مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعينشذور

من مواعظ حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما

قال حذيفة رضي الله عنه: 

(كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني)([1]).

 لقد كان صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلم كالنّجوم، فهم خير القرون بما قدّموه وبذلوه وتحمّلوه في سبيل نصـرة الدين وإعلاء رايته، وقد تميّز كلّ رجلٍ من الصّحابة بصفات أهّلته لأن يتبوّأ مكانة في مسيرة الدّعوة، فمن الصّحابة من تميّز بشجاعته ومنهم من تميّز بفقهه، ومن بين هؤلاء الرّجال السّابقين إلى الإسلام برز من بين الصحابة رضي الله عنهم رجلٌ قلّ نظيره ووجوده بين الرّجال؛ رجلٌ اتّصف بصفات الكتمان والحرص على الأسرار والأمانة الشّديدة، التي أهّلته بجدارة واستحقاق أن يظفر بلقب صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه حذيفة بن اليمان ، كان رضي الله عنه مقرّبًا من النّبي عليه الصّلاة والسّلام حتّى أنّ النّبي أسرّ له يومًا بأسماء جميع المنافقين في المدينة المنوّرة ولم يسـرّها إلى أحدٍ من صحابته فسمّي حذيفة لذلك صاحب سر رسول الله، وقد بقي حذيفة محافظًا على هذا السّرّ ولم يخبر أحدًا بأيّ اسمٍ من أسماء المنافقين حتّى توفي رضي الله عنه وأرضاه، وقد كان سيّدنا عمر رضي الله عنه يتتبّعه حينما يريد الصّلاة على الرّجال فإذا وجده قد أتى ليصلّي على أحدهم صلّى، وإن رآه تخلّف عن الصّلاة تخلّف، كما طلب الفاروق منه مرّةً أن يخبره فيما إذا كان في عمّاله أحد من المنافقين فيأبى حذيفة أن يفشي سرّ رسول الله له، وقد ألحّ عمر يومًا عليه بقوله أنشدك الله أذكرني الله في المنافقين، ولما رأى حذيفة حرصه وخشي عليه قال له، لا ، ولا أقولها لأحدٍ من بعدك .

ولد رضي الله عنه في مكّة المكرّمة ولم يعرف على التّحديد سنة مولده فيها، وقد كان أبوه حسل أو حسيل بن جابر أَحَد الصّحابة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان حسيل مقيمًا في مكّة المكرّمة ولكن حصل بينه وبين رجلٍ شجار فقتله، فلجأ حسيل إلى المدينة المنوّرة حيث سكن بين بني عبد الأشهل وتزوّج منهم أم حذيفة واسمها الرّباب التي كانت أيضًا ممّن بايع النّبي عليه الصّلاة والسّلام قبل مجيئه إلى المدينة المنوّرة، وهو حافظ سر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان يُلقب رضي الله عنه بحافظ أسرار الرسول، حيث ائتمنه على أسماء المنافقين والمشركين المحيطين بهم، دون أن يكشفه لأَحَدٍ.

قال عنه أبو نعيم في الحلية([2]):

حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ وَمِنْهُمُ الْعَارِفُ بِالْمِحَنِ وَأَحْوَالِ الْقُلُوبِ، وَالْمُشْرِفُ عَلَى الْفِتَنِ وَالْآفَاتِ وَالْعُيُوبِ، سَأَلَ عَنِ الشَّرِّ فَاتَّقَاهُ، وَتَحَرَّى الْخَيْرَ فَاقْتَنَاهُ، سَكَنَ عِنْدَ الْفَاقَةِ وَالْعَدَمِ، وَرَكَنَ إِلَى الْإِنَابَةِ وَالنَّدَمِ، وَسَبَقَ رَتْقَ الْأَيَّامِ وَالْأَزْمَانِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ. وَقَدْ قِيلَ: «إِنَّ التَّصَوُّفَ مُرَامَقَةُ صُنْعِ الرَّحْمَنِ، وَالْمُوَافَقَةُ مَعَ الْمَنْعِ وَالْحِرْمَانِ».

وقد تولّى المدائن في عهد عمر حتّى وفاته سنة ستّة وثلاثين للهجرة .

وفيما يلي درر مختارة من أقواله ومواعظه I:

سئل رضي الله عنه عن ميت الأحياء، فقال:

«أفلا تسألون عن ميِّت الأحياء؟ فقال: إن الله تعالى بعث محمدًا – صلى الله عليه وسلم – فدعا الناس من الضلالة إلى الهدى، ومن الكفر إلى الإيمان، فاستجاب له من استجاب، فحيا بالحقِّ من كان ميتًا، ومات بالباطل من كان حيًّا، ثم ذهبت النُّبوَّة فكانت الخلافة على منهاج النبوة، ثم يكون مُلكًا عضوضًا، فمن الناس من ينكر بقلبه ويده ولسانه والحقَّ استكمل، ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه كافًّا يده وشعبةً من الحقِّ ترك، ومنهم من ينكر بقلبه كافًّا يده ولسانه وشعبتين من الحقِّ ترك، ومنهم من لا ينكر بقلبه ولسانه، فذلك ميِّت الأحياء! ».

ومن مواعظه – رضي الله عنه – قوله:

*«إنَّ الحقَّ ثقيلٌ، وهو مع ثقله مريءٌ، وإنَّ الباطل خفيفٌ، وهو مع خفَّته وبيءٌ، وترك الخطيئة أيسر -أو قال: خيرٌ -من طلب التوبة، وربَّ شهوة ساعةٍ أورثت حزنًا طويلًا».

* قيل لحذيفة: أتركت بنو إسرائيل دينها في يومٍ وَاحِدٍ؟ قال: «لا، ولكنَّهم كانوا إذا أمروا بشيءٍ تركوه، وإذا نهوا عن شيءٍ ركبوه، حتى انسلخوا من دينهم كما ينسلخ الرجل من قميصه».

ومن كلامه رضي الله عنه:

*«معروفكم اليوم منكر زمانٍ قد مضـى، وإنَّ منكركم اليوم معروف زمانٍ قد أتي، وإنَّكم لا تزالون بخيرٍ ما عرفتم الحقَّ، وكان العالم فيكم غير مستخفٍّ به».

* «مِنْ أَحَبِّ حَالٍ يَجِدُ اللهُ الْعَبْدَ عَلَيْهَا أَنْ يَجِدَهُ عَافِرًا بِوَجْهِهِ».

*وقَالَ: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ أَنْ يُؤْثِرُوا مَا يَرَوْنَ عَلَى مَا يَعْلَمُونَ، وَأَنْ يَضِلُّوا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ»

* قَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: «مَا تَلَاعَنَ قَوْمٌ قَطُّ إِلَّا حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ».

* وقَالَ أيضا: «الْمُنَافِقُونَ الْيَوْمَ شَرٌّ مِنْهُمْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانُوا يَوْمَئِذٍ يَكْتُمُونَهُ وَهُمُ الْيَوْمَ يُظْهِرُونَهُ».

* عَنْ سَعْدِ بْنِ حُذَيْفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ – يَعْنِي أَبَاهُ – يَقُولُ: «وَاللهِ مَا فَارَقَ رَجُلٌ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا إِلَّا فَارَقَ الْإِسْلَامَ».

* قَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: «يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ، اسْلُكُوا الطَّرِيقَ، فَلَئِنْ سَلَكْتُمُوهُ لَقَدْ سَبَقْتُمْ سَبْقًا بَعِيدًا، وَلَئِنْ أَخَذْتُمْ يَمِينًا وَشِمَالًا لَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا».

* عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى الْجُمُعَةِ مَعَ أَبِي بِالْمَدَائِنِ، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَهَا فَرْسَخٌ، وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ عَلَى الْمَدَائِنِ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1]، أَلَا وَإِنَّ الْقَمَرَ قَدِ انْشَقَّ، أَلَا وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ أَذِنَتْ بِفُرَاقٍ، أَلَا وَإِنَّ الْيَوْمَ الْمِضْمَارُ، وَغَدًا السِّبَاقُ «فَقُلْتُ لِأَبِي: مَا يَعْنِي بِالسِّبَاقِ؟ فَقَالَ: مَنْ سَبَقَ إِلَى الْجَنَّةِ».

* عَنْ سُلَيْمٍ الْعَامِرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ، يَقُولُ: «بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَخْشَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَبِحَسْبِهِ مِنَ الْكَذِبِ أَنْ يَقُولَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ ثُمَّ يَعُودُ ».

* قَالَ حُذَيْفَةُ: «أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الْخُشُوعُ، وَآخِرُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الصَّلَاةُ».

* قِيلَ لِحُذَيْفَةَ: مَنِ الْمُنَافِقُ؟ قَالَ: «الَّذِي يَصِفُ الْإِسْلَامَ وَلَا يَعْمَلُ بِهِ».

* عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: «تَعَوَّدُوا الصَّبْرَ، فَأَوْشَكَ أَنْ يَنْزِلَ بِكُمُ الْبَلَاءُ، أَمَا إِنَّهُ لَا يُصِيبَنَّكُمْ أَشَدُّ مِمَّا أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».

* وقال رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: «إِنَّ فِي الْقَبْرِ حِسَابًا، وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ حِسَابًا، فَمَنْ حُوسِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ».

* قَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: «إِذَا أَذْنَبَ الْعَبْدُ نُكِتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِنْ أَذْنَبَ نُكِتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، حَتَّى يَصِيرَ قَلْبُهُ كَالشَّاةِ الرَّبْدَاءِ».

* وعَنْ حُذَيْفَةَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: «إِنَّ الْفِتْنَةَ تُعْرَضُ عَلَى الْقُلُوبِ، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِنْ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْلَمَ أَصَابَتْهُ الْفِتْنَةُ أَمْ لَا فَلْيَنْظُرْ فَإِنْ كَانَ يَرَى حَرَامًا مَا كَانَ يَرَاهُ حَلَالًا، أَوْ يَرَى حَلَالًا مَا كَانَ يَرَاهُ حَرَامًا، فَقَدْ أَصَابَتْهُ الْفِتْنَةُ ».

بعض أقواله رضي الله عنه في تحذيره من الفتن:

*عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ : «وُكِّلَتِ الْفِتْنَةُ بِثَلاَثَةٍ : بِالْجَادِّ النِّحْرِيرِ الَّذِي لاَ يُرِيدُ أَنْ يَرْتَفِعَ لَهُ شيء إِلاَّ قَمَعَهُ بِالسَّيْفِ، وَبِالْخَطِيبِ الَّذِي يَدْعُو إلَيْهِ الأُمُورَ ، وَبِالشَّرِيفِ الْمَذْكُورِ ، فَأَمَّا الْجَادُّ النِّحْرِيرُ فَتَصْرَعُهُ ، وَأَمَّا هَذَانِ فَتَبْحَثُهُمَا حتى تَبْلُوَ مَا عِنْدَهُمَا».

*وقَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالْفِتَنَ، لَا يَشْخَصُ إِلَيْهَا أَحَدٌ، فَوَاللهِ مَا شَخَصَ فِيهَا أَحَدٌ إِلَّا نَسَفَتْهُ كَمَا يَنْسِفُ السَّيْلُ الدِّمَنَ، إِنَّهَا مُشْبِهَةٌ مُقْبِلَةٌ حَتَّى يَقُولَ الْجَاهِلُ: هَذِهِ تُشْبِهُ، وَتَبِينُ مُدْبِرَةً، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَاجْثِمُوا فِي بُيُوتِكُمْ، وَكَسَّرُوا سُيُوفَكُمْ، وَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ».

*عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ ، أَنَّ حُذَيْفَةَ ، قَالَ لَهُ : «كَيْفَ أَنْتَ وَفِتْنَةٌ خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا غَنِيٌّ خَفِيٌّ ؟ قَالَ : قُلْتُ : وَكَيْفَ ؟ وَإِنَّمَا هُوَ عَطَاءٌ أَحَدُنَا يَطْرَحُ بِهِ كُلَّ مُطَّرَحٍ ، وَيَرْمِي بِهِ كُلَّ مَرْمًى، قَالَ: كُنْ إذًا كَابْنِ الْمَخَاضِ لاَ رَكُوبَةَ فَتُرْكَبُ وَلاَ حَلُوبَةَ فَتُحْلَبُ».

* عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ : «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يَنْجُو فِيهِ إِلاَّ الَّذِي يَدْعُو بِدُعَاءٍ كَدُعَاءِ الْغَرِيقِ».

* وعَنْه أيضا، قَالَ : «وَاللهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصْبِحُ بَصِيرًا ، ثُمَّ يُمْسِي ، وَمَا يَنْظُرُ بِشُفْرٍ».

* قَالَ حُذَيْفَةُ : «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا سُئِلْتُمَ الْحَقَّ ، فَأَعْطَيْتُمُوهُ ، وَمُنِعْتُمْ حَقَّكُمْ ؟ قَالَوا : إذًا نَصْبِرُ ، قَالَ: دَخَلْتُمُوهَا إذا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ».

*وقال: «إِنَّ لِلْفِتْنَةِ وَقَفَاتٍ وَبَعَثَاتٍ ، فَإِنَ اسْتَطَعْت أَنْ تَمُوتَ فِي وَقَفَاتِهَا فَافْعَلْ».

*و قِيلَ لِحُذَيْفَةَ: مَا وَقَفَاتُ الْفِتْنَةِ ، وَمَا بَعَثَاتُهَا ، قَالَ : «بَعَثَاتُهَا سَلُّ السَّيْفِ ، وَوَقَفَاتُهَا إغْمَادُه ُ».

* قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَمَوَاقِفَ الْفِتَنِ» قِيلَ: وَمَا مَوَاقِفُ الْفِتَنِ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: «أَبْوَابُ الْأُمَرَاءِ، يَدْخُلُ أَحَدُكُمْ عَلَى الْأَمِيرِ فَيُصَدِّقُهُ بِالْكَذِبِ وَيَقُولُ مَا لَيْسَ فِيهِ»

*وقَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ : «أَتَتْكُمَ الْفِتَنُ مِثْلَ قِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، يَهْلِكُ فِيهَا كُلُّ شُجَاعٍ بَطَلٍ، وَكُلُّ رَاكِبٍ موْضِعٍ، وَكُلُّ خَطِيبٍ مِصْقَعٍ» .

*وقَالَ: «لَفِتْنَةُ السَّوْطِ أَشَدُّ مِنْ فِتْنَةِ السَّيْفِ ، قَالُوا : وَكَيْفَ ذَاكَ ، قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيُضْرَبُ بِالسَّوْطِ حَتَّى يَرْكَبَ الْخَشَبَةَ».

* قَالَ رَجُلٌ لِحُذَيْفَةَ: كَيْفَ أَصْنَعُ إِذَا اقْتَتَلَ الْمُصَلُّونَ ؟ قَالَ : تَدْخُلْ بَيْتَكَ ، قَالَ : قُلْتُ : كَيْفَ أَصْنَعُ إِنْ دُخِلَ بَيْتِي ؟ قَالَ : قُلْ : إِنِّي لَنْ أَقْتُلَك {إنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}.

وله أيضاً :

*وقَالَ: «وَدِدْت أَنَّ عِنْدِي مِئَةَ رَجُلٍ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذَهَبٍ فَأَصْعَدُ عَلَى صَخْرَةٍ فَأُحَدِّثُهُمْ حَدِيثًا لاَ تَضُرُّهُمْ فِتْنَةٌ بَعْدَهُ أَبَدًا، ثُمَّ أَذْهَبُ قَلِيلاً قَلِيلاً فَلاَ أَرَاهُمْ وَلاَ يَرَوْنَنِي».

وله أيضاً :

* «إِنَّهَا فِتَنٌ قَدْ أَظَلَّتْ كَجِبَاهِ الْبَقَرِ يَهْلِكُ فِيهَا أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ مَنْ كَانَ يَعْرِفُهَا قَبْلَ ذَلِكَ».

* وعَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : «أَرَأَيْتُمْ يَوْمَ الدَّارِ كَانَتْ فِتْنَةً ، يَعْنِي قَتْلَ عُثْمَانَ فَإِنَّهَا أَوَّلُ الْفِتَنِ وَآخِرُهَا الدَّجَّالُ».

*وعَنْه رضي الله عنه، قَالَ : «تَكُونُ فِتْنَةٌ فَيَقُومُ لَهَا رِجَالٌ فَيَضْرِبُونَ خَيْشُومَهَا حَتَّى تَذْهَبَ ، ثُمَّ تَكُونُ أُخْرَى فَيَقُومُ لَهَا رِجَالٌ فَيَضْرِبُونَ خَيْشُومَهَا حَتَّى تَذْهَبَ ، ثُمَّ تَكُونُ أُخْرَى فَيَقُومُ لَهَا رِجَالٌ فَيَضْرِبُونَ خَيْشُومَهَا حَتَّى تَذْهَبَ ، ثُمَّ تَكُونُ الْخَامِسَةُ دَهْمَاءُ مُجَلّلَةٌ تنبثق فِي الأَرْضِ كَمَا ينبثق الْمَاءُ».([3])

——————————————————————————————

([1]) أخرجه البخاري في الصحيح-كتاب المناقب-باب علامات النبوة في الإسلام-4/199 رقم: 3606. ومسلم في الصحيح-كتاب الإمارة-باب -3/1475 رقم: 1847.

([2]) 1/270.

 ([3])*الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار. أبو بكر بن أبي شيبة. المحقق: كمال يوسف الحوت. الناشر:  مكتبة  الرشد – الرياض. الطبعة: الأولى، 1409هـ. –

     *سير أعلام النبلاء: 2/365. الناشر: دار الحديث- القاهرة، الطبعة: 1427هـ-2006م.

     *حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الأصبهاني 270-283. الناشر: السعادة – بجوار محافظة مصر، 1394هـ – 1974م.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق