الرابطة المحمدية للعلماءأخبار الرابطة

مقاربة الثثقيف بالنظير وتغيير السلوكيات الخطرة

إدريس القرقوري: المرجعية التي تعتمد عليها هذه المقاربة هي مرجعية دينية بالأساس مستمدة من مكونات المجتمع المغربي

تنوعت أسئلة قراء موقع الرابطة المحمدية للعلماء، الذين تواصلوا مباشرة مع الأستاذ “إدريس القرقوري”، ضيف الحوار الحي لهذا الأسبوع، لمناقشة موضوع “دور مقاربة الثثقيف بالنظير في تغيير السلوكيات الخطرة“. وحملت بعض تلك الأسئلة تخوفات حول نجاعة هذه المقاربة ومؤهلات ومرجعية أصحابها، لتأتي الأجوبة في أغلبها لتفنيد هذه الشكوك التي قد تحوم حول هذا الموضوع الجديد.

وأجاب القرقوري، عضو الشبكة العالمية للأقران (Youth Peer)، عن أول سؤال يتبادر إلى ذهن القارئ عن معنى المثقف بالنظير، قائلا: “التثقيف بالنظير هي مقاربة تشاركية تهدف إلى تغيير السلوكيات الخطرة عن طريق النظير، أي: الند أو الصديق أو الخل”. ولكي تنجح العملية لا بد ـ يضيف الأستاذ ـ أن يكون المثقف منتميا إلى نفس الفئة العمرية الاجتماعية والبيئية والثقافية لنظرائه، وأن يتم انتقاؤه من بين الفاعلين الجمعويين التربويين الذين يتسمون بسمات تربوية حسنة، وأن يخضع لتكوين يؤهله لأداء مهمته في أحسن الظروف، وهو تكوين خاص يمر عبر المؤسسات التعليمية وبشراكة مع وزارة التربية الوطنية ومنظمات دولية تهتم بالميدان نفسه.

وكان الحوار الحي مناسبة للأستاذ إدريس القرقوري للإجابة عن أسئلة بعض القراء الذين تساءلوا عن المرجعية الأخلاقية للمثقفين النظراء وإمكانية وجود بعض الجوانب السلبية في مقاربتهم الجديدة في تغيير سلوكيات الشباب، حيث قال أمين نادي التواصل الاجتماعي للمثقفين النظراء بالرباط، إن المرجعية التي تعتمد عليها هذه المقاربة هي مرجعية دينية بالأساس مستمدة من مكونات المجتمع المغربي المحافظ، وهدفها الأساس تبسيط الموعظة حتى تكون في متناول الجميع بدون أي تعقيدات علمية.

وتخوفت إحدى المشاركات في الحوار الحي، الذي يجريه موقع الرابطة كل أسبوع، من أن تنشأ علاقات من نوع خاص بين المثقفين بالنظير والفئة المستهدفة من الشباب، فأجاب القرقوري بأن “المداخلة بين النظراء تكون مستحبة، ولا يمكن أن ينشأ عنها أي نوع من العلاقات التي يمكن أن يثيرها التساؤل”، إضافة إلى أن المثقف بالنظير يتميز بصفات حسنة ومحمودة داخل المجتمع، والتي تعتبر معيارا لانتقائه، وبالتالي لا يمكن أن نعتبر من يؤثر سلبيا على شخص آخر، في أي مجال من مجالات الحياة، متثقفا بالنظير.

وأضاف عضو الشبكة العالمية للأقران (Youth Peer) أن مقاربة التثقيف بالنظير أصبحت تشكل وسيلة قيمة لتصحيح الجوانب السلبية الخاصة بالظاهرة الجنسية، التي تهتم بها كثيرا وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة.
ومن هذا المنطلق يأتي دور علماء الدين ـ يضيف القرقوري ـ لتأطير العملية برمتها والإشراف عليه، مشيرا إلى أن إجراء موقع الرابطة المحمدية للعلماء حوارا مباشرا مع أحد المثقفين بالنظير دليل “على اهتمام علماء الدين بهذا الموضوع، ورغبتهم في إشراك الشباب المثقفين النظراء في التوعية الدينية تحت إشرافهم، حتى تكون كل الرسائل الموجهة من طرف المتثقفين النظراء رسائل تخدم المجتمع المدني في إطار الشرعية الدينية”.

يذكر أن الرابطة المحمدية للعلماء نظمت يوم الأربعاء 18 يونيو 2008، بقاعة الشيخ عبد الله كنون، الكائنة بالمقر الرئيسي للرابطة، ندوة علمية حول موضوع: “دور القادة الدينيين في تغيير السلوكيات الخطرة” تحت شعار: “نحو مجتمع متكافل“، وذلك في دورتها الثانية، بمشاركة الدكتور كمال العلمي، منسق برنامج الأمم المتحدة المشترك لمحاربة السيدا، والدكتورة عزيزة بناني، عن البرنامج الوطني لمحاربة السيدا، والدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، والدكتور محمد بلكبير، الخبير الدولي في تغيير السلوكيات المنحرفة والتثقيف بالنظير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق