مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةقراءة في كتاب

نظرات في عبارات

1- في تعدية الفعل “استغرب”
من الأخطاء الشائعة تعديةُ الفعل (اسْتَغرَبَ) بحرف الجر. ومثاله قول أحد الكتاب متحدثا عن المخرجين السينمائيين المغاربة إنهم “يستغربون لِرُدُودِ فعل الناظرين لأعمالهم بعدم الرضى”، ونظيره قول القائل: “أستغربُ لِصُدُورِ هذا السلوك منك” و”أستغرب مِنْ غِيَابِ محمد وهو المواظب على الحضور”.

 والصواب فيها جميعا تعدية الفعل (استغرب) إلى مفعوله دون حرف جر. جاء في المعجم الوسيط: “اسْتَغْرَبَ الشيءَ: وَجَدَهُ أو عَدَّهُ غريبا”، وذكر أحمد الحملاوي أن من معاني (استفعل) «اعتقادُ صفة الشيء، كاسْتَحْسَنْتُ كذا واستصوبته، أي اعتقدتُ حُسْنَهُ وصَوَابَهُ»(1).

1- في تعدية الفعل “استغرب”

من الأخطاء الشائعة تعديةُ الفعل (اسْتَغرَبَ) بحرف الجر. ومثاله قول أحد الكتاب متحدثا عن المخرجين السينمائيين المغاربة إنهم “يستغربون لِرُدُودِ فعل الناظرين لأعمالهم بعدم الرضى”، ونظيره قول القائل: “أستغربُ لِصُدُورِ هذا السلوك منك” و”أستغرب مِنْ غِيَابِ محمد وهو المواظب على الحضور”. والصواب فيها جميعا تعدية الفعل (استغرب) إلى مفعوله دون حرف جر. جاء في المعجم الوسيط: “اسْتَغْرَبَ الشيءَ: وَجَدَهُ أو عَدَّهُ غريبا”، وذكر أحمد الحملاوي أن من معاني (استفعل) «اعتقادُ صفة الشيء، كاسْتَحْسَنْتُ كذا واستصوبته، أي اعتقدتُ حُسْنَهُ وصَوَابَهُ»(1).

لذلك فالصواب:”يستغربون ردودَ فعل الناظرين لأعمالهم بعدم الرضى” (أي يَعُدُّونها غريبةً أو يجدونها غريبة) و”أستغرب صدورَ هذا السلوك منك” و”أستغرب غيابَ محمد وهو المواظب على الحضور”. والله أعلم.

2- في الفرق بين “قبلَ” ومُنذ”

سمعت ذات صباح خبرا يبث من إحدى المحطات الإذاعية قالت مذيعته إن “ميلوسوفيتش مات قبل أسبوعين”، وكان قد مر أسبوعان على موت الرجل، لكن صياغة الخبر كما سمعته ذاك الصباح لم تكن دقيقة؛ لأنها أحَلَّتِ الظرفَ (قَبْلَ) مَحَلَّ (مُنْذ)، فَجانَبَ التعبير الصواب؛ لكون الكلمتين لا تفيدان المعنى الواحد. يقول ابن مالك:

       و”مُذْ، ومنذ” اسمان حيث رَفَعا       ///     أو  أُولِيا  الفِعْلَ  كـ”جئتُ  مُذْ   دَعا”

       وإن  يَجُرّا  في  مُضِيٍّ    فَكَمِنْ      ///     هـما، وفي الْحُضُور مَعْنَى “في” استَبِـنْ

الشاهد فيه قولُه في (مذ) و(منذ): “وإنْ يَجُرَّا في مُضِيٍّ فَكَمِنْ” حيث شَبَّهَ الحرفين (مذ) و(منذ)، إنْ هُما دلا على الزمن الماضي، بالحرف (مِنْ) الذي مِنْ مَعانيه ابتداء الغاية في الزمان كما في قوله تعالى:«لَمَسْجدٌ أسس على التقوى مِنْ أوَّلِ يوم أحقُّ أن تقوم فيه» [ التوبة- 109](2).

وعليه يكون قولنا “مات ميلوسوفيتش منذ أسبوعين” مرادفا من حيث المعنى لقولنا “مات من أسبوعين” لإفادة (منذ) و(من) المعنى نفسه، وهما معا قولان صائبان لإفادتهما زمنا ماضيا معينا هو زمن وفاة الشخص المتحدث عنه.

أما قولها “مات قبل أسبوعين” فخطأ؛ لأن (قَبْلَ) في الجملة المذكورة ظرفٌ مُبْهمٌ لا يُعلم منه أمات الرجل قبل أسبوعين بيوم، أم بشهر، أم بشهرين، أم بأكثر من ذلك أو أقل.

 ولما كان ميلوسوفيتش قد مضى أسبوعان على موته عند إذاعة الخبر كان حقا أن يقال: “مات منذ أسبوعين”؛ لأن به يصير زمن الوفاة معلوما. والله أعلم.

3- “أنتظر لمدةٍ طويلة”

من الأخطاء الشائعة قول بعضهم: “أنتظر لِمُدّةٍ طويلةٍ”، ونظير ذلك قولهم: “فقدت شهية الأكل لأيامٍ عديدةٍ”، و”بقيت مريضا لأسابيع”، و”عاش لِسَنواتٍ حياةَ التسكع بالنهار والكتابة بالليل”. والخطأ فيها إيراد حرف اللام قبل (مدة) و(أيام) و(أسابيع) و(سنوات).

وأذكر أني قرأت يوما على صفحات ملحق ثقافي لإحدى الجرائد المغربية قول أحد الكتاب: “كان علي أن أنتظر لمدة طويلة”. ولَمَّا كان هذا الكاتبُ من مُدَرِّسي اللغة الإنجليزية فقد ظننتُ أن هذا الخطأ في نصه آتٍ من تأثره بهذ اللغة، ففي الإنجليزية يُقال:

 i have to wait for a long time

  وقَدَّرْتُ أنه حين قوله “كانَ عليَّ أن أنتظرَ” اقتحمت عليه الكلمة الإنجليزية (for)  تفكيرَه، فإذا به يضع  مقابلا لها في العبارة العربية حَرفَ اللام قبل (مدة).

والصواب أن يُقال: كان عليَّ أن أنتظرَ مدةً طويلة. وتصويب العبارات المذكورة أعلاه كالآتي: فقدت شهية الأكل أياماً عديدةً، و بقيت مريضا أسابيعَ، وعاش سنواتٍ حياةَ التسكع نهاراً والكتابة ليلاً. والله أعلم.

ــــــــــــــــــــــ

إحالات:

(1) أحمد الحملاوي، شذا العَرْف في فن الصَّرْف، دار الفكر للطباعة والنشر، طبعة1412هـ/1991م، ص32.

(2) – شرح ابن عقيل، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صدا، بيروت، طبعة1419هـ/1998م، الجزء الثاني، ص18.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق