة، والمهابة الربَّانيَّة، والكمال الإنساني، ورفيع المنزلة عند ربِّه  جلَّ وعلا. فقد كان عليه الصلاة والسلام قمّة في التواضُع، كما وسمه الباري سبحانه (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [الشعراء: 215].

   ومن أجل ذلك كان اتّباعُه والتأسّي به صلى الله عليه وسلم هو المرقاة إلى مرضاة الله ومحبته؛ قال سبحانه وتعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) [آل عمران:31]

د.محمد المنتار

• مدير البوابة الإلكترونية للرابطة المحمدية للعلماء.
• رئيس مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق