مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةأعلام

مِن أَعْلام المُؤلِّفِين فِي السِّيرَة وَالمَغَازِي:مُوسَى بن عُقْبَة المَدَني (141هـ)

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

 تمهيد:

الحمْدُ لله الذِي أرسَل رسُوله بالهُدى ودين الحقِّ ليُظهره على الدين كلِّه، فجعله شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، وجعل فيه أُسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا، وصلى اللهم وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وفجّر لهم ينابيع الرحمة والرضوان تفجيرا .

أما بعد: فإن السيرة النبوية العطرة، تعد منبعًا ثرًّا، وموْردًا لا ينضب من الحكمة والهدى والنور والعبرة، لمن رام الاستقامة من أمته، ولهذا كانت السيرة العطرة – على الدوام – محلَّ اعتناء الأمة، لاسيما أنها سيرة أكرم نبي، وأعظم رسول، بُعث لهداية البشرية جمعاء، وإخراجها من الظلمات إلى النور.

ومن وجوه هذا الاعتناء تنافس العلماء في التصنيف حول مجريات حياته، وأخباره صلى الله عليه وسلم، صغيرها وكبيرها، بحيث لم يتركوا شيئا ذا بال إلا كتبوه في مصنفات ظهرت فيما بعد باسم: (السِّير والمغَازي)، ويعد منتصف القرن الثاني الهجري البداية الأولى لظهور هذا اللون من التأليف.

  ومن أعلام هذا القرن المعتنين بمغازي النبي صلى الله عليه وسلم وجمعها في كتاب، الإمام الثقة  موسى بن عقبة المدني (141هـ)، الذي أثنى عليه العلماء، وتناقلوا كتابه بالرواية والإسناد، جيلا بعد جيل، وعصرا بعد عصر إلى حدود القرن الثامن.

ولأهمية هذا الموضوع أفردت له هذا المقال المعنون بـ : (من أعلام المؤلفين في السيرة والمغازي

موسى بن عقبة المدني (141هـ)، وسأتناول فيه بالذكر اسمه، ونسبه، وطبقته، وشيوخه، وتلاميذه، ومكانته وثناء العلماء عليه، وآثاره، وعنايته بمغازي رسو الله صلى الله عليهم وسلم، ومنهجه وموارده فيها، وعناية العلماء به قديما وحديثا، وما آل إليه كتابه (المغازي).

وهذا آوان الشروع في المقصود فأقول وبالله التوفيق:

اسمه ونسبه:

هو: الإمام الثقة الكبير، أبو محمد موسى بن عقبة ابن أبي عياش، القرشي مولاهم، الأسدي المطرقي، مولى آل الزبير، ويقال: بل مولى الصحابية أم خالد بنت خالد الأموية، زوجة الزبير[1].

طبقته وشيوخه:

يعد موسى بن عقبة من أعلام صغار التابعين، فلم يدرك إلا عددًا قليلاً من الصحابة منهم: أنس بن مالك، وعبد الله بن عمر، وسهل بن سعد الساعدي، وجابر بن عبد الله، وأم خالد، وذكره محمد بن سعد في “الطبقات الصغير”([2]) فِي الطبقة الرابعة من أهل المدينة، وذكره فِي “الطبقات الكبير”([3]) في الطبقة الخامسة، وذكره خليفة بن خياط([4]) في الطبقة الخامسة من أهل المدينة ، وعده الذهبي في صغار التابعين([5]).

وقد روى العلم عن جماعة من أعلام التابعين مثل: علقمة بن وقاص الليثي، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وسالم بن عبد الله بن عمر، وأخيه حمزة، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ونافع بن جبير بن مطعم، ونافع مولى ابن عمر، وعروة بن الزبير، وعكرمة مولى ابن عباس، والزهري، وأبي الزناد عبد الله بن ذكوان، ومحمد بن المنكدر، وعطاء السليمي، وأم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص ولها صحبة، وأم موسى بن عقبة واسمها فلانة بنت أبي حبيبة.. وخلق سواهم([6]).

تلاميذه:

تخرج على يدي موسى بن عقبة أعلام من جهابذة المحدثين وروى عنه خلق كثير، منهم: إبراهيم بن طهمان، وبكير بن عبد الله بن الأشج، وشعبة بن الحجاج، ويحيى بن سعيد القطان الأنصاري، وعبد الملك بن جريج، ومالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وأبو إسحاق الفزاري، ومحمد بن فليح، وعبد الله بن المبارك، وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، وإسماعيل بن عياش، وفضيل بن سليمان، والداروردي، ومخلد بن الحسين، وغيرهم([7]).

مكانته وثناء العلماء عليه:

 أجمع أئمة النقاد وعلماء الجرح والتعديل على توثيق موسى بن عقبة والثناء عليه، وأنه ثقة جليل، حافظ، إمام، فقد وثقه كل من: ابن سعد[8]، ومالك بن أنس[9]، وابن معين[10]، وأحمد[11]، وأبو حاتم[12]، والعجلي[13]، والنسائي[14] وغيرهم كثير، واعتبروا مغازيه أصح المغازي وأوثقها.

 فعن معن بن عيسى قال:” كان مالك بن أنس إذا قيل له مغازي من نكتب؟ قال: عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة طلبها على كبر السن ليقيد من شهد مع رسول الله r، ولم يكثر كما كثر غيره “[15]، وقال مرة وقد سأله أحدهم عن المغازي: “عليك بمغازي الرجل الصالح موسى بن عقبة فإنها أصح المغازي”([16]).

 وقال يحيى بن معين: “كتاب موسى بن عقبة عن الزهري من أصح هذه الكتب”([17]).

 وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل عن أبيه: ” موسى بن عقبة ثقة”([18]).

 وقال العجلي: ” موسى بن عقبة مديني ثقة”([19]).

 وقد أفاد الإمام البخاري من مغازيه في الصحيح([20]).

وقال الذهبي: “كان بصيرا بالمغازي النبوية، ألفها في مجلد، فكان أول من صنف في ذلك، وهو أخو إبراهيم بن عقبة، ومحمد بن عقبة، وعم إسماعيل بن إبراهيم”[21].

وقال ابن حجر:” ثقة فقيه، إمام في المغازي”([22]).

إضافة إلى ذلك فقد كانت له منقبة الرباط والغزو في سبيل الله حيث قال موسى بن عقبة: “غزوت الروم في خلافة الوليد بن عبد الملك مع سالم بن عبد الله”([23]).

وفاته:

اتفقت جميع المصادر على أن وفاة موسى بن عقبة رحمه الله كان عام 141هـ، إلا نوح بن حبيب قال أنه توفي عام 142هـ وهو قول شاذ كما أشار إليه  الحافظ الذهبي بقوله: ” وشذ نوح بن حبيب فقال: مات سنة اثنتين”([24]).

آثاره:

1 – عنايته بالحديث، والفقه، والفتيا:

لم تسعفنا المصادر كثيرا في تجلية الجوانب العلمية لموسى بن عقبة؛ بيد أنه كان معروفا: بالحديث، والفقه، والفتيا، والمغازي، وكان يعد من فقهاء المدينة المبرزين، فقد نشأ في أسرة أغلبها من العلماء، فأخواه إبراهيم بن عقبة، ومحمد بن عقبة من ثقات المحدثين، وكان له ولإخوته حلقات علم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فعن الواقدي قال:” كان لإبراهيم، وموسى، ومحمد بني عقبة حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا كلهم فقهاء محدثين، وكان موسى يفتي”[25]، وفي موضع آخر قال: “كان فقيهًا مفتيًا”[26]، وقال مصعب بن عبد الله الزبيري: “كَانَ لَهُ هَيْئَةٌ وَعِلْمٌ”([27]).

 وذكر ابن معين أنه كان أكثر إخوته حديثا[28]، وأنه تتلمذ على الإمام الزهري وأخذ عنه علم الحديث، ويكفي موسى فخرا أن من تلاميذه : مالك بن أنس، وشعبة بن الحجاج، والسفيانان[29]، وابن المبارك، وأبو إسحاق الفزاري، والداروردي[30].

2 -عنايته بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

   لكن نبوغ موسى بن عقبة كان في جمعه لمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتصنيفها في كتاب، والوقوف على ذكر أسماء المهاجرين إلى الحبشة، والمشاركين في بيعتي العقبة الأولى والثانية، حتى عد مالك من لم يذكره موسى في كتابه من البدريين فليس بدريا[31]، وعده الذهبي أول من صنف في المغازي[32].

لقد كان كتاب مغازي ابن عقبة متداولا بين العلماء منذ القرن السادس الهجري حيث ذكره ابن خير الإشبيلي المتوفى عام (575هـ) ضمن مروياته عن شيوخه في فهرسته المشهورة، يوريه من طريقين الأول قال: ” كتاب مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم تأليف موسى بن عقبه رحمه الله  حدثني بها شيخنا أبو الحسن يونس بن محمد بن مغيث رحمه الله قراءة عليه وأناأسمع، قال: حدثنا بها القاضي أبو عمر أحمد بن محمد بن يحيى بن الحذاء، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا مطرف بن عبد الرحمن بن قيس، قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا محمد بن فليح،عن موسى بن عقبة رحمه الله”[33].

والطريق الثاني قال: ” وحدثني بها أيضا الشيخ أبو محمد بن عتاب رحمه الله إجازة، قال: حدثنا أبو عمر بن عبد البر الحافظ، قال: حدثنا خلف بن قاسم الحافظ، عن أبي الحسن علي بن العباس ابن محمد بن عبد الغفار، عن أبي القاسم جعفر بن سليمان النوفلي، عن إبراهيم بن المنذر الجذامي، عن محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة رحمه الله، وبين هاتين الروايتين اختلاف”[34].

 وكان موجودا كذلك في القرن السابع الهجري يرويه العلماء من بينهم: الشيخ المسند أبي محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل بن باتكين الجوهري البغدادي المتوفى عام (631هـ)، قال الذهبي:” ومن مسموعه ” المغازي ” لموسى بن عقبة” [35].

 ووجد من يرويه كذلك من علماء القرن الثامن كالإمام الحافظ شمس الدين الذهبي المتوفى عام (758هـ)، حيث ذكر ذلك أنها:” في مجلد ليس بالكبير سمعناها، وغالبها صحيح، ومرسل جيد، لكنها مختصرة تحتاج إلى زيادة بيان وتتمة”[36]، وفي تاريخ الإسلام قال :”سمعنا مغازيه وهو مجلد صغير”[37]، وقام في نفس عصر الذهبي الإمام يوسف ابن قاضي شهبة (789هـ) بانتخاب أحاديث من مغازي موسى بن عقبة، وهي القطعة الوحيدة المنتخبة التي وصلتنا من مغازيه، وهي مخطوطة بالخزانة البروسية الرسمية ببرلين في ألمانيا[38]، حققها مشهور حسن سلمان[39].

لكن أصل الكتاب بعد القرن الثامن – للأسف – يعتبر في حكم المفقود الذي يرجى له وجود؛ وقد يكون منزويا في إحدى الخزائن الخاصة التي لم تفهرس بعد؛ فكم من كتاب كان في حكم المفقود ثم بعد ذلك يعثر عليه في مكان ما.

 لكن على الرغم من ذلك فقد حفظت لنا كتب المغازي والسير والتواريخ قسما مهما من الكتاب من ذلك: مغازي الواقدي (207هـ)، وطبقات ابن سعد (230هـ)، الذي أكثر في الاقتباس منه ، ففي قسم الشمائل النبوية اقتبس منه ابن سعد من خلال  طريقين:

أ   ـ (أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس أخبرنا زهير أخبرنا موسى بن عقبة…)[40].

ب ـ (أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي سبرة عن موسى بن عقبة…)[41].

   ومضامين هذه الاقتباسات تتناول: ذكر اتخاذه صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب ثم نزعه وإطراحه بعد ذلك، ثم ذكر صفة مبايعته للنساء وأنه لم يكن يصافحهن.

والبلاذري (279هـ) في أنساب الأشراف، وفي فتوح البلذان[42]، وابن أبي خيثمة (279هـ) في التاريخ الكبير[43]، والطبري (310هـ) في تاريخ الرسل والملوك[44]، وابن عبد البر القرطبي(463هـ) في كتابه الدرر في اختصار المغازي والسير[45]، وابن سيد الناس اليعمري (734هـ) في كتابه عيون الأثر، وذكر أنه سمع أكثر كتاب موسى فقال: “وما كان فيه من “كتاب المغازي عن موسى بن عقبة” فقد سمعت من شيخنا الإمام عز الدين أحمد بن إبراهيم بن الفرج الفاروثى أكثر هذا الكتاب، وأجاز لي سائره، بسماعه من أبي محمد إسماعيل بن علي بن باتكين الجوهري، بسماعه من أبي بكر أحمد بن المقرَّب الكرخي، قال: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الباقلاني، عن أبي طالب حمزة بن الحسين بن أحمد بن سعيد بن القاسم بن شعيب بن الكوفي، عن أبي الحسن علي بن محمد الشونيزي، عن أحمد بن زنجوية المُخَرَّمي، عن إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن فُليح عنه”[46]، والذهبي (748هـ) في كتابيه تاريخ الإسلام[47] ، وسير أعلام النبلاء[48] حيث يذكر أحيانا نقله من موسى بن عقبة مقرونا بكتابه المغازي :”قال موسى بن عقبة في “مغازيه “: غزوة عمرو بن العاص هي غزوة ذات”[49]،  وابن القيم (751هـ) في زاد المعاد[50]، وابن كثير (774هـ) في البداية والنهاية[51]، وابن حجر (852هـ) في مواطن كثيرة من كتابه فتح الباري[52]،…الخ.

وأول المعتنين بمغازي موسى بن عقبة هم المستشرقون الألمان حيث نشر المستشرق إدوارد سخاو قطعة من أحاديث منتخبة من مغازي موسى بن عقبة عام 1904م مع ترجمتها إلى الألمانية وعلق عليها، ثم المستشرق الألماني جوزيف شاخت كتب مقالة حول مغازي موسى بن عقبة وانتقد فيها بشكل غير علمي منتخب مغازي موسى، ورد عليه العلامة الدكتور محمد مصطفى الأعظمي رحمه الله في كتابه: دراسات في الحديث النبوي، ثم جاء المستشرق غيوم لينتقد بدوره هذا المنتخب في كتابه حياة محمد.

وقام أستاذنا الفاضل الدكتور محمد باقشيش المراكشي جزاه الله خيرا بتتبع مرويات موسى بن عقبة في كتب الحديث والتاريخ والمغازي، ودرسها، وخرج أحاديثها، على الرغم من فقد أصل كتاب المغازي؛ فكانت دراسته وخدمته لمغازي موسى بن عقبة جليلة؛ لكن لن نجازف ونحكم حكما نهائيا على مغازي موسى بن عقبة من خلال ما بأيدينا من مروياته، مادام أننا لا نملك الأصل الذي كان متداولا خلال القرن الثامن ، بيد أن حكمنا سيكون مبدئيا استئناسيا نروم من خلاله إعطاء صورة تقريبية عن مغازيه، مع الأخذ بعين الإعتبار والإكبار عمل  أستاذنا  محمد باقشيش حفظه الله.

منهج موسى بن عقبة في مغازيه:

تتضح سمات منهج موسى بن عقبة من خلال الآتي:

1 – وضوح الأسلوب، وسلاسة العبارة، والاختصار، في مواضع تحتاج  إلى مزيد بيان وتتمة، بخلاف سيرة ابن إسحاق. قال الذهبي: “وأما مغازي موسى بن عقبة فهي في مجلد ليس بالكبير سمعناها، …. لكنها مختصرة تحتاج إلى زيادة وبيان وتتمة”([53]).

2 – مغازي موسى بن عقبة أغلبها صحيح، ومرسل جيد، بخلاف سيرة ابن إسحاق ففيها الصحيح والضعيف. قال الذهبي: ” ….وغالبها صحيح، ومرسل جيد “([54]).

3 – اعتنى موسى بن عقبة بمنهج المحدثين في سوقه الرويات تتقدمها الأسانيد، ولم يعتمد على أسلوب الإسناد الجمعي كما عند ابن إسحاق، والواقدي بعد ذلك([55]).

4 – احترازه من ذكر بعض الروايات التي يشك في صحتها فيورده بقوله (وزعموا)(وذُكر أنهم).

5- اعتمد على عنصر الزمن في تحديد أحداث السيرة النبوية والمغازي الكبرى مثل: بدر، وأحد، والمريسيع، وخيبر، والحديبية ، وعمرة القضاء، ومؤتة، وحصار الطائف، وحجة الوداع…الخ.

6 استشهاده بآيات القرآن الكريم خصوصا التي تحدثت عن بعض أحداث السيرة.([56])

7 – استشهاده بالشعر من ذلك: ما قيل من شعر في فتح مكة؛ بيد أنه  شعر قليل إذا ما قورن بما أورده ابن إسحاق من أشعار مطولة في سيرته.

موارد موسى بن عقبة في مغازيه:

أما موارد موسى بن عقبة في مغازيه فقد اعتمد بشكل كبير على شيخه محمد بن مسلم بن شهاب الزهري (124هـ)، حيث نقل عنه أحد عشر سندا من أصل تسعة عشر إسنادا، واعتمد كذلك على أبي حبيبة جده لأمه، ثم على سالم بن عبد الله ، ونافع مولى ابن عمر، وعلقمة بن أبي وقاص، وسعيد بن المسيب، وعبد الواحد بن عباد، وكريب مولى ابن عباس، وأبو سلمة، وإسماعيل بن أبي خالد، وعبد الله بن دينار، والمغيرة بن الأخنس، والضحاك بن خليفة، وحميد، وأبو الزبير، وعطاء بن أبي مروان، وصفوان…وغيرهم[57].

واستند أيضا موسى بن عقبة إضافة إلى الروايات الشفوية على الوثائق والمدونات المكتوبة مثل: مدونة ابن عباس، ونص رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المنذر بن ساوي.

واعتنى موسى بن عقبة كذلك بعلم الأنساب حيث يذكر من استشهد في الغزوات باسمه ونسبه وقبيلته.

الخاتمة:

وفي الختام أحمد الله سبحانه وتعالى الذي وفقني للحديث عن علم من أعلام السيرة والمغازي الثقات: مُوسَى بن عُقْبَة المَدَني (141هـ) رحمه الله، راجيا منه سبحانه وتعالى أن ينفع بما كتبنا، ويذخر لي أجره يوم لقائه. 

والحمد لله رب العالمين.

******************

هوامش المقال:

[1] ـ انظر ترجمته في: طبقات خليفة (ص:267)، تاريخ خليفة (ص:411) تاريخ البخاري 7 /292، التاريخ الصغير 2 /70، والجرح والتعديل 8 /154، ثقات ابن حبان 3 /248 تهذيب الكمال ( رقم الترجمة: 1392)، تذكرة الحفاظ 1 /148، العبر 4 /192، السير (6 /114)، الوافي بالوفيات 2 /137، التهذيب 10 /360، خلاصة تذهيب الكمال 392، شذرات الذهب 1 /209.

[2] – الطبقات الصغير لابن سعد (1 /242).

[3] – الطبقات الكبرى (7 /519).

[4] – الطبقات لخليفة بن خياط (ص: 267).

[5] –  سير أعلام النبلاء (6 /114).

[6] –  انظر شيوخه في سير أعلام النبلاء (6 /114).

[7] –  انظر تلاميذه في سير أعلام النبلاء (6 /114).

[8] ـ الطبقات الكبرى لابن سعد (7 /519).

[9] ـ الجرح والتعديل (8 /154).

[10] ـ سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين (ص:309)(المسألة رقم:151).

[11] ـ العلل ومعرفة الرجال (2 /19)(1407).

[12] ـ الجرح والتعديل (8 /154).

[13] ـ معرفة الثقات (2 /305)(المسألة رقم: 1820).

[14] ـ تهذيب الكمال (29 /120).

[15] ـ الجرح والتعديل (8 /154)، سير أعلام النبلاء للذهبي، 6 /125.

[16] – تهذيب التهذيب لابن حجر، 10 /361.

[17] – سير أعلام النبلاء للذهبي، 6 /117.

[18] –  تهذيب الكمال (3 /1391).

[19] –  تاريخ الثقات ص: 444).

[20] – أنظر على سبيل المثال: الجامع الصحيح، كتاب المغازي، 5 /44.

[21] ـ السير (6 /114).

[22] – تقريب التهذيب (2 /286).

[23] – تاريخ الإسلام (9 /300).

[24] – السير (6 /117).

[25] ـ الطبقات (7 /519).

[26] ـ تذكرة الحفاظ (1 /148).

[27] – تاريخ الإسلام  (9 /300)، والسير (6 /117).

[28] ـ تاريخ الدوري عن ابن معين (2 /594).

[29] ـ وهما: سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري.

[30] ـ تهذيب الكمال (29 /117).

[31] ـ تهذيب الكمال (29 /120).

[32] ـ السير (6 /114).

[33] ـ فهرسة ابن خير (1 /98).

[34] ـ المصدر السابق.

[35] ـ سير أعلام النبلاء (22 /357).

[36] ـ المصدر السابق (6 /116).

[37] ـ تاريخ الإسلام (9 /300).

[38] ـ ذكرها يوسف هوروفتس في المغازي الأولى ومؤلفوها (ص71)، وتاريخ التراث (2 /85).

[39] ـ مطبوع نشر مؤسسة الريان ودار ابن حزم، بيروت، ط/1412ه ـ 1991 ه.

[40] ـ الطبقات الكبرى (1 /405).

[41] ـ الطبقات الكبرى (10 /223).

[42] ـ انظر على سبيل المثال: فتوح البلدان: (ص: 19 ،20 ،98).

[43] ـ انظر على سبيل المثال: التاريخ الكبير: (1 /152-153-156- 171-189-235).

[44]ـ انظر على سبيل المثال: تاريخ الطبري: (1 /231)(3 /327،341)(4 /213، 377،432، 453، 476)(5 /476)(6 /464).

[45] ـ انظر على سبيل المثال:  الدرر في اختصار المغازي والسير: (ص: 56،59،209،214).

[46] ـ عيون الأثر: (2 /457).

[47] ـ انظر على سبيل المثال: تاريخ الإسلام (1 /24-70-85-133-186-221).

[48] ـ انظر على سبيل المثال: سير أعلام النبلاء (1 /34-47-99-133-167-179-185).

[49] ـ سير أعلام النبلاء (1 /8).

[50] ـ انظر على سبيل المثال: زاد المعاد (3 /41-246-265-266-269-282-283).

[51] ـ انظر على سبيل المثال: البداية والنهاية (2 /15-72-115-297).

[52]ـ انظر على سبيل المثال: فتح الباري(1 /340-341)(2 /165-168)(3 /442)(5 /230-339)(6 /241-262-315) (7 /32-192-294-332-343-393-394).

[53] – سير أعلام النبلاء، 6 /116.

[54] – سير أعلام النبلاء، 6 /116.

[55] – انظر ذلك في دراسة المغازي الأولى ومؤلفوها ليوسف هرفتس (ص: 86)، وعلم التاريخ عند العرب لعبد العزيز الدوري (ص: 29).

[56] – انظر نماذج ذلك في مغازي موسى بن عقبة لمحمد باقشيش(ص: 63-67-130-141-132-134-195-240-247-306).

[57] ـ انظر التفصيل في موارده في مقدمة شيخنا د. محمد باقشيش لكتاب المغازي لموسى بن عقبة (ص: 25-26-27-28)، ومقدمة مشهور حسن سلمان لكتاب: (أحاديث منتخبة من مغازي موسى بن عقبة لابن قاضي شهبة) (ص: 28-29-30).

**********

جريدة المصادر والمراجع:

أحاديث منتخبة من مغازي موسى بن عقبة: جمع يوسف بن محمد بن عمر بن قاضي شهبة، ت: مشهور حسن سلمان. مؤسسة الريان ودار ابن حزم ط1 /1412هـ ـ 1991م.

بحث في نشأة علم التاريخ عند العرب: عبد العزيز الدوري، دار المشرق، بيروت، ط 1، 1960م.

البداية والنهاية: لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي ، ت: أحمد أذين قلعم وآخرون، دار الكتب العلمية، بيروت، ط5، 1409ﻫ/1989م.

تاريخ أسماء الثقات ممن نقل عنهم العلم: لأبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان ابن شاهين ت: د. عبد المعطي أمين قلعجي. دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ ط1 /1406هـ  ـ 1986م.

تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام: لأبي عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، ت: عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1 ،1407هـ/1987م.

تاريخ التراث العربي: لفؤاد سزكين، نقله إلى العربية د. محمود فهمي حجازي. إدارة الثقافة والنشر بجامعة الإمام بالسعودية. 1411هـ / 1991م.

تاريخ الرسل والملوك: لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري . تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم. دار المعارف ـ القاهرة ـ ط2 بدون تاريخ.

 التاريخ الصغير: لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، ت: محمود بن إبراهيم زايد، فهرس أحاديثه: د. يوسف المرعشلي، دار المعرفة، بيروت، ط1، 1406هـ/1986م.

التاريخ الكبير المعروف : بتاريخ ابن أبي خيثمة: لأبي بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب، ت: صلاح بن فتحي هلل، الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، ط1، 1424هـ/2004م.

التاريخ الكبير: لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، دار الكتب العلمية ـ  بيروت ـ بدون تاريخ.

تاريخ خليفة بن خياط: لأبي عمر خليفة بن خياط الليثي العصفري، تحقيق : د. أكرم ضياء العمري، دار القلم،  مؤسسة الرسالة، دمشق، بيروت، ط2 1397هـ.

تاريخ يحيى بن معين: رواية أبي الفضل العباس بن محمد بن حاتم الدوري البغدادي:ت: عبد الله أحمد حسن. دار القلم ـ بيروت ـ بدون تاريخ.

تذكرة الحفاظ: لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قيماز الذهبي، دار الفكر العربي، بيروت: 1956م.

تقريب التهذيب: لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر شهاب الدين العسقلاني الشافعي، ت:مصطفى عبد القادر عطا. دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ ط2 /1415هـ ـ 1995م.

تهذيب الكمال في أسماء الرجال: لأبي الحجاج جمال الدين يوسف المزي، ت: د. بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط2/ 1403هـ ـ 1983م.

الثقات: لأبي حاتم محمد بن حبان بن أحمد التميمي البستي، ت: د. محمد عبد المعيد خان. طبعة دار المعارف العثمانية بحيدر آباد ـ الهند ـ ط1 /1393هـ ـ 1973م.

الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه: لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، ت : د. مصطفى ديب البغا، دار ابن كثير، اليمامة، بيروت، ط8، 1407هـ/1987م.

الجرح والتعديل: لأبي محمد عبد الرحمان بن أبي حاتم الرازي، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـ بدون تاريخ.

خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال: لصفي الدين أحمد بن عبدالله الخزرجي الأنصاري. المطبعة الكبرى الأميرية ببولاق ـ مصر ـ ط 1301هـ.

الدرر في اختصار المغازي والسير: لابن عبد البر، ط دار الكتب العلمية د.ت.

سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين: لأبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله الختلي، ت: د. أحمد محمد نور سيف. مكتبة الدار ـ المدينة النبوية ـ ط1 /1408هـ ـ 1988م.

سير أعلام النبلاء: لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قيماز الذهبي ، ت:شعيب الأرنؤوط. مؤسسة الرسالة ط1/ 1405هـ ـ 1984م.

 شذرات الذهب في أخبار من ذهب: لشهاب الدين أبي الفلاح عبد الحي بن أحمد بن محمد العكري الحنبلي الدمشقي، ت: عبد القادر الأرناؤوط ومحمد الأرناؤوط. دار ابن كثير ـ دمشق  ـ و ـ بيروت ـ ط1 /1408هـ ـ 1988م.

الطبقات الصغير: لأبي عبد الله محمد بن سعد كاتب الواقدي، ت: بشار عواد معروف، ومحمد زاهد جول، دار الغرب الإسلامي، تونس، ط1، 2009م.

الطبقات الكبرى: لأبي عبد الله محمد بن سعد الزهري البغدادي كتب الواقدي، دار صادر، بيروت، 1957م.

الطبقات: لأبي عمرو خليفة بن خياط شباب العصفري، ت: د. أكرم ضياء العمري، مطبعو العاني، بغداد، 1387هـ/1967م.

العبر في خبر من غبر: لأبي عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي، ت: محمد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1405هـ/1985م.

العلل ومعرفة الرجال: لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، ت: د. وصي الله بن محمد عباس. دار الخاني ـ الرياض ـ ط2 /1422هـ ـ 2001م.

عيون الأثر في فنون المغازي والسير: لابن سيد الناس اليعمري ت: د. محمد العيد الخطراوي، ومحـيي الدين مستو، نشر مكتبة دار التراث، ودار ابن كثير 1413هـ-1992م.

فتح الباري شرح صحيح البخاري: لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي، دار المعرفة، بيروت، 1379هـ.

فتوح البلدان: لأبي العباس أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، ت: عبد الله أنيس الطباع وعمر أنيس الطباع، مؤسسة مكتبة المعارف ـ بيروت ـ ط1407هـ ـ 1987م.

فهرسة ابن خير الاشبيلي: لأبي بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة الأموي، تحقيق محمد فؤاد منصور، دار الكتب العلمية، بيروت، 1419هـ/1998م.

معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث ومن الضعفاء وذكر مداهبهم وأحبارهم: لأبي الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي نزيل طرابلس الغرب، ت: عبد العليم عبد العظيم البستوي. مطبعة المدني ـ القاهرة ـ بدون تاريخ.

المغازي الأولى ومؤلفوها: للمستشرق يوسف هورفتس، ترجمة حسين نصار، مكتبة البابي الحلبي، مصر، ط1/1369هـ.

المغازي لموسى بن عقبة (141هـ): جمع ودراسة وتخريج: د. محمد باقشيش أبو مالك المراكشي، منشورات كلية الآداب، جامعة ابن زهر، أكادير  1994م.

 الوافي بالوفيات: لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي، ت: أحمد الأرناؤوط و تركي مصطفى. دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـ ط1 /1420هـ ـ 2000م.

*راجع المقال الباحث: عبد الفتاح مغفور

Science

د. محمد بن علي اليــولو الجزولي

  • أستاذ باحث مؤهل بمركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة النبوية العطرة بالعرائش، التابع للرابطة المحمدية للعلماء بالرباط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق