الرابطة المحمدية للعلماء

“ملحمة الكتاب العربي”

د.أحمد شوقي بنبين: رغم التحديات التاريخية التي كابدها الكتاب العربي إلا أنه ما زال صامدا في مواجهة التقنيات الحديثة كالميكروفيلم والإنترنت..

في إطار فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء ألقى الأستاذ أحمد شوقي بنبين مدير المكتبة الملكية محاضرة بعنوان “ملحمة الكتاب العربي” بقاعة الحبيب الفرقاني، وهي الملحمة التي نعتها بـ”أوديسة الكتاب” التي تعرض فيها الكتاب العربي لمحنة حقيقية على امتداد التاريخ العربي والإسلامي، تعرض فيها “للغسل والمحو والإبادة والإحراق والنهب” وبوجه خاص على أيدي الصليبيين والتتار وعدد من المستشرقين، وكذا من خلال قوى الاستعمار الغربي الحديث لأغلب البقاع العربية الإسلامية، فضلا عن دور الصراعات المذهبية في تكريس الإقصاء المتبادل على مستوى المنتج العقلي لكل مذهب ضد غيره من المذاهب..

كما كشف عن دور الحكم العثماني في تكريس هذا الوضع؛ من خلال نقله لمئات الآلاف من الكتب المخطوطة من مختلف الولايات العربية إلى تركيا؛ فقد قدر السيد المحاضر وجود ما يزيد عن مليوني كتاب مخطوط قابعة في رفوف المكتبات الخاصة بهذه البلاد؛ كاشفا أن تركيا شكلت في القرن التاسع عشر البوابة الثالثة التي انتقل منها المخطوط العربي إلى أوروبا والأندلس وصقلية.

أما بالنسبة لمسؤولية بعض المستشرقين في نهب هذه الثروة المعرفية من أصحابها وتهريبها إلى مختلف الأقطار الأوروبية ، فقد أشار إلى أن المستشرق “بوكوك”،  على سبيل المثال، تمكن من نقل ما لا يقل عن 500 مخطوط من الشرق أضحت تشكل نواة المجموعة العربية في مكتبة أوكسفورد، كما أشار إلى المستشرق “شيستبيتي” إلى المكتبة التي تحمل اسمه بلندن مئات أخرى من المخطوطات من جملتها مصحف وحيد من أصل 14 نسخة خطها ابن البواب بيده في أواخر القرن الرابع ونهاية القرن الخامس.
وبعد أن وقف المحاضر على الأهمية التي أولاها العرب والمسلمون للكتاب خلص إلى أن الكتاب العربي رغم التحديات التاريخية التي كابدها على مر القرون إلا انه ما زال صامدا في مواجهة التقنيات الحديثة كالميكروفيلم والإنترنت..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق