الرابطة المحمدية للعلماء

منتدى فاس يدعو لتكريس مبادئ الحوار وتسامح الأديان

الدعوة إلى إنشاء مرصد عالمي للكتب المدرسية بهدف تقريب الفوارق

اختتم بالعاصمة العلمية للمغرب أشغال منتدى فاس الثالث حول تحالف الحضارات والتنوع الثقافي، المنعقد مؤخرا أيام 15 و16 و17 نونبر 2009، بمشاركة ، إلى جانب نخبة من رجال الإعلام تمثل أكثر من ستين قناة تلفزية، ووزراء وجامعيين ومفكرين، من بينهم الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الدكتور أحمد عبادي، انكبوا جميعا على بحث دور وسائل الإعلام في توطيد جسور الحوار بين الحضارات وتجاوز المقاربات التبسيطية للقضايا المطروحة على النظام العالمي.

وكانت فعاليات هذا اللقاء الدولي الذي نظمه المركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الاستراتيجية والدولية بتعاون مع عدة شركاء مغاربة وأجانب قد توزعت على عدة جلسات عامة تقارب “العلاقات الملتبسة بين وسائل الإعلام والسياسة”، و”وسائل الإعلام العربية والغربية: تفاعلات وإدراكات”، و”دور وسائل الإعلام بالمغرب في تحالف الحضارات والتنوع الثقافي: واقع وآفاق”، و”وسائل الإعلام والتواصل في القرية الكونية”، و”التقنيات الجديدة للإعلام والتواصل: ثوابت ومتغيرات” ثم “وسائل الإعلام ومختلف التمثلات”.

وبعد ثلاثة أيام من الاجتماعات والمناقشات والدراسات والمداخلات والتحاليل والآراء فبعد نصّ الديباجة، وقع صياغة البيان الختامي والذي اشتمل  بالإضافة إلى رسالة الشكر التي رفعها المشاركون والمنظمون إلى جلالة الملك محمد السادس على رعايته وحرصه على إنجاح المنتدى، بالإضافة إلى السلطات بمدينة فاس لسهرها المتواصل في سبيل توفير الراحة لجميع ضيوف المغرب من رجال فكر وباحثين وشخصيات عالمية ساهمت في هذا المنتدى الذي اشتمل على سبع جلسات عمل وعديد الورشات الموازية في مختلف جوانب الإعلام والاتصال.
اشتمل كذلك على التوصيات الآتية:

1ـ التأكيد على أهمية الدور الطلائعي والبناء لمنتدى فاس باعتباره قبلة ومنبرا هاما للحوار بين مفكرين ومسؤولين وباحثين من عدة دول واتجاهات مختلفة تسعى إلى بناء الأسرة الإنسانية الواحدة والمشتركة.

2ـ  أهمية مبادئ الحوار والتفاهم والتعايش السلمي واحترام حقوق الإنسان والتنوع الثقافي لبناء مجتمع عالمي متكامل ومتفاعل انطلاقا من أن كل الأطراف تتحمل المسؤولية وفي مقدمتها وسائل الإعلام بعيدا عن المواقف السياسية المسبقة.

3ـ مطالبة وسائل الإعلام بالتحلي بالموضوعية والشفافية في نقل وتوجيه وتحليل الرسائل السياسية تجنبا لإيصال رسالة خاطئة ومتناقضة تؤدي إلى نتائج سلبية تؤثر على عملية الحوار.

4ـ  دعم مبادئ حقوق الإنسان كعنصر أساسي في معالجة قضايا الشعوب، هذه المبادئ التي لا يمكن تجزئتها أو التعامل معها في إطار معايير مزدوجة، ودعم توصيات مجلس حقوق الإنسان المتعلقة بتقرير كولدستن حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من طرف دولة إسرائيل في قطاع غزة.

5ـ  مناشدة المديرة العامة الجديدة لليونسكو اتخاذ مبادرة لدعم التقريب بين كل الأديان، وذلك من خلال إقرار عطلة بمناسبة عيد الأضحى المبارك الذي هو عيد للمسلمين والذي يحتفل به أكثر من مليار مسلم في العالم.

6ـ  دعوة وسائل الإعلام بمختلف مشاربها قصد اتخاذ مبادرة لدعم التقريب بين الأديان.

7ـ  ضرورة تجنب وسائل الإعلام لكل ما يسيء إلى الأنبياء والرسل مهما كانت الذريعة.

8ـ  التأكيد على الدور المحوري والطلائعي الذي تمارسه وسائل الإعلام كآلية للمراقبة الشفافة في معالجة التصدي المشترك للتحديات التي يواجهها العالم بخصوص التطرف والتمييز بين الشعوب.

9ـ  الترحيب بالأفكار والمبادئ التي جاءت في خطاب الرئيس أوباما في جامعة القاهرة بدعم الحوار مع العالم الإسلامي ونبذ نظرية صراع الحضارات وحرب الثقافات.

10ـ العمل من أجل الحد من نشر نظرية التطرف الأصولية والأحقاد من خلال مخاطبة العقول في وسائل الإعلام والاتصال التي يجب الاستفادة القصوى منها لإحلال السلام العالمي من خلال التأصيل لنظام عالمي عادل وعولمة راشدة.

11ـ  تجديد التأكيد على مبادرة السلام التي تبنتها القمة العربية في بيروت سنة 2002 والتي تسمح بإقامة السلام الدائم والعادل والشامل بين كل دول المنطقة.

12ـ مطالبة إسرائيل بالتوقف عن إجراءاتها غير الشرعية في تخريبها لمدينة القدس وفرض الأمر الواقع من خلال بناء المستوطنات على أرض فلسطين المحتلة.

13ـ  دعم نداء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الموجه إلى وزراء إعلام دول منظمة المؤتمر الإسلامي خلال هذه السنة لصياغة ميثاق أخلاقي دولي يجدد القواعد الهادفة إلى المزاوجة بين حرية التعبير والرأي واحترام القيم الدينية والمعتقدات الروحية لكل بلدان العالم.

14ـ  الإشادة بالتوصيات والتوجيهات التي دعا إليها جلالة الملك محمد السادس نصره الله خلال كلمته التوجيهية لملتقى القدس الدولي الذي انعقد بمدينة الرباط في أكتوبر2009، حيث أكد جلالته على وحدة المدينة المقدسة كمركز للأديان الثلاث، ودعا إلى تحالف عالمي من أجل السلام، ودعا كل الإرادات الحسنة للتحرك العاجل قصد خلق تحالف عالمي بين كل القوى الملتزمة بالسلام، والضمائر المؤمنة بقيم التسامح والتعايش لإنقاذ مدينة السلام ومهد الأديان السماوية.

15ـ الإشادة بالتزام المغرب في إطار تحالف الحضارات كآلية للأمم المتحدة تهدف لإشاعة مبادئ وقيم الحوار بين الحضارات والتنوع الثقافي.

16ـ الإشادة بنشر تسع مجلدات حول تحالف الحضارات والتنوع الثقافي تحت إشراف الأستاذ عبد الحق عزوزي، والتي تنشر بلغات ثلاث وتوزع في العديد من الدول والأمصار، حيث أصبحت مرجعا مؤكدا للعديد من المؤسسات الدولية الهامة والباحثين من القارات الأربع.

17ـ تثمين الجهود التي تقوم بها مدينة فاس ومؤسسة روح فاس والمركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الاستراتيجية والدولية لدعم روح السلام والتعايش البناء من خلال كل الأنشطة الثقافية والمنتديات التي يسهرون على تنظيمها.

18ـ إن المشاركين يدعون مرة أخرى للإنشاء مرصد عالمي للكتب المدرسية بهدف تقريب الفوارق وتذويب الإضغان والأحقاد، ومشاركة وسائل الإعلام العالمية في إنشاء هذا المرصد العالمي عند إحداث الجامعة الأورومتوسطية التي سيكون مقرها بفاس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق