مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةتراث

مخطوط: تقييد حول ما قيل عن جماعة من الصحابة ونسبتهم إلى الرياء والنفاق -إخراج النص-

بسم الله الرحمن الرحيم

 والصلاة والسلام على نبينا محمد

 وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 إن مكتبة مخطوطات مؤسسة الملك عبد العزيز بالدار البيضاء، يسر الله لمسئوليها بإتاحة جميع مخطوطاتها للباحثين عبر موقعها الالكتروني، وقد استفاد من هذا الخير الجم الغفير من الباحثين المحققين، ونسأل الله تعالى أن ييسر لباقي خزائن المخطوطات العامة بالمغرب أن تنهج منهج المؤسسة لخدمة التراث، ونفث الغبار عنه، ليخرج في أحسن حلة ويستفيد المتأخرين من علم المتقدمين.

وإن مؤسسة الملك عبد العزيز بالدار البيضاء لتزخر بمخطوطات نفيسة، منها ما حقق، ومنها ما هو قيد التحقيق، ومنها ما هو حبيس الرفوف، ومن هذا الصنف ما وجدت في المجموع رقم: 330، الذي وصفه منجزوا فهرس المخطوطات العربية والأمازيغية، إلا أن هذا الوصف مجمل وسريع، وأكتفي بما ذُكر هناك؛ لأن المقام لا يسمح بالتوسع في الوصف، وقد اشتمل المجموع المذكور على عشرة كتب وفق ترتيبها فيه:

1- مشيخة أحمد بن العربي بن الحاج الفاسي (المتوفى عام: 1109هـ) لمحمد بن عبد السلام بن حمدون بناني (المتوفى عام: 1163هـ)، في 20 ورقة[1].

2- رسالة إلى جميع أحباب رسول الله عليه السلام لمحمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي (المتوفى عام: 909هـ) في ورقتين[2].

3- تقييد في أهل الذمة لمحمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي المتقدم، في 9 ورقات[3].

4- كناش يتضمن مجموعة من التقاييد لجامع غير مذكور، في 5 ورقات[4].

5- فهرسة محمد بن عبد السلام بن حمدون بناني (المتوفى عام: 1163هـ)، في 7 ورقات[5].

6- كناش يتضمن مجموعة من التقاييد والإجازات لجامع غير مذكور، في 24 ورقات[6].

7- مشيخة أبي سالم إبراهيم بن محمد اللنتي التازي (المتوفى عام: 866هـ) لمحمد بن يوسف بن عمر السنوسي (المتوفى عام: 895هـ)[7].

8- منظومة في دعاء أسماء بدر على العدو الظالم لناظم غير مذكور، في 5 ورقات[8].

9- منظومة في التوسل بأهل بدر لناظم غير مذكور، في 3 ورقات[9].

10- كناش يتضمن مجموعة من التقاييد لجامع غير مذكور، في 28 ورقة[10].

وأنا أقلب هذا المجموع، فوقعت عيني على: تقييد حول ما قيل عن جماعة من الصحابة ونسبتهم إلى الرياء والنفاق، ضمن كناش يتضمن مجموعة من التقاييد لجامع غير مذكور في 5 ورقات وهو الرابع في المجموع.

 هذا التقييد في أربعة أسطر ونصف، نقله مقيده من الطبقات الكبرى للشعراني، وهذا نصه: “نُقل عن سيدي إبراهيم الدَّسُوقي رضي الله تعالى عنه: أنه تكلِّم[11] في جماعة من الصَّحابة، ونُسِبوا إلى الرياء والنِّفاق[12]، منهم: الزبير رضي الله عنه، كان كثير الخشوع في الصلاة، وكان بعضهم يقول: إنما هو مُراءٍ، فبينما الزبير ساجد، إذ صبوا على رأسِه ووجهه ماءً حاراً[13]، فكُشط لحمُ[14] وجْهه وهو لا يشعر، فلمَّا فَرَغ من صلاتِه وصحا، قال: ما هذا؟ فأخبروه، فقال رضي الله عنه: غفر الله تعالى لهم[15]، ومكُت زمانا يتألَّم من وجهه. ذكره سيدي عبد الوهاب الشَّعراني في الطَّبقات الكُبْرى. هـ”.

انتهى ما وجدته مقيدا نقلا من مقدمة الطبقات الكبرى المسماة: لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية، الذي نقله العلامة الصوفي عبد الوهاب بن أحمد بن علي الحنفي الشعراني المصري (المتوفى عام: 973 هـ)، عن إبراهيم بن أبي المجد بن قريش بن محمد الدسوقي المصري (المتوفى عام: 676 هـ)، وقد أورد الشعراني من كلامه مجموعة كبيرة اختارها من كتاب له اسمه: الجواهر، قال: وهو مجلد ضخم، كما قال الزركلي في الأعلام، وتنظر ترجمتهما فيه[16].

 *****************

هوامش المقال:

[1] – فهرس المخطوطات العربية والأمازيغية (2 /803).

[2] – فهرس المخطوطات العربية والأمازيغية (1 /327-328).

[3] – فهرس المخطوطات العربية والأمازيغية (1 /323-324).

[4] – فهرس المخطوطات العربية والأمازيغية (2 /797-798).

[5] – فهرس المخطوطات العربية والأمازيغية (2 /785).

[6] – فهرس المخطوطات العربية والأمازيغية (2 /796-797).

[7] – فهرس المخطوطات العربية والأمازيغية (2 /802-803)، اسم صاحب المشيخة في الفهرس: إبراهيم بن محمد السنوسي، وأما ما في المخطوط فهو: إبراهيم بن محمد اللنتي، وهو الصواب كما في ترجمته من كتب التراجم.

[8] – فهرس المخطوطات العربية والأمازيغية (2 /531).

[9] – فهرس المخطوطات العربية والأمازيغية (2 /579).

[10] – فهرس المخطوطات العربية والأمازيغية (2 /794).

[11] – في مطبعة الطبقات الكبرى (1 /30): “بل نقل سيدي إبراهيم الدَّسُوقي رضي الله تعالى عنه: أنهم تكلموا في جماعة من الصحابة”.

[12] – في مطبعة الطبقات الكبرى (1 /30): “بل نقل سيدي إبراهيم الدَّسُوقي رضي الله تعالى عنه: أنهم تكلموا في جماعة من الصحابة، ونسبوهم إلى الرياء والنفاق”.

[13] – في مطبعة الطبقات الكبرى (1 /31) حصل تقديما وتأخير: ” إذ صبوا على وجهه ورأسه ماء حارا”.

[14] – في مطبعة الطبقات الكبرى (1 /31): “فكشط وجهه”، سقطت كلمة: “لحم”.

[15] – في مطبعة الطبقات الكبرى (1 /31): “غفر الله تعالى لهم ما فعلوه”، سقطت: “ما فعلوه” من النسخة المخطوطة.

[16] – ترجمة الشعراني في الأعلام (4 /180-181)، والدسوقي في الأعلام (1 /59) .

*************

جريدة المراجع

 الأعلام (قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين) لخير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس الزركلي الدمشقي، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشرة، 2002.

فهرس المخطوطات العربية والأمازيغية لمحمد القادري، أحمد أيت بلعيد، عادل قيبال، منشورات مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية، بالدار البيضاء، مطبعة فضالة، المحمدية-المغرب، 2005.

لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية (الطبقات الكبرى) لأبي محمد عبد الوهاب بن أحمد بن علي الحنفي الشعراني المصري، تحقيق: أحمد عبد الرحيم السايح، توفيق علي وهبة، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة-مصر، الطبعة الأولى: 1426 /2005.

*راجعت المقال الباحثة: خديجة أبوري

Science

يوسف أزهار

  • باحث بمركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسير ة النبوية العطرة بالعرائش، التابع للرابطة المحمدية للعلماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق